الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نحن مقبلون على كارثه بيئيه ؟؟ !! (( بحث منشور سنة 2004 في صيفة البيئه والحياة ))

هادي ناصر سعيد الباقر

2008 / 6 / 16
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


في سنة 2004 كانت منظمة المتطوعين الانسانيه للسلام الخضر العراقيه قد اصدرت العدد الاول من صحيفتها (( البيئه والحياة )).. ونشرت فيها هذا التوقع المبين في العنوان اعلاه وقد حصل ما توقعته .. وهو ... :

يمر مجتمعنا العراقي بمرحلة حرجه من التفاعل والبحث في مفاهيم الحريه والديمقراطيه والانتخابات والارهاب , ان هذا الخضم من صخب التفاعل جعلنا ننسى او نغفل الوقوف والنظر بترو الى واقع البيئه المتدهوره التي نعيش فيها لنرى هل نحن مقبلون على فترة (( كوارث اوبئه بيئيه )) .. يمر ويصاب بها كل طفل اضافة"الى اوبئة من الامراض كا لسحايا الدماغيه وشلل الاطفال والحمى السوداء ( الكالا آزار ) والحمى النزفيه .. الخ ولسنا هنا بصدد ان نتكلم عن تاريخ الاوبئه والاسباب ولكني اقول هنا اقول ان هناك احتمالا" يفوق ال 80% باننا مقبلون على عهد وامواج كوارث وامراض بيئيه ... فالكوارث : هي عباره عن تبدل وتغير عنيف في الظروف والعناصر البيئيه التي يعيش ضمنها الانسان .. يتبعه تخريب في نسق وطبيعة الحياة اليوميه للسكان وتعرضهم الى ظروف بيئيه خطره .. واسباب الكارثه ونتائجها هو فقدان الحياة البشريه وتخريب الخدمات البيئيه التحتيه للبيئه مثل :

اولا" : - فقدان الطاقه :

آ- انخفاض وضعف الطاقه الكهربائيه : الذي ادى الى تعطيل مشاريع تنقية وتزويد مياه الشرب .. كذلك تعطيل شبكات المجاري وطفح القاذورات السائله .. اضافة" الى المعاناة والضغط النفسي .. وهذان يؤديان الى خفظ مناعة الجسم ضد الامراض .
ب- فقدان الوقود : مثل النفط والغاز الذي يؤدي الى ان يعيش الافراد بحاله من البرد .. والبرد يؤدي الى انخفاض مناعة جسم الانسان ضد الامراض .. كما ان فقدان الوقود يمنع الناس من غلي وتعقيم مباه الشرب مما يزيد من احتمال اصابتهم للامراض .

ثانيا": تعطّّل وازدحام المرور :

ان ابطاء عملية المرور وحركة السيارات يؤدي ويشكل ضغطا" نفسيا" على المواطن .. ويؤدي الى زيادة تلوث الجو بغاز اول اوكيد الكاربون السام وخطر جدا" وهذا يؤدي الى ايقاف النمو والتاثير على ذكاء الاطفال خصوصا" المنتشرون للتسول والبيع بين السيارات ويؤدي الى انخفاض مناعة الجسم ضد الامراض المعديه .. وكذلك يشكل خطوره جسيمه على شرطة المرور..

ثالثا" – تلوث وعدم صلاحية مياه الشرب :

بسبب تعطل الطاقه الكهربائيه وعدم كفاءة مشاريع التنقيه وعدم تغطيتها لجميع السكان .. اضافة" الى تدهور وتخريب شيكات توزيع مياه الشرب وتلوثها من فضلات المجاري المعطله بسبب فقدان الطاقه الكهربائيه , اضافة" الى ارتفاع نسب التلوث في مياه نهري دجله ونهر ديالى من الفضلات السائله من البيوت والمؤسسات ومجاري بغداد ..
رابعا": تعطل وانعدام عملية جمع ونقل وتصريف القمامه والازبال :

بغدرد مغطاةبالقمامه والازبال في شوارعها وطرقاتها وازقتها وهذا يشكل عاملا" اساسيا" في تكاثر الذباب بالدرجة الاولى وذبابة الرمل وانتشار الجرذان والكلاب السائبه ... وهذه تشكل عامل مساعد على انتقال الامراض المعويه والتسمم الغذائي وامراض حبة بغداد والكالاآزار ...

خامسا" :- تعطل شبكة المجاري وطفح قاذوراتها :

آ- قبل كل شيىء ان هذه الشبكه لاتغطي جميع البيوت في بغداد وهي اساسا" معطله بسبب انقطاع التيار الكهربائي مما ادى الى تكلس الفضلات داخلها وغلقها ويتعذر فتحها مجددا" ..
ب- بسبب انسداد وتهدم هذه الشبكه مما يؤدي الى سحب وتفريغ هذه الفضلات في نهر دجله ..

ج- توقف وتعطل مشروع معالجة القاذورات السائله عن العمل . الذي هو اساسا" غير صالح التصميم اضافة" الى توقفه عن التشغيل بسبب انعدام الطاقه الكهربائيه .. وهذا ادى الى تفريغ مجاري بغداد مباشرة" الى نهر ديالى الذي ادى الى موت هذاا النهر من الناحيه البيئيه ... وهذا يؤدي الى انتقال التلوث المرضي الى نهر دجله والى ابعد من مدينة سلمان باك .. كما يشكل عبئا" اضافيا" على أي مشروع لتنقية المياه للشرب ..

سادسا" : تلوث الاطعمه بالمكروبات المرضيه :

تلوث الاطعمه بالمكروبات المرضيه , ونتيجة" لانعدام الرقابه البيطريه ... اللحوم والالبان ومنتجاتها تلوثها بالمكروبات المرضيه او انتقال الطفيليات .. مثل ظهور التايفوئيد في منطقة جسر ديالى والفضيليه حيث تتزود يغداد منها بالحليب والقيمر وبالطبع يمكن ان نتوقع امراض اسهالات الاطفال .. والكوليرا .. اضافة" الى انعدام الرقابه الصحيه على المطاعم ومحلات الاكل والشرب .. وضبط عمليه استيراد انواع المعلبات واللحوم التي نشك بانها من ابقار معدومه بسبب مرض ( جنون البقر ) ..

سابعا" : انعدام الوعي البيئي والصحي :

خمسه وثلاثون سنه من الحكم الدكتاتوري الذي قاد الى الجوع والفقر وانشغال المواطن بسعيه راكضا" لسد رمقه ومحاولته الحصول على المستوى الادنى من حاجاته الاساسيه ... ابعده عن التعلّم والثقافه .. فتدهور وانعدم مستوى وعيه وسلوكه الصحي والبيئي .. وانخفض مستوى التعليم في المدارس وكثر التسرب منها .. فاهمل المواطن , عن جهل وحاجه , ناحية الوقايه من الامراض فسقط فريسة" لهذه الامراض .

ثامنا" انتشارا" وتفشي ظاهرة الارهاب و التفجبرات والاغتيالات والاختطاف :

وهذا ادّى الى ان يعيش المواطن يومه بحالة الخوف والرعب المستمر .. وكلاهما يؤديان الى خفض مستوى مناعة الجسم ضد الامراض .. واضافة" الى ما قاد اليه الارهاب من تعطيل جميع نشاطات وفعاليات المجتمع والبيت والمؤسسات ..

تاسعا": تدهور الخدمات الوقائيه والعلاجيه الصحيه والبيئيه :

يبدو ان وزارة الصحه تفتقر الى امكانيات وفن التلقيح ضد الامراض على شكل حملات وبرامج مستمره منظمه .. وانعدمت قدراتها على القيام باعمال وحملات الرقابه الصحيه باسلوب علمي وفني واداري .. وكذلك عدم توفر الامكانيات ذاتها لدى وزارة البلديات والاشغال .. بالقيام بعمليات الرقابه البيئيه على عناصر البيئه ومشاريع الماء .. وجمع ونقل وتصريف الازبال .. فاصبح طفح المجاري منظرا" مألوفا" يملىْ الشوارع ويدخل البيوت .. والازبال وانتشارها كذلك اصبح منظرا" مألوفا" ..

نحن الآن بحاجه الى اسلوب اجراءات طوارىء مستعجله لايجاد بدائل لوقف تدهور البيئه والصحه ... ان هذا التدهور بالبنيه التحتيه للبيئه والصحه .. كلها مؤشرات تحث أي باحث على توقع اقبال موسم من الاوبئه .. وخصوصا" ان من هذه الاوبئه بدء يظهر .. مثل اتشار اصابات التايفوئيد على شكل وباء محدود في مناطق متعدده .. ونتوقع ظهور حالات مشابهه لمرض الكوليرا .. اما امراض الاسهالات واسهالات الاطفال فقد بدأت تنتشر بشكل ملحوظ .. وظهور حالات من النزف الدموي الفايروسي خصوصا" في مناطق تربية الجاموس والماشيه .. وحمى مالطه .. واصابات في مرض الملاريا في البصره .. ومرض الكالاآزار ... الخ

ارفعوا ايديكم معي الى السماء كي يحمينا الله سبحانه وتعالى من الاوبئه القادمه ... ولنمضي قدما" في مناقشة مفاهبم الديمقراطيه والفدراليه والحريه والانتخابات ... ولنقم ببناء العراق وحمايته حقا" فالديمقراطيه ليست كلام ومناقشات بل هي تتوجه دائما" نحو الشرائح الاضعف والافقر في المجتمع ؟؟!!

والآن وبعد مضي اربعة سنوات ماذا حققنا من تقدم في وقف التدور البيئي والصحي ؟؟؟؟!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA