الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق الأكراد الفيلية بين المعالجة الوطنية الحقيقية وبين محاولة تأطيرها قوميا..!

محسن صابط الجيلاوي

2008 / 6 / 16
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


الأكراد الفيليون شريحة عراقية هامة من المجتمع العراقي موجودة في كل مدينة وقصبة عراقية ، عاشوا بيننا واندمجوا في نسيج حياتنا الاجتماعية والثقافية والسياسية ، وكان لهم على الدوام دور وطني معروف في كل الأحداث الكبرى التي مرًّ بها الوطن..تعرضوا لاضطهاد أسوة بمكونات الشعب العراقي الأخرى ، وقد لحقهم اضطهاد مضاعف بسبب خصوصياتهم المعروفة لهذا مورس عليهم الإقصاء والتهميش وعدم إعطائهم مواطنة متساوية وبالتالي الأبشع حملات التهجير اللإنسانية والغير مبررة أخلاقيا وقانونينا..جميعنا كعراقيين وخصوصا من عاش عن قرب محنة كهذه نقف بقوة إلى جانب حقوق هذه الفصيلة المقدامة التي عانت كثيرا..هم مثلنا عاشوا محنة هذا الوطن..الجميع لاحه حريق الأنظمة الدكتاتورية وقمعها وممارساتها الشريرة....!
اليوم مطلوب من أخوتنا الكورد الفيلية تأكيد انتمائهم الوطني الذي لا نشك به مطلقا ولكن عبر حل عراقي وآليات عراقية .....!
هم مثلنا في وضع عراقي معروف على وعي بمشاكله وبنواقصه، فالمواطن العراقي يعاني اليوم على يد طبقة سياسية تستغل كل شيء لمواصلة نهب وإشاعة الفوضى وبالتالي حرمان الإنسان العراقي من مقومات الأمن وحق العمل والخدمات والحياة الكريمة...!
إن محاولة البعض من المقيمين في الخارج ولأغراض معروفة من التكسب والحضور والحصول على مشاريع دعم ورشاوى تستغل هذه القضية الإنسانية والوطنية عبر تأطيرها وتسييسها قوميا واعتبارها ملف تشرف عليه الأحزاب الكردية القومية هو خطأ فادح سيلحق أفدح الأضرار بهكذا قضية عادلة نتفق عليها جميعا..!

القضية الفيلية هي قضية عراقية تتعلق بشكل المواطنة والمساواة ، لا يتم حلها إلا عبر تفعيل المواطنة وعبر تفعيل الوطنية العراقية التي تتيح للجميع الحق في التفاعل والنشاط والعمل من اجل خدمة العراق الذي نطمح لبنائه مجددا..!
إن بعض الأقلام والمواقع الفيلية التي أصبحت أقلام وأبواق ارتزاق للأحزاب الكردية القومية عبر محاولة زج نفسها وتقديم نفسها كدمى في القعقعات القومية في ملفات مثل كركوك وما يسمى المناطق المتنازع عليها بحيث أصبحوا ملك أكثر من الملك نفسه لا يمكن إن تندرج إلا في إطار محاولة استغلال هذه الشريحة وتصويرها كطابور خامس في الجسد العراقي..!
شخصيا أنتمي لمدينة فيها أكبر نسبة من الأكراد الفيلية ، هم أهلنا وأخوتنا ، أريد لهم مثلما أريد لنفسي ولأهلي من خير وعيش آمن ، ولكني لا أستطيع تخيلهم سوى كونهم عراقيون اصلاء ، يجب أن يوضع حد لمعاناتهم وحلول عملية لاستعادة حقوقهم ....!
جميعا كعراقيين علينا التمسك بوطنيتنا العراقية ، علينا الثقة بقدرات شعبنا في دعم هذه القضية العادلة ..لقد كنت شاهدا على عدة حملات تهجير حدثت في الكوت ، ورغم كل المخاطر وقسوة الأنظمة التي فعلت ذلك لكن أهل الكوت تحدوا كل ذلك وهبوا لمساعدة اخوتهم بكل السبل ، وهناك أمثلة لا زالت حية ويعرفها أبناء الكوت عن شكل الاخوة والتضحية وحب العيش المشترك..!
إن محاولة البعض التكسب ( وحلب ) هذه القضية العادلة في وضع عراقي تسود فيه ثقافة الرشاوي والدفع وشراء الذمم والحصول على الأصوات وتحويل القضية برمتها من قضية اجتماعية- سياسية عراقية إلى أدوات مجندة لدعم أجندة تضعف العراق وكرامته لا اعتقد انها ستفيد أي قضية عادلة ، وبالتالي لا اعتقد ان أي عراقي سيقبل ان يرى أي شخص بوضعية المتآمر على وطنه وقوته وأرضه ...!

لسنوات طويلة كانت الأحزاب الكردية القومية لا تعترف بالفيلية كأكراد وتنظر لهم (كعرب ) بحكم ان ثقافتهم ووطنيتهم لها خصوصيات عراقية بحته ،حتى في الحزب الشيوعي العراقي – إقليم كردستان وهو حزب أممي كما يدعي كان سائدا ذلك لهذا كانوا يعملون خارج إطار الإقليم ، وما اليقظة القومية الحالية إلا لها غايات معروفة في محاولة استغلالهم سياسيا وزجهم في متاهات تتعارض مع انتمائهم للوطن العراقي، وهذا الأمر لا يمكن أن ينطلي على أي مواطن عراقي...!
في عراق اليوم ملفات كثيرة تحتاج الحل مثل إزاحة كابوس الاحتلال ، والطائفية ، والمحاصصات القومية ، والدستور ، والاتفاقيات مع المحتل والدول الإقليمية ، كلها ملفات شائكة تهدد أمّة برمتها لهذا على أخوتنا الكورد الفيلية تفهم الجروح التي تعمل في جسد هذا الوطن ، وعليهم واجب التحلي بالصبر والثبات والرؤيا الحصيفة لواقع مشاكل العراق الكثيرة وان يكونوا أكثر استعدادا على المشاركة في رسم صورة وطن جديد وجميل ومعافى..كل ذلك يحتاج إلى صبر ونضال مخلص...!
رسالة أوجهها كمواطن عراقي لكل كردي فيلي ان في العراق الكثير من الحقوقيين والمثقفين والقوى والشرفاء الذين ينتصرون لقضيتهم العادلة ..توجهوا إلى هذه الشرائح والاستفادة من طاقاتها ستضع هكذا ملف في مقام عادل وعزيز ونظيف وسيظهركم كعراقيين وجزء من هذا الشعب وبذلك وحدة سنعمل جميعا من أجل كسب المستقبل وتغيير الحاضر ...!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة