الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلام ... ومستقبل البعث السوري

محمد كليبي

2008 / 6 / 16
الارهاب, الحرب والسلام


عاد الحديث مجددا عن مباحثات سلام بين سوريا واسرائيل للمرة العشرين !؟ وبوساطة تركية هذه المرة . ويقال أن هذه المباحثات ستتحول الى مباحثات مباشرة بين الطرفين . فبعد تعثر العملية السلمية بين الجانبين في السنوات الماضية ومنذ مؤتمر مدريد الشهير عام 1990 ولعديد الأسباب والمبررات من كلا الجانبين , نجد انفسنا أمام سؤال أساسي يتعلق بجوهر عملية السلام في المنطقة . هل تريد سوريا السلام فعلا ؟ وهل من مصلحة النظام البعثي السوري المضي في واقامة السلام الدائم مع الدولة الاسرائيلية ؟

بادء ذي بدء لا بد لنا , قبل الاجابة على التساؤلات السابقة , من التطرق الى الأيدولوجية البعثية التي تحكم الدولة السورية . وهل تتوافق تلك الأيدولوجية مع أهداف عملية السلام في الشرق الأوسط , ومن ذلك الاعتراف بدولة اسرائيل .

الأيدولوجية البعثية , وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي , تنطلق من " نفي " لوجود شعب اسرائيلي ودولة اسرائيلية , وتعتبر أن الصراع مع اسرائيل هو " صراع وجود لا صراع حدود " . بمعنى أن المنطقة - من المنظور البعثي - لا تتسع للعرب والاسرائيليين معا , فاما هؤلاء واما أولئك , لا حل وسط , ولا سبيل للتعايش والعيش المشترك بين القوميتين !؟

وهنا مربط الفرس - ان جاز التعبير - فكون الأيدولوجية البعثية لا تعترف بشعب ودولة اسرائيل , وكون تلك الأيدولوجية لا تسمح بالاعتراف بالكيان الاسرائيلي , فكيف يمكن بناء سلام على قاعدة هشة ؟؟؟

ان هذه الأيدولوجية يقوم عليها كيان ووجود حزب البعث والنظرية البعثية حول الأمة العربية الواحدة !؟ وبدون هذه الأيدولوجية , أو حتى تقليصها , يؤثر سلبا على وجود الحزب .

اذا ومن خلال قراءتنا للأيدولوجية البعثية نستنتج أنه لا مصلحة أبدا لحزب البعث العربي الاشتراكي السوري في بناء سلام شامل ودائم مع اسرائيل لأن ذلك السلام لا يتوافق مطلقا مع أيدولوجية الحزب القومية . وسيظل الحزب وقادته يعملون ويعملون دائما وأبدا على عرقلة أي مبادرات وأي خطوات جادة من قبل الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتفعيل السلام في منطقة الشرق الأوسط .

لكن اذا ما تم السلام , بفعل ضغوطات دولية على النظام السوري , وكحل لخروج ذلك النظام من العزلة الدولية التي وضع نفسه فيها . فكيف سيكون موقف حزب البعث من عملية السلام ؟ كيف سيفسرويبرر تلك العملية المتناقضة أصلا مع أيدولوجيته القومية ؟ هل سيعترف الحزب بدولة اسرائيل ؟ هل سيعتبر ذلك " تكتيكا " لا يمس أيدولوجيته البعيدة المدى , كما يعتبر مفاوضات العملية السلمية ذاتها عملا تكتيكيا بحسب معرفتي الأكيدة حول أدبيات الحزب واجتماعاته التنظيمية الداخلية , حتى أن البعثيين يرفضون - تنظيميا - استخدام كلمة " الدائم " لتوصيف عملية السلام ؟

واذا سلمنا بالتفسير البعثي لمفاوضات السلام واقرار السلام مع الشعب الاسرائيلي , فماذا سيكون موقف الشعب الاسرائيلي والحكومة الاسرائيلية حينها ؟ وما موقف الوسطاء الدوليين في سلام الشرق الأوسط ؟ هل سيوافق المجتمع الدولي على اقامة سلام " تكتيكي " بين سوريا واسرائيل ؟ والأهم , هل سيقبل الشعب الاسرائيلي بمثل هكذا سلام , سلام مؤقت , سلام حتى يقوى العرب البعثيون لقذف الاسرائيليين في البحر ؟؟؟

أعتقد أنه لن يتم سلام بين سوريا واسرائيل , كسلام حقيقي , في ظل وجود البعث والأيدولوجية البعثية في سوريا . وعليه , فلا بد للشعب السوري , قبل العالم , من التخلص من حزب البعث والفكر البعثي القومي , ان أرادوا العيش في سلام مع الجيران ومع العالم . وأنا على يقين من أن الشعب السوري الطيب والمحب للحياة , والمقهور من البعث , يرغب فعلا في السلام العادل والشامل و" الدائم أيضا " مع الشعب الاسرائيلي , والالتفات نحو التنمية والبناء الاقتصادي الشامل بعيدا عن الحروب والاقتتال والتوتر وعسكرة الدولة السورية .... .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا