الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى انت يا مجلس الحكم ؟!

حسن الفرطوسي

2004 / 1 / 19
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 في البدء لابد ان انوّه الى انني كنت وما زلت من المدافعيين عن مجلس الحكم على اعتباره الخيار الامثل في ضرفنا الراهن .. ألا ان صدمة القرار 137 كانت كارثية بكل المقاييس , فبالاضافة على كونها خطوة رجعية وتتسم بالانحياز الواضح لقوى الظلام , فأنها اعطت فرصة كبيرة لفتح باب الشماتة الى الذين يقتاتون على مثل هذه الثغرات ... واعتقد ان قرارا كهذا من شأنه ان يعلن عن بداية العدّ العكسي لشرعية وشعبية مجلس الحكم .
سنوات طوال ونحن نحلم بزوال الصفحة السوداء عن وجه العراق , المتمثلة بصدام وحزبه الفاشي .. وهاهو السواد قد انجلى , وربما قد تطاولت احلامنا لبناء بلدنا على نهج جديد متحضّر كما فعلت بقية شعوب الارض التي تعرضت الى ازمات مشابهة .. وتطاولت احلامنا اكثر بأن نرى الديموقراطية تحط رحالها على ارض الرافدين ’ كتجربة فريدة من نوعها على شعوب المنطقة , رغم كل المعوقات والصعوبات القادمة من جميع الاتجاهات .
فرحون ومتفائلون جدا نحن بأن وضعنا اقدامنا على بداية الطريق , وأن لدينا مجلس حكم يمكن التعاون معه ومساندته لأنشاء مجتمع مدني متحضر , خصوصا وان هذا المجلس يمثل _ نوعا ما _ جميع الطيف العراقي . ولكن من البديهي ان هذه المساندة وهذا التعاون هو مقصور على البناء فقط ولا يمكن بأي حال من ألأحوال ان نقف ونتعاون مع اي مجلس كان في التخريب او اي قرارات رجعية من هذا القبيل .
اين كانت التيارات الديموقراطية الموجودة في داخل المجلس من هذا القرار ؟! , وأين التيارات التقدمية ؟! ومن اين جاءت هذه القدرة على تمرير مثل هذا القرار ؟!
وأذا كان هذا القرار قد اتخذ بأصوات الاكثرية , فهذا معناه ان حقيقة المجلس ذو اكثرية راديكالية , وهذا عكس المعلن على العراقيين , ويبدو ان الاكثرية يرتدون جبّة الديموقراطية الى اجل مسمى .
ولو قدّر لهذا القرار وتنفذ _ لاسامح الله _ هذا معناه اننا نفتح على انفسنا بابا واسعا لتمرير سيول من القرارات الرجعية والمتخلفة من هذا النوع .
العراق اليوم  مليء بالقيم ألأستزلامية والنزعات المتطرفة والرؤى الضيقة للحياة .. نحن بحاجة الى ماسّة الى انفتاح فكري .. بحاجة الى عملية تنظيف ذهني من ألأفكار الحربية المريضة , المفلسة , التي غرسها النظام البائد .. البلد بحاجة الى برامج كبيرة لأعادة بناء الفكر الجمعي , وعمل دؤوب وعلى امد طويل لكي نتخلص من هذا الركام الفاسد الذي اورثته لنا جحافل الثعابين
_ وبئس الميراث _  .  فقرار كهذا من شأنه ان يرسخ هذا الخراب اكثر مما هو عليه الان , وجلّ ما اخشاه ان يأتي اليوم الذي نرى فيه بوابة وقد كتب عليها  بخط التعليق [  جمهوري اسلامي عراقي  ] لصاحبه  تهران .
اتمنى ان لا نصل الى مرحلة يائسة , نتشبث بها بألأحتلال الانكلو- امريكي  ونقول لهم :-
لاتتركونا وترحلوا  , فمجلس الحكم قراراته لا ترحم . ونحن قد سأمنا الاغتراب !! .
                                                
                                                
                                                                          16 _ 1 _ 2004 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -محاولة لاغتيال زيلينسكي-.. الأمن الأوكراني يتهم روسيا بتجني


.. تامر أبو موسى.. طالب بجامعة الأزهر بغزة يناقش رسالة ماجستير




.. مشهد تمثيلي في المغرب يحاكي معاناة أهالي غزة خلال العدوان


.. البرازيل قبل الفيضانات وبعدها.. لقطات تظهر حجم الكارثة




.. ستورمي دانييلز تدلي بشهادتها في محاكمة ترمب