الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقيون.. حيث توقف الزمن!!

سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)

2008 / 6 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا يزال العقل السياسي العراقي و للأسف الشديد متعلقا بثقافة الوطنية على النمط القديم، النظرة إلى مفاهيم "السيادة"، "الاستقلال" و "الوطنية" و ما إلى ذلك من المصطلحات السياسية المتداولة على الساحة العراقية عبر عقلية القرن الـ19 و 20 الماضيين، و النكتة الكبرى التي سمعناها من السلطات و سائر رجالات السياسة العراقية هو مطلبهم من الولايات المتحدة أن تتعامل مع العراق كبلد "كامل السيادة و متساو"!!.
و لست هنا بصدد الانتقاص من العراق كدولة و شعب بقدر ما أثار دهشتي المسؤولون العراقيون الذين لا يختلف عقلهم "الدونكيشوتي" الخيالي عن عقل و أحلام الأنظمة التي تعاقبت على حكم العراق، فالعراقيون ينتظرون من "الأمريكيين" أن لا يتخذوا أرضهم قاعدة للهجوم على الجيران و أن يدافعوا عن العراق و حدوده ضد أي اعتداء خارجي و أن لا يكون هذا الجيش الأمريكي ـ الغير مرغوب به دونكيشوتيا ـ محصنا ضد القضاء و أن لا تكون هناك هيمنة اقتصادية أمريكية على العراق (الحوافز الاقتصادية للعراق أصبحت هيمنة بمنطق حكامنا لأن المواطن بمجرد الخلاص من المأزق الحالي سينبذ حكامه إلى جهنم) و أن يكون الاتفاق "شيكاً على بياض"!! و أن و أن...!!
إن دولة لا تملك شيئا على أرض الواقع و شعبها منهار و محطم و نفطها منهوب و مسؤولوها بين لاهث وراء شعار ديني للمتاجرة به أو شعار قومي يُخدع به الشعب المحطم، لا يمكن له أن يتعامل مع دولة تملك مفتاح إخراجه من مأزقه كدولة تحت الوصاية بهذه الطريقة اللا واقعية، فماذا لو قررت أمريكا أن تنسحب فجأة إذا رأت أن حكومة العراق هم أناس جبناء لا يقدرون أن يقولوا لشعبهم بصراحة: أننا لسنا دولة بل نحن في الطريق إلى أن نصبح دولة و أن شعبنا يعاني الفقر و شظف العيش و الأفضل لنا أن نتحالف مع طرف يمتلك كل الشروط الإيجابية، أنه ديمقراطي.. أنه أقوى اقتصاد في العالم.. أقوى جيش في العالم.. أنها الولايات المتحدة التي يخشاها كل دول العالم الدكتاتوري.
أنا مع تصلب في الموقف العراقي في حدود المعقول و الواقعية و فهم الحجم العراقي على أرض الواقع و بدون معارك خيالية ضد طواحين الهواء، ترى هل بوسع العراق إيجاد حليف بديل عن الولايات المتحدة؟ لا أحسب أن دولة ضمن البند السابع لميثاق الأمم المتحدة تستطيع أن تتفاوض مع أي دولة خصوصا حينما يتعلق الأمر بتحالفات "استراتيجية" و بالذات في منطقة شديدة التعقيد كالشرق الأوسط، لكن ما خلصت إليه بعد تفكير طويل هو أن الأحزاب التي تكون منها البرلمان و الحكومة هي أحزاب تكره "الديمقراطية" و ترى في الشعب و المواطن مجرد طفل يجب أن يكون دوما تحت وصاية الحكومة و الجهات الدينية و القومية، فبدلا من أن يهرع المسؤولون إلى المرجعية التي تملك اختصاصا دينيا بعيدا عن الشؤون الدنيوية، كان بإمكان المسؤولين أن يضعوا الاتفاقية كموضوع لـ"استفتاء" الشعب و رأيه و حينها يكون المسؤولون قد أنجزوا مهمتهم في أن يتحمل الشعب قراره.
قالها أحد السياسيين العراقيين و بـ"تفاخر" مثير للسخرية: نحن لسنا اليابان و لا ألمانيا.. نحن عراقيون نحن مسلمون..!! نعم حقا نحن لسنا اليابان الدولة الصناعية و التي يعمل أطفالها في البرمجيات و يصنع مهندسوها الروبوت الذي سيصبح خادما للإنسان في المستقبل.. لسنا مثل الألمان الذين يصنعون أضخم المشاريع و ينتجون آلاف الأدوية و تغزو سياراتهم أسواق العالم.. فعلا نحن العراقيون سنبقى نجر الحمير و نبيع "شعر البنات" على الرصيف و نجابه العبوات "المذهبية و القومية" لعقود قادمة..
لا زلنا نعيش في عشرينات القرن الماضي..
Website: http://www.sohel-writer.i8.com
Email: [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غانتس يستقيل من مجلس الحرب الإسرائيلي ويطالب بانتخابات مبكرة


.. بعد الهزيمة الأوروبية.. ماكرون يحل البرلمان ويدعو لانتخابات




.. تباين المواقف حول مشروع قانون القتل الرحيم للكلاب الضالة في


.. استشهاد فتى برصاص الاحتلال في مخيم الفارعة بطوباس




.. ما تداعيات استقالة غانتس على المشهد السياسي بإسرائيل؟