الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق بين فيلين

سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)

2008 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


هل يتجه البلدان الولايات المتحدة و إيران نحو الحرب؟ قد لا يكون الجواب على هذه التساؤلات سهلا لكن المراقب يمكنه أن يضع جدولا بالتوقعات بناءا على الماضي، و طبيعي جدا أن نتوقع أن يكون العراق جزءا من خط المواجهة العريض و الذي أصبح الآن يحيط بإيران ابتداءا من أفغانستان و مرورا بالخليج و انتهاءا بالعراق و تركيا، و هذه المواجهة إن حصلت فستكون أقرب إلى الحرب الإقليمية الكبرى منها بحرب عالمية صغيرة.
فإيران لها حلفاءها في المنطقة و الولايات المتحدة أيضا ـ و إن كانت هذه الأخيرة غنية عن الحلفاء ـ و الطرف الإيراني هو الأكثر تصلبا و تشددا في مواقفه لحد الآن، فالرئيس الإيراني الذي يُنفذ سياسة "خامنئي" لم يترك لنفسه مجالا للمناورة أو المساومة و هذه السياسة تعتبر أمرا طبيعيا بالنسبة للدول ذات النهج الآيديولوجي الشمولي التي تستخدم تنظيراتها "الثورية" في إدارة السياسة، من هنا كانت النتيجة الحتمية فيما يتعلق بهذه السياسة أنها ستضيق آفاق التوصل إلى حل لمسائل كالأزمة النووية و قضية سلام الشرق الأوسط و صراع الإيرانيين و دول المنطقة على النفوذ في العراق.
الولايات المتحدة الآن و كما يبدو لي هي على مفترق الطرق بين أن تحصل من النظام الإيراني على موافقة في أن تعطيها إيران موافقة في إيجاد حل نهائي لملفها النووي و من ثم باقي القضايا العالقة، أو الذهاب إلى الحل العسكري و بدء الاستعدادات الجدية لها، و الطرف الإيراني الآن هو الطرف الوحيد الذي يمتلك في يده معرفة إن كانت المنطقة مقبلة على حرب لأنها هي صاحبة الأزمة و تعرف من خلال تحديدها أهدافها الاستراتيجية أنها ستخوض حربا أم لا، و ما يبدو ظاهرا للعيان هو أن إيران قد قررت فعلا أنها لن تتنازل عن ملفها النووي حتى لو تطلب ذلك خوض حرب قد تكسر العمود الفقري للدولة الإيرانية.
منذ قيام الثورة الإيرانية و هذه الدولة تنتهج سياسة غير مطاطة و ذات أوجه فلسفية تحاول إيجاد مخارج متعددة للمشاكل والأزمات، لكنها على العكس تزداد تصلبا و تحجرا و تجاه قضايا معقدة في المنطقة، إن الأنظمة الثورية دوما تسقط إما عبر ثورة مضادة "من الداخل" أو عبر تدخل عسكري خارجي، و غير خاف على أحد أن المنظومة الفقهية الإيرانية أصبحت احتكارا لطرف واحد هو معسكر المحافظين المتطرف الذي لا يريد أن يحل أزمات المنطقة إلا عبر تفسيره الخاص و عمليته الجراحية، فليس لدى النظام الإيراني إلا حل واحد لكل أزمة هو: "إما أن ترضخوا لنا أو المواجهة".
و الولايات المتحدة حددت هدفها الأساسي و هو أن مواجهة إيران بلا قنبلة ذرية هو خيار أفضل من مواجهتها و هي مسلحة بسلاح دمار شامل، و رغم كل ادعاءات النظام الإيراني الذي يدعم الإرهاب الوهابي و غير الوهابي في المنطقة في أن فقهاء قُم و طهران أفتوا بحرمة امتلاك سلاح ذري و أي سلاح دمار شامل، إلا أن النظام الذي يقمع شعبه و لا يكون مانعا عنده أن يستخدم حتى الإرهاب كوسيلة و ورقة ضغط ـ على الطريقة السعودية ـ هو نظام غير مؤهل للثقة و على الحكومة العراقية أن تنجز معاهدة أمنية مع الولايات المتحدة لأن النظام الإيراني سيوجه أنظاره نحو العراق سواء وجد أمريكيون و غربيون على أرضه أم لا، فمن السهل على الحكومة الإيرانية في حال حصول مواجهة في المنطقة أن توسع نفوذها و تدخلها باتجاه العراق سواء عبر الزعم أن عدوها استخدم أجواء و أراضي العراق أو بسبب "عملاء الأمريكيين"!! كما يحلو لهم دوما أن يفعلوا.
وقوف العراق على الحياد في هذه الحرب لن يكون لصالحه، فالإيرانيون طامحون فعلا في تدمير ما يرونه "مشروعا أمريكيا" و هو ما يعتقدون ـ و أنا أيضا أعتقد ـ أن بإمكانهم الإخلال بالأمن في غياب الطرف الأمريكي عن الساحة العراقية عبر تهيئة صراع طائفي + قومي قد يكون مصطنعا في البداية ثم يتحول إلى حقيقة، النظام الإيراني يمثل خطرا على شعبه قبل أن يمثل خطرا على الآخرين، فقد بدّد ملايين الدولارات على حزب الله و حماس و تنظيمات "المقاومة الإرهابية" في العراق، بينما كان الأولى بهذا النظام إنقاذ الإيرانيين من شظف العيش و الحرمان.
و المستقبل القريب سيكشف لنا إلى أين تتجه الأوضاع.
حــــــــــرب أم ســــــــلام؟؟
Website: http://www.sohel-writer.i8.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: فكرة وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة غير مطروحة ق


.. استقبال حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة




.. أسرى غزة يقتلون في سجون الاحتلال وانتهاكات غير مسبوقة بحقهم


.. سرايا القدس تبث مشاهد لإعداد وتجهيز قذائف صاروخية




.. الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد يترشح لانتخابات الرئ