الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من ستنتخب أيها العراقي؟

ابتسام يوسف الطاهر

2008 / 6 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بالرغم من العزلة التي عاشها العراق لثلاث عقود بتحكم السلطة السابقة بمصيره، والتي تعززت أكثر بعد الهجمة الأمريكية – الإسلامية – العربية عليه عام (1991) والحصار الذي تلاها، بقي الأمل بالخلاص من ذلك النظام يلوح بالأفق لنهاية العذاب والأذى وتعويضاً لصبره كل تلك السنين ..
ولكن فوجئ شعبنا بتعاون الكل مرة أخرى – على الأثم – لقطع خيط الأمل ذاك بمحاولة لقتل الفرحة بالخلاص من ذلك الديناصور .
فإستجمع الشعب ما تبقى له من إحتمال ووضعه في سلة الإنتخابات ليضع نهاية لنزيف القتل والموت الذي رافقهم عقود ولم يرف جفن الإسلام والقومية وقتها ولا حتى الإنسانية ..
وجد بالإنتخابات وسيلة متحضرة للخلاص من مستنقع القتل والفوضى ، وكخطوة اولى بطريق إعمار العراق .. إنبرت اقلام العروبة خاصة التي تتوسل مساعدة امريكا، لتدين "الناخب والمنتخب" وتتهمهم بالعمالة لأمريكا !
فتحدى شعبنا كل غربان الظلام وتهديدها ، وأنجح سير العملية الإنتخابية بالرغم من محاولات إفشالها ..
ولكنه صدم ببعض من انتخبهم (جهلا اوخوفا) بتوجهاتهم الطائفية الضيقة وعدم إحترامهم لإرادته.. فكعكة الوزارات توزعت بينهم كل حسب درجة التهديد ونوع السلاح التي تحمله مليشياتها .. ومن لا سلاح له ويشكل شوكة بحلق المتخذين من السلطة وسيلة للربح، هُمَّشَ وأُبعد عن المكان الذي سيخدم الشعب من خلاله.
ثم صار التناحر بين أطراف الكتلة الواحدة، هذا يهدد بالإنسحاب ، أو بالإستقالة والإنضمام للجهة الأخرى المعادية .. لو حوسب وزيرا لهم !
وواصلت بعض التيارات إستخدام أسلحتها ضد المساكن والأحياء الخربة .. وكشفت النقاب عن نواياها ولم تنفعها الأقنعة التي لبستها ولا الشعارات التي رفعتها من مقاومة الإحتلال .. أو الحرص على الدين والعروبة .
بل إن البعض من تلك الكتل .. وبقدرة قادر كلما حمي وطيس الإنتخابات بأمريكا كلما شمروا سواعدهم ليضربوا المساكن الآمنة بصواريخهم وهاوناتهم كالأحياء الشعبية "مدينة الصدر ، أور ، الشعب ، البياع ...إلخ" وكلما صار الحديث حول جدولة إنسحاب "القوات الأجنبية"، رفعت المليشيات قريحة أسلحتها لتقتل الأبرياء والمساكين وحتى المقربين، في صراع على الغنائم على طريقة داحس والغبراء!
وحين فاض الكيل إتخذ رئيس الوزراء د. نوري المالكي القرار الحاسم للرد الذي أجله زمناً تجنباً لإستخدام لغة القتل التي إعتادها هؤلاء ، تعالت الأصوات تدين وصار أولئك "مقاومين" والمالكي يستهدفهم! .
إذن من ستنتخب أيها المواطن العراقي، هل ستُخدع بفتوى أخرى تعدك بجنات الجحيم لو إنتخبت قائمتهم؟.
لقد جربت خلال هذه السنوات الذين إستخدموا لغة التهديد والوعيد أو الذين حملوا الدين سلاحاً ليقتلوا كل حلم وكل أمل لك ..
إسأل نفسك : ما الذي قدموه لك خلال تلك السنين؟
في البلدان التي من الله عليها بالنعيم، بعد متاعب كبيرة، بقيادات ومسؤولين يحترمون الإنسان وبديهيات حقوقه .. يتنافسون على من يقدم خدمة أكبر للشعب .. من يرفع عن كاهل المواطن بعض أثقاله، لينتخبوه .
إذن إحص عدد الهاونات والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة، شوارعك تدلك على العدد .. وزجاج شبابيكك المتطاير ينبئك الخبر .
أنظر لأولادك، ما زالوا يساقون كالخرفان لصفوف يتزاحم بها الذباب مع الغبار والدفاتر والأقلام، يرتعشون برداً في الشتاء ويختنقون حراً في الصيف .. كم مدرسة بنت تلك الجبهة أو ذاك التيار؟.. كم مكتبة، كم مستوصف أنشأوا ؟ كم حديقة زرعوا لك ؟ كم محطة كهرباء أصلحوا ؟ كم شارع بلطوا ؟ أنظر لحيّك كيف تتشابك أسلاك مولدات الكهرباء مع أسلاك التلفونات العاطلة .. والأوساخ مع المزابل المزروعة في كل ركن لتضيف لقلقك وعذابك بعداً آخر ..
لقد برع بعضهم بإختلاق مشاريع وهمية، راديوات تصدعك بكل ما هو هابط كلماتا ولحنا، فضائيات مللت النتقل بينها، ليخدعوا بها المظمات الإنسانية المانحة .. ليسرقوا اموالك ويتخموا بها ارصدتهم، أو يبنوا قصوراً في البلدان التي جعلونا سوقاً لها . فاسواقك أتخموها ببضائع الجيران ليزيدوا متاعب الفلاح الذي أتعب أرضه العطشى وأنهكته مكائن مخضرمة، يضطر أحياناً للأستغناء عنها وإستخدام الوسيلة الأزلية! فما الذي فعلوه للارض وكم خصصوا لها .. كم جدول ماء شقوا؟ وكم بستانا زرعوا؟.
إلى الأسعار غير المدعمة والتي تجبرك على البحث عن كل ما هو مهيأ ليرمى بصفائح المزابل .. أو العودة بطرگ الخبز والبيض ...
إذن لك "الخيار" أيها المواطن، أما أن تواصل اللطم والبكاء .. وهم يضحكوا ملئ أشداقهم .. أو تصحُ لتزيح عنك غبار الأرض والسماء، غبار الجهل والحرمان لتمنح اولادك أو أحفادك شيء من الفرح، حين تقف رافضاً لكل ما يملوه عليك من حزن وقهر وخيبات .
إذن لك الخيار أن تميز بين من خدمك حقاً أو يسعى لخدمتك وبين سرقك ومن قتل أو يتربص بك وبأولادك وأولاد الجيران ليصوب نار حقده عليكم.. فإذا لم تعِ بعد ..وتكرر خطأك فـ"لا حول ولا قوة إلا بالله".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب