الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيدي المالكي ، تمهل قليلا...!

ايوب شيخ فرمان

2008 / 6 / 18
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


كنت في ذاكرتي أخطط لمشروع متعلق بالواجبات المترتبة على منصب رئيس الوزراء ، وما عليه من اعمال بشيء من التفصيل بما فيه خير الامة والشعب والوطن على حد سواء ولكن تصريحات السيد رئيس الوزراء نوري المالكي قبل أيام بشأن موضوع الجالية العراقية في السويد أجهضت خطتي واجبرتني على الوقوف والتعرج الى البحث والنقاش حول الموضوع الاخير تاركا مشروعي الى اجل غير مسمى .
كنت اشاهد التلفاز وإذا بي ارى سيدي المالكي يصرح بانه يعد عدته لحث الاجئين العراقيين والبالغ عددهم (40) الف لاجيء أو مهاجر لارجاعهم الى الوطن وهذا بحد ذاته ما اتفقت معه عليه ذلك ان الوطن أولى ببلاد الغرية من مواطنيه خاصة وان العراق الحبيب قد حن الى اولاده بعد ما كل ما جرى والعكس صحيح أيضاَ فهم أيضا حنوا اليه واشتاقوا الى أحضانه .
ولكن يا سادتي الافاضل ما احزنني بل وأغضبني وهو يصافح بعض المسؤولين السويديين وبرفقته بعض من كبار المسوؤلين في الحكومةالعراقية إنه المح وحسب التقرير الذي اعد لتلك الزيارة من شاشات التلفاز الى استخدام القوة ضدهم إن إقتضت الضرورة لاعادتهم الى العراق في حال رفضهم لقراره.
با سيدي المالكي
بحكم مدة قيادتكم القصيرة للعراق والتي لم تتعدى بعد الثلاث سنوات قمتم بخطوات جليلة ومعقولة حيال مستقبل العراق سواء بزياراتكم المباركة للتواصل وتامين العلاقات الطيبة مع الجيران او مع الدول العربية الشقيقة او مع الدول الاقليمية ومحاربتكم ضد الطائفية لبناء عراق جماهيري غير طائفي والدليل حربكم ضد الخارجين على القانون في البصرة وهي بلا شك خطوات جريئة وشددنا على اياديكم ومعنا كل القوى السياسية على الساحة العراقية ونجحتم في ذلك بارك الله فيكم .
وذرفت دموعا للفرح وانا اراكم في استوكهولم وفي المؤتمر الاقتصادي الدولي حيال العراق وحثكم الشركات الدولية للمشاركة في بناء البنية التحتية للعراق المهدم .. كما وباركنا الحملة العسكرية التي ترأستموها لاستتباب الامن في أم الربيعين وإلحاق الهزيمة بتنظيم القاعدة في الموصل الحدباء .. كل هذا يسعد العراقيين من الشمال للجنوب ويؤكد بأن العراق مازال بخير وانه خيمة لكل العراقيين على حد سواء وان هناك رجال يدافعون عنه.
ولكن بيت القصيد هنا إنكم قد لوحتم باستخام القوة ضد جاليتنا الحبيبة في السويد بارجاعهم الى العراق عنوة وكأنني واثق من ان تعبير ((استخام القوة)) لاوجود له في دستور العراق بعد 9-4-2003 , وإن كنت أنا محقا في ذلك وهذا ما ارجوه , فيبدو لي بانكم قد تخالفون الدستور وهذا ما لا ارجوه فيكم لانه سيكون حينذاك خروج عن القانون ولكنني لا اتوسم فيكم ان تكونوا كذلك لان ما قمتم به من خطوات تجاه العراق كله يصب في خدمته وليس الى أي شيْ آخر واتمنى لو انها تكون _ وعذراً يا سيدي الفاضل على هذه الكلمة _ زلة لسان منكم ومعذرة سيدي الرئيس مرة أخرى على العبارة, وأما إن كنت أنا مخطئا فيما سمعته من الاذاعات والتلفاز وهذا ما ارجوه فكان على المتحدث الرسمي عنكم ان يدلي بتصريحات لتكذيب الخبر .
فحسب اعتقادي أن على الدولة ( والمتمثلة بشخصكم طبعا ) بناء قدراتها الداخلية قبل الخارجية , فوحدة الصف الوطني ومعها كل القوى السياسية العراقية ومنظمات وجمعيات المجتمع المدني وشغيلة اليد والفكر , وبناء قدرات العراق الاقتصادية والاجتماعية والفكرية فذلك كله، وأنا على يقين من أنكم تتفقون معي في هذا، أولى من بناء منظومة صواريخ عابرة للقارات على الاقل في الوضع الراهن .
وتصريحكم بشأن اللاجئين لم يكن في وقته المناسب ذلك ان هناك على عاتقكم مسؤوليات جسام اولى من تلك , فعليكم بناء واعمار الكهرباء التي لم تتحسن اكثر مما كانت عليه قبل 9-4-2003 بل وربما اقل قدرة من ذلك الحين , وعليكم تحسين شبكة مياه الشرب ومياه الصرف الصحي والتي لاتوجد في العراق الان شبكة لها اصلا عدا العاصمة الحبيبة بغداد , وكذلك بناء جسور وتحسين واعمار شبكة الطرق والمواصلات في كافة ارجاء المعمورة , ناهيك ان عليكم تحسين المستوى المعاشي للمواطنين وتطبيق قانون التغذية المدرسية وبناء روض للاطفال والرعاية الاجتماعية للمسنين , فهذه اولى من طلب إرجاع العراقيين المقيمين في السويد , الذين كانوا قد هربوا من النظام السابق او من سيطرة الارهاب على الوطن او هربوا بسبب البطالة او تفشي الامراض النفسية من جراء التغذية السيئة وعدم استقرار الوضع الامني وسيطرة الميليشيات والعصابات على اجزاء من هنا وهناك في البلاد .
نعم يا سيدي : ما من احد أراد ان يغادر وطنه لوان هناك سيادة وطنية مطلقة , او ان هناك قانون سائر على الجميع , او ان هناك أمن وامان .... فتمهل يا سيدي الرئيس ويا سيد العراق بقرارك هذا , فعليك بتصفية العراق داخليا وإرجاعه الى جادة الحق وجعله محررا طليقا لكي يكون العراق للعراقيين وحدهم وحينها ستجد العراقيين الغيارى يودعون بلاد الغربة عائدين الى بلادهم بملىء إرادتهم وبدون استخدام القوة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما أهمية معبر رفح لسكان قطاع غزة؟ I الأخبار


.. الالاف من الفلسطينيين يفرون من رفح مع تقدم الجيش الإسرائيلي




.. الشعلة الأولمبية تصل إلى مرسيليا • فرانس 24 / FRANCE 24


.. لماذا علقت واشنطن شحنة ذخائر إلى إسرائيل؟ • فرانس 24




.. الحوثيون يتوعدون بالهجوم على بقية المحافظات الخاضعة لسيطرة ا