الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أي حرية نريدها للبناننا?!

فدى المصري

2008 / 7 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


لبنان بلد الحب والجمال ، لبنان بلد الانفتاح والحرية والديمقراطية ، منذ آلاف القرون ونجد ما يتمتع به لبنان من حرية التي يتنفس بها شعبه ، الذي يأبى الخضوع والقنوع ،إذ نجد أن الشعب اللبناني الذي فطر على الحرية وعلى الانفتاح والتواصل مع الآخرين لا يأبى إلا العيش بكرامة وحرية فردية وجماعية ويرفض كل أشكال الاستعباد التي تسود بحقهم ،رغم المحطات التاريخية التي مرّ بها الشعب اللبناني إلى أننا نجد تمسك اللبنانيين بحريتهم وديمقراطيتهم ، التي كرسها الدستور اللبناني من خلال المواثيق القانونية والمواد التي تنص على حرية الفرد وكرامته وعدالته داخل المجتمع.
ولكن أي حرية نريد للبناننا؟ أي سلوك نريد أن نعززه في نفوس أفرادنا ؟ كيف نجد واقع الحرية اللبنانية داخل المجتمع المعاصر ؟ ما هو مفهوم الحرية التي نكرسها في نفوس شبابنا عبر المؤسسة المدنية والعائلية ؟ كيف نكون السلوك الحر المسئول و المبني على الوعي الفردي والوعي الجماعي ؟
كل هذه التساؤلات قد انطلقت من بنية مجتمعنا وتركيبته السلوكية لأفراده ومبادئ وعقائد شعبه الذي لا يأبى إلا العيش بكرامة تحت أطر مفاهيم الحرية التي كرسها في سلوكه ، عبر رفضه لكل سلوك ينم عن اضطهاده ورفض كل أداء الذل والاحتقار أو التقليل من شأن حريته وكرامته. ورفض كل سلوك ينم عن استغلاله اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً ، إذ كرس ذلك في بنائه الاجتماعي المحلي عبر ما يسود من علاقات ومن روابط فردية وجماعية تم تعزيزها انطلاقا ً من التنشئة الأسرية المباشرة للفرد.
لبنان ليس البلد الحر الوحيد بالعالم ، ولكن البلد الوحيد الذي يحتوي على التركيبة الطائفية المتعددة مناطقيا ً في بنيته السوسيولوجية ؛ إذ نجد أن هذا المجتمع يتكون من طوائف متعددة من 18 طائفة ، موزعة ضمن ديانتين كبيرتين المسلمين والمسيحيين ، حيث نجد تكريس مبدأ العيش المشترك عبر ما ينص عليه الدستور كصياغة للاعتراف بالآخر وحريته وكرامته ، والاعتراف الحر المتبادل بين السكان عبر التركيبة السوسيولوجية اللبنانية اجتماعيا ً وسياسيا ً. ومن خلال المقدمة الدستورية التي نصت على أن لبنان يقوم على احترام الحريات العامة، وسّعت من جهة ثانية تضمين المواد الدستورية بالحماية الفردية عبر الالتزام بالمواثيق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان المتعلقة بحرية الفرد وكرامته، من خلال المواد المتعلقة بحرية إبداء الرأي ، حرية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. والحرية الفردية السائدة ليست كاملة ،حيث نجد أنها نسبية وتختلف من إنسان لآخر ، فهي تختلف من رد إلى آخر ، تبعا ً لمفهومه الخاص تجاهها بأن يرى بأنها خير أم شر كما يملي عليه ضميره أو تدفعه إليه نزوته ، هنا أعاشر ما أشاء ، وأقرأ ما أشاء وأكتب ما أشاء وأنشر ما أشاء وأمارس سلوكيات التي تعجبني، بغض النظر عن موقف المجتمع وبنيته التي تحكمه الأطر الثقافية الممتدة جذورها من الأعراف والعادات والتقاليد اللبنانية .انطلاقا من هذا لا بد من تناول النقاط التالية :
1-مفهوم الحرية.
2-السلوك الشباب اللبناني .
3-معوقات الحرية المسئولة.
4- الآلية المناسبة لتعزيز الحرية الحقيقة المسئولة.
أولاً : مفهوم الحرية:
نجد كما اشرنا سابقا ً أن مفهوم الحرية نسبية ومتفاوتة من فرد إلى آخر وذلك وفقا لمبادئ الفرد وسلوكه ، ومعتقداته داخل المجتمع وطريقة تفاعله مع الآخرين ؛ إلا أن مفهوم الحرية هي عبارة عن كل سلوك حر يمارسه الإنسان بملء إرادته دون ضغط من أحد ودون تأثير لعوامل محيطة به .كما أن مفهوم الحرية هي أن يقوم الإنسان بفعل ما أو الامتناع عن فعله دون أن يمس بحقوق الآخرين و قد يختلف معناها بين شخص و آخر حسب وضعيته أو زمانه. ويتعلق هذا المفهوم بالسلوك الإنساني الحر الواعي الذي يعترف بحقوقه وواجباته؛ والذي ينم عن اعترافه بحقوق الآخرين ومتطلباتهم، كأن يحترم حقوق الغير وممتلكاته؛ يتقيد بالأنظمة وحق الجوار، بأن بشعر بوجوده كعنصر اجتماعي يتكامل مع الآخرين ضمن بنية اجتماعية متكاملة، كأن يقرر مصيره بملء إرادته؛ يختار حياته بما يجده مناسب له بما يتناسب مع قناعاته............. من هنا نجد أن الحرية الفردية مشروطة بواقع الاجتماعي المحيط بالفرد، فيعني أن الحرية يختارها الإنسان وفق ما يتكامل مع واقعه المحيط به؛ ووفق ما يتناسب مع حياته وتوجهاته ولكن دون أن يؤثر سلبيا ً على الآخرين أو يؤذي الآخرين المحيط بهم.
الحرية هي التعبير الواقعي عن الشخصية بكاملها، فليست الحرية فقط أي تصرف بمعزل عن أي ضغط خارجي مباشر، يملى على سلوكي، فهذا ليس إلا الوجه الخارجي للحرية!! ولكن الحرية بمعناها العميق، هي أن أتصرف بحيث يأتي سلوكي تعبيراً عن كياني كله، وليس عن جزء من شخصيتي يتحكم في دون بقية الأجزاء مفهوم الحرية مسيحياً، ترى المسيحية أن الإنسان خلق حراً، على صورة الله ومثاله، وهذه الحرية لها شقان: حرية الاختيار وحرية الفعل.
الحرية المسيحية هي ثمرة من ثمار الروح القدس، في حياة المؤمن، وهى حياة توهب بالنعمة في المسيح، فيصبح ابناً لله، وهى حرية باطنية داخلية، فيها وبها يتأكد المسيحي من غلبته، على كل ما يعطل تمتعه ببنوته لله، فهي حرية من عبودية الخطيئة والموت والفرائض والناموس والخوف، يستطيع من خلالها أن يختار بين الخطأ والصواب، ويستطيع أن ينفذ اختياره بسهولة، بالنعمة العاملة فيه.(1)
كما نجد أن الإسلام قد كرس مفهوم الحرية للإنسان وجعلها حقا من حقوقه واتخذ حرية الفرد دعامة لجميع ما سنه للناس من عقيدة وعبادة ونظم وتشريع وتوسع الإسلام في إقرارها ولم يقيد حرية احد إلا فيما فيه الصالح العام واحترام الآخرين بعدم التدخل في شؤونهم وإلحاق الضرر بهم، لا في أعراضهم ولا في أموالهم ولا في أخلاقهم ولا في أديانهم ومقدساتهم وغير ذلك.
ومفهوم الحرية من المنظور الإسلامي يتحقق من خلال الحقوق والواجبات باعتبارهما وجهين لعملة واحدة لان الحقوق من دون أن تقيد بالواجبات سيصبح الفرد غير مرتبط بالآخرين وقد يعرف حقوقه ولا يعرف حقوق الآخرين عليه وبذلك يصبح انفراديا في تعامله قاصرا عن أداء واجباته.(2)
من هنا نجد أن الأديان السماوية قد كرست مبدأ الحرية في سلوك الإنسان ردا على أي اضطهاد ممكن أن يتعرض إليه الفرد من أخيه الفرد؛ انطلاقا من احترام واجباته وحقوقه ومتطلباته واحترام الآخر وحقوق الجماعة والتي كرستها المواثيق الدولية والدساتير لدى كل المجتمعات؛ وقد تم الموافقة عليها عبر الدستور اللبناني ولا سيما تلك التي تصيغ مبدأ العيش المشترك واحترام خصوصيات الآخرين وسلوكياتهم وديانتهم، وقبول الآخر كما هو كنظام طائفي متكامل بين ملل ومذاهب دينية متعددة ضمن المجتمع الواحد.
ثانيا ً سلوك الشباب اللبناني:
نجد أن شباب اللبناني اليوم يتحررون سلوكيا وأخلاقيا واجتماعيا وذلك تحت عوامل التغير الاجتماعي الذي يتعرض له المجتمع اللبناني، وفقاً لتأثيرات وتطورات يتعرض لها النظام؛ إلا أن العامل الأكثر تأثيرا في بلورة السلوك الشبابي يعود إلى انتمائه الأولي أي التربية التي يتلقاها من خلال أسرته عبر ما تمارسه من تنشئة اجتماعية دينية وأخلاقية تشكل المرجعية الأساسية في تكوين معاييره القيمية والإنسانية بشكل عام. إلا أن الأسرة لم تعد المرجعية الوحيدة فثمة تتداخل بين المؤسسات التي تعمل على تنشئة الشباب وتكوين سلوكهم وبناء تصرفاتهم وعلاقاتهم ضمن وسطهم المحلي المباشر، فنرى تأثر الشباب في بيئتهم المدرسية، تأثرهم بوسائل الاتصال والتواصل الإعلامية المرئية منها والمقروءة، ولا سيما تلك المتعلقة بوسائل الانترنت التي ساهمت بتغير سلوكية الشباب، وتغير قيمهم الموروثة عبر تبدل سلم القيم لدى الشباب. فانطلاقا من استطلاع للرأي أجراه"نهار الشباب " بين أن هناك 20 قيمة واقعية تتحكم بسلوك الشباب اليوم. حيث أتت الواسطة في طليعة القيم وتلتها بالترتيب: الاهتمام بالنفس؛ روح الفردية، علاقات المصالح؛ الكذب؛ التلون، الخيانة، العبثية، اللامبالاة، الوصولية، العنف، الإيمان الديني، الصداقة، النضال من أجل المسالمة، الوطنية، الالتزام، إغاثة المحتاج، التضامن وأخيرا مراعاة ظروف. وقد أتت في المراتب الأخيرة: الصدق؛ الكفاية، التروي، الإخلاص، الاستقامة، والابتعاد عن المشاكل. من هنا نجد أن الوساطة قد حلت في القمة وأتت الوطنية في المرتبة 16، والالتزام في المرتبة 17 والتضامن في المرتبة 19 والإخلاص ما بعد المرتبة 20.(3)
وإذا حللنا هذا التبدل في السلم القيمي الشبابي فإنه يعود إلى أسباب عدة منها تغييب دور الأهل الذي أصبح هامشيا ً في نفوس أبناءهم عبر إعطائهم فسحة كبيرة من الحرية والاستقلالية الشخصية، وفقا لنمو الفردنة بين الجيل الحاضر، وهذا يعود إلى انشغال الآباء والأمهات بالأعباء الحياتية والمعيشية على حساب أولادهم بفعل غيابهم المطول؛ فنرى الشباب يرتمون بأحضان الذين يوفرون لهم الحنان والأمن من رفاق وزمر، وتيارات وأحزاب؛ عادة ما يلجأون إليها لإثبات ذاتهم وقدراتهم، وإيجاد من يعبر عن توجهاتهم سعيا وراء الأمن الاجتماعي والنفسي.
كما أن لوسائل الإعلام وما تبثه من برامج التجارية الهادفة إلى تفريغ جذورنا وهويتنا وتفكيك عناصرنا القيمية والدينية الموروثة لها الأثر البالغ في نفوس الشباب، انطلاقا ً من برامج الفساد الأخلاقي التي تروج للانحلال السلوكي من مسلسات وفيديو كليبات التي لها الأثر البالغ في نفوس المراهقين، في ظل غياب المرجعية السلوكية الأسرية، فيتثبت لديهم هذا السلوك ضمن أيطار التحرر ومواكبة الحضارة الغربية عبر التقليد الأعمى دون واعي أو رادع، واستكمالا ً ببرامج تلفزيون الواقع المعلب والمستورد من الغرب، وانتهاءً بالإنترنت الذي نجد استخدامه بالطريقة السيئة من الأبناء دون حسيب أو رقيب، عبر ألكافيه نت التي نجد تهافت الأبناء لساعات مطولة أمامه ضمن تعلق مرضي. من هنا نجد كل هذه العوامل تتفاعل مع بعضها البعض في تكوين البنية القيمية لدى شباب اليوم الذين لا يحملون من قيمهم ومبادئهم اللبنانية الموروثة إلا القليل، ولعل مستوى الاستهتار وعدم الاحترام والعبثية وعدم القدرة على تحمل المسؤولية، وعدم وجود لأي تأثير أسري من نفوس الأولاد؛ تحت عنوان الاستقلالية وحرية الأبناء الممنوحة من قبل الآباء كاعتمادهم الأسلوب الحديث في التنشئة لأبنائهم الذين لا يعرفون من أصول التنشئة الحديثة إلا الظاهر منها، في ظل الثقة العمياء للأولاد، والتي غالبا ما يدفع ثمنها الشاب من خلال انحرافهم السلوكي والأخلاقي، والتي نجدها متبلورة لدى فئة كبيرة من الشباب اللبناني اليوم خير دليل على عدم وجود تنشئة صحيحة لمفهوم الحرية من قبل الأهل بالدرجة الأولى، وذلك انعكاس للفهم الخاطئ لمضمون الحرية ومقوماتها.
ثالثا ً:معوقات الحرية المسئولة.
إن المجتمع اللبناني وما يكرسه من مضمون للحرية الفردية والحرية الشخصية والحرية الاجتماعية يجب أن يأخذ منحاه الصحيح؛ وفق نهضة بنيوية تعزز مبدأ الحرية الحقة عبر وسائل التنشئة التي تتشارك مع الأسرة ندا ً بالند في تكوين البناء القيمي الشبابي ولا سيما تلك المتعلقة بوسائل الإعلام، عبر ترويج للبرامج التي تعمل على نهضة للمبادئ والقيم الإنسانية المسئولة والتي تمثل المكون الأساسي لمبادئ الحرية الإنسانية، إلا أننا نجد أن الصراع الحقيقي اليوم هو بين المؤمنين بالحرية الشخصية الكتانية المسئولة الأصلية وبين الذين يرتعون في ظل هذه الحرية بقصد استخدامها لمآرب أخرى، وغالبا ً ما تكون غاية هذه المآرب سيطرة النفوس الجشعة الساعية وراء الربح السريع والتي تستغل كل الوسائل بهدف مادي مربح.
إلا أن نجد أنه يساء إلى الحرية بأربعة طرق وهي: فيساء لها بالفوضى أولا ًالتي تعزز الخروج عن القوانين وتعزز العبثية وعدم الالتزام بالقواعد العامة والآداب بشكل عام. من ثم يساء لها بالإباحية ثانيا ً، عبر تبني السلوك المنافي للأخلاق وللمبادئ الدينية من قبل البعض ويترجم ذلك من خلال تبني الموضة الغربية والتي لا تمس لمفهوم الحشمة الاجتماعية الموروث، التحرر الأعمى في سلوكيات الشباب دون وازع ديني أو عائلي كتقليد للغرب تبعاً لانبهار خاطئ بكل سلوك غربي، كما تشكل الاستبدادية العنصر الثالث الذي يعيق ويسئ للحرية؛ عبر تجيش الأفراد دون وعي ودون معرفة لغايات ومآرب اجتماعية وسياسية، عدا عن استغفالهم بتعزيز الجهل وعدم إنارة عقولهم بالمعرفة الحقة كأداء موجه ومدروس في سبيل الحفاظ على المكتسبات التاريخية الممنوحة لهم، فالاستبدادية تتعزز بالجهل والظلمة التي تسئ للحرية المعززة بالنور والمعرفة الحقة البناءة، أما الإساءة الرابعة فتكمن من خلال الانحطاط الأخلاقي والفكري والنفسي الذي يشكل من أسؤ ما يمكن في إعاقة الحرية التي لا نستطيع علاجها إذا ما استفحلت بين نفوس الأفراد الرخيصة.
رابعا ً: الآلية المناسبة لتعزيز الحرية الحقيقة المسئولة.
لكي نتمكن من إحياء عناصر الحرية البناءة في نفوس شبابنا يجب العمل على إحياء القيم الأخلاقية والدينية في نفوس أبناءنا، عبر تظافر جهود المجتمع المدني والأهلي؛ انطلاقا ً من المؤسسة الأولية النواتية في المجتمع العائلة، مرورا بالمؤسسة التعليمية وانتهاءً بمؤسسة الإعلامية، التي يجب أن تتكاتف في توجيه النفوس بما يتناسب مم مبادئنا الممتدة جذورها من أخلاقيات الإنسان الحميدة البعيدة كل البعد عن أي سلوك انحطاطي يتنافى مع كرامته وعزته وعنفوانه كإنسان، فأي لبنان نريد؛ نريد لبنان البلد الحر السائد على الكرامة الممتاز بعنفوان شعبه وتراص صفوفه ضد أي عدوان أو استغلال ينتقص من حرية أبناءه؛ فاللبناني أبى الخضوع لأي سلطة استبدادية بسبب التعود الفطري في بنيته القائم على السلوك الحر الواعي، فكيف لنا التخلص من السلوكيات التي تشر ذم أبناءنا بالعبثية والاستهتار التي تجعلهم أرض خصبة لأي انحراف سلوكي وأخلاقي، والذي يشكل الإعاقة الأساسية لعدم تقدم المجتمع ورقيه.
على حسب ما أشار الأديب شارل مالك، فالحرية مسئولة أمام نفسها، مسئولة أمام التاريخ؛ مسئولة أمام الله، الحرية تردع نفسها عن الكذب والتزوير، والظلم، الحرية متبادلة أي باعتراف بحق الآخر و احترامه وصيانة كرامته؛ ولذلك فهي تحترم تمتما حجرية الآخرين، فالحرية لا تنجرف إلى مجاري الأقذار، فالحرية تعيش في كل لحظة في مخافة حكم التاريخ عليها، الحرية ترتع في المحبة وتترفع عن كل بغضاء. في الحرية الحقيقية وحدها يتدفق كل خلق تاريخي باق ٍ ، إذن الحرية الكيانية الشخصية المسئولة ، هي التي تطبع لبنان بطابع مميز وبدون الحرية لا يوجد لبنان. أي انتصار مبدأ الحرية في لبنان، وذلك عبر الالتزام بما يلي:
- التمتع بالحريات كافة دون تمييز أو بسبب العنصر أو اللون أو الجنس، أو اللغة، أو الدين أو الرأي السياسي، أو رأي آخر (المادة 2 في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان)
-الحق في حرية الرأي والتعبير دون أي تدخل والحق في استقصاء الأنباء والأفكار، وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيّد بالحدود الجغرافية (المادة 19 في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان)
-إحياء المؤسسات الدينية في التنشئة المدرسية عبر تعزيز مبادئ القيم الدينية في نفوس أفرادنا.
-إحياء دور الأسرة عبر تنشئة سليمة من قبل الأهل تجاه الأبناء وتعزيز السلوك الأخلاقي الحميد في نفوسهم ومراقبة تصرفاتهم ومعاشرتهم للأصدقاء عبر إبلاء العناية المباشرة لهم من خلال التفهم والحزم والإقناع.
-الانفتاح على الثقافات الأخرى المتنوعة والانتقاء بما يتناسب مع تطور بنيتنا الاجتماعية ورفض كل ما يساهم في اهتزاز منظومتنا القيمية المحلية.
عدا عن تكامل بين عناصر المجتمع اللبناني ومؤسساته في تعزيز مبادئ الحرية، كون الحرية باعتبارها حاجة إنسانية مبدئية على الصعيدين الفردي والجماعي، وتؤلف محورا ً حيويا ً يدور عليه هذا التوازن العضوي القائم بين الإنسان والمجتمع. إذ لا بد من التمسك بالشروط والعوامل التي تعزز الكيان الفردي وحريته وتحفظ كرامته من أي استغلال أو غبن أو اضطهاد اجتماعي أو سياسي، وهذا ما يكفل استمرارية الحياة الإنسانية الناجحة وتصون حريته وكرامته وحقه بالعيش بالأمان الاجتماعي والمعيشي المحلي الذي يؤمن في رفعة الإنسان ورقي المجتمع وتقدمه، انطلاقا من التحرر الفردي الواعي المسئول الذي يدفع إلى المشاركة البناء في تنمية مجتمعه وتحقيق رقيه.
هذا هو لبنان الذي أريده وأتمناه.............. والذي لا يحيا إلا بحرية شعبه وعنفوانه................. هذا هو المجتمع الصغير الحجم الكبير التأثير في الخريطة العالمية الذي أثار فضول المجتمعات بجمالية طبيعته وجاذبية سياحته، ولا بد من التكامل مع جمالية شعبه القيمي والأخلاقي...............
1-http://www.zaidal.com/229/Syria_Homs/topic/2926-1.html
2-http://nosra.islammemo.cc/onenew.aspx?newid=1777
3- المصدر رلى مخايل: قضايا الشباب في لبنان 1990 -1999، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة الأونيسكو، ص:30-31








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار