الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسة الامريكية وتقسيم العراق

ضمد كاظم وسمي

2008 / 6 / 19
السياسة والعلاقات الدولية


لم يكن قرار الكونغرس الأمريكي الداعي الى تقسيم العراق الى ثلاث ولايات إثنية عرقية وطائفية بدعاً في السياسة الأمريكية التي يقودها الإحتلال في العراق وهي جزء من إعادة تشكيل العراق والمنطقة برمتها ونمذجتها وفق الرؤية الغربية / الصهيونية خدمة للمشروع الأمريكي سيء الصيت (( الشرق الأوسط الكبير )) والذي يرمي الى ادماج دويلة اسرائيل في المنطقة ليس بصفتها احدى دول هذه المنطقة فحسب بل بإعتبارها الدولة الأكثر تقدماً تكنولوجياً والأبهى ديمقراطياً وبالتالي يتم توظيف الأموال النفطية الهائلة للمنطقة من خلال العقل الإسرائيلي الذي يبزّ عقول العرب والمسلمين في تطوره العلمي والإجتماعي كما ترى الفلسفة الغربية ذلك !! وعندما تأتي الثمار أكلها سيقطف الغرب ومعه اسرائيل كل نضيج من تلك الكروم ولا يبقى للعرب والمسلمين سوى الحصرم الممجوج ! .
لقد مرت السياسة الأمريكية في العراق منذ إحتلاله بمراحل مهمة مهدت بلاشك للهدف الأساسي والذي أفصح عنه الكونغرس الأمريكي بقراره غير الملزم (( إقرأ وإضحك )) الداعي الى تقسيم العراق الى دويلات فدرالية متناحرة ومتصارعة بسبب ما قام به الإحتلال من شحذٍ للعداء العرقي والطائفي فضلاً عن إثارة الصراع على تقاسم الثروات والنفوذ السياسي وبالتالي سوف يبقى العراق وفق هذه الرؤية والى أبد الآبدين مأزوماً وغير مستقر وهو ما تسعى اليه السياسة الإسرائيلية وتتمناه لدول المنطقة جميعاً .. لتبقى هي الوحيدة من بين تلك الدول الأقوى والسيد المتحكم .. حيث بدأت أولى مراحل السياسة الأمريكية بإسقاط النظام السابق .. ومن الحق القول ان اسقاط نظام دكتاتوري وشمولي سيحظى بقبول كبير ويعدّ فرج بعد كرب شديد من قبل شعب مظلوم ومحروم كالشعب العراقي .. ولكن ان تتم عملية التغيير من الخارج وبأيدي المحتل مهما كان المبرر مسوغاً .. فإن الثمن الذي سيدفعه الشعب العراقي لاحقاً سيكون باهضاً ولم يتوقعه الا القليل .. ولكن لات حين مندم .
وهكذا جاءت المرحلة الثانية من السياسة الأمريكية والتي قصمت ظهر العراق ولعشرات السنين القادمة .. ألا وهي حل الدولة وتفكيك مؤسساتها العسكرية والأمنية والإدارية من خلال قرارات بريمر الإرهابية من حل للجيش العراقي وقرارات الإجتثاث وحل كيانات الدولة الأخرى فأصبح العراق شعباً بلا دولة ولا مؤسسات ولا جيش ولا أمن ولا إدارة .. وكل البدائل والحلول التي وضعت خلال السنوات الخمس الماضية لم تستطع أن تنهض بمهام الدولة السابقة ولو بالحد الأدنى منها .. لذلك غدا العراق بلداً مباحاً لكل من هب ودب من إرهاب ومليشيات ومجاميع إجرامية وأجندات دولية وإقليمية ومحلية حتى سقط في جب الإحتراب الداخلي الدموي .
ثم تلت ذلك وزامنته المرحلة الثالثة من السياسة الأمريكية . وهي مرحلة (( حل الشعب العراقي )) الى طوائف وأعراق متنابذة متصارعة على النفوذ والسلطة .. وكان الإعلان الرسمي لتمزيق الشعب العراقي الى شيعة وسنة وأكراد من خلال تشكيل مجلس الحكم الذي بني على هذه الأسس الإثنية والطائفية .. والذي أفصح عن منهج المحاصصة الطائفية للعملية السياسية التي صنعت لتكون عملية منتجة للأزمات ومفرخة للتناحرات والتي أفضت الى حرب طائفية خدمة للهدف الأكبر وهو تقسيم العراق .. ثم جاءت المرحلة الرابعة وهي (( حل المكون الواحد )) .. فكانت النتيجة : الإقتتال السني السني ، والإقتتال الشيعي الشيعي ، أما الإقتتال الكردي / الكردي .. فقد حصل سابقاً وهو كامن في الحاضر فما يمنع السياسة الأمريكية من إظهاره عند الضرورة ؟! فهل لأي كان أن يشك في أن السياسة الأمريكية ستؤدي لامحال الى تقسيم العراق .. أما محاولات ما عرف بالمصالحة الوطنية والخطط الأمنية .. فإنها أشبه بذر الرماد بالعيون .. لأن ما أوصلوا العراق اليه من دواهي وكوارث لا يمكن انتشاله منها بالسياسات الترقيعية والخطوات الإنتقائية تنفذها عملية سياسية تعاني من خلل بنيوي لاينتج الا الأزمات ولا يأتي الا بالمشكلات .. فمتى يتنبه الساسة في العراق ومعهم العرب والمسلمون ان التقسيم آت .. لأن القرارات الأمريكية واقع حال سواء أكانت ملزمة أم غير ملزمة : وقد صدق الشاعر حيث قال : (( تنبهوا وأستفيقوا أيها العرب .. فقد طغى الخطب حتى غاصت الركب )) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تبدأ تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 20% في منشأة فوردو جن


.. الجيش الأمريكي يعد خطة مشهد الجحيم لمحاصرة الصين




.. قادة دول مجموعة السبع يعتمدون 50 مليار دولار لصالح أوكرانيا


.. السلطات تنفذ عملية مداهمة -تاريخية- لسجن في أوروغواي




.. إنقاذ 85 شخصاً من عبارة كادت أن تغرق قبالة السواحل الإيطالية