الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من مقدمات كتبي 6

خالص عزمي

2008 / 6 / 18
الادب والفن


حكاية الادب العربي المعاصر

لاشك من ان في المكتبة العربية العديد من المؤلفات والبحوث في الادب العربي المعاصر والحديث ما تمكن الدارس او المتتبع من الافادة منها والتهل من منابعها ؛ الا انني وجدت في طريقة المسح الجغرافي لهذا الادب ما يسهل على الكثيرين تقصيه وربط اجزائه في حلقات تقرب من فكرة وحدة الادب في جملة مراميه واهدافه . والمتعارف عليه ان الادب العالمي ما زال يقيم ويدرس على اساليب مختلفة التفرعات تلتقي ؛ اما عند اللون الفني للعمل الادبي ؛ او الموازنة الشخصية للنتاج او احيانا عند الترابط التاريخي لمجمل التكوين الادبي عند امة من الامم .الا ان اختيار اسلوب المسح الجغرافي هذا يوصل حتما ما بين تلك الاساليب مجتمعة ؛ الى جانب المزج المتكامل بين قطبي النظرية والتطبيق العملي للادب في آن .
لعل من اهم الاسباب التي دفعتني الى وضع كتابي هذا ؛ ما لاحظته من ندرة المصادر التي تبحث في ادب المغرب العربي بشكل خاص ؛ وما لاحظته ايضا من بعد صلة ادباء المشرق العربي بالنتاج الادبي الرائع الذي وضعه ادباء المغرب في القصة والمسرحية والرواية والشعر والنقد وما الى ذلك من فنون الادب المختلفة .
ومن هذا المنطلق السببي لاح لي اشعاع بعيد المدى هز في خاطري تطلعات المزيد من المعرفة المقترنة بالبحث عن ذلك المجهول الذي نبحث في استقصاء حقيقته في اعمال ادباء العربية البارزين على امتداد الوطن العربي . والذي لابد من ايضاحه هنا : هو ان التركيز قد شمل مجرد المعنى التعريفي لا البحث المقارن ضمن اطار حكاية الادب العربي المعاصر ؛ وهو معنى عاش الجو السياسي والثقافي والاقتصادي والفكري الذي كان له اثره الواضح على الادب العربي ؛ ومن ثم على المسالك التي طرقها ادباء العربية في الوانهم الادبية ذات الوجوه المتعددة ؛ وهي الوان اخترت منها أجود النماذج لبعض النتاج غير المعروف الا في حدود ضيقة ؛ تلك الحدود التي منعت المكتبة العربية من العناية بها .
وفي هذا الجزء من الكتاب سأتناول حكاية الادب العربي المعاصر في كل من ( المهجر ؛ والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر والسودان ) اما الجزء الثاني فهو مخصص للادب العربي في لبنان وسوريا والاردن وفلسطين والعراق والكويت والامارات العربية والسعودية وقطر والبحرين وعمان واليمن ) اضافة الى فصل خاص عن الادب العربي بعد نكسة حزيران 1967.
وسنحاول التوصل عند دراسة الادب العربي في هذه المناطق ؛ الى ان هناك ترابطا عميقا ما بين النظم السياسية والعطاء الادبي جمع ما بين اطرافها ؛ فمهد بعضها الى احياء تراث الادب اولا ثم دفع به الى مجالات معاصرة اوسع واعم بحيث فتح له المجال لكي يأخذ طريقه الى ساحة الادب العالمي .
ان الصراع الحاد المتحدي الذي مارسه عن وعي وايمان ابناء الشعب العربي عبر قرن من الزمن لارساء قواعد حرياتهم الشخصية وتطوير حياتهم الى الافضل ؛ وان النضال الدائب العنيد الصبور الذي خاضه هذا الشعب على مختلف المستويات والاتجاهات من اجل الاستقلال ونسف الحدود المصطنعة وتكوين الرأي الموحد القادر على ايجاد قوة تثبت مواقعها وتنطلق الى عالم اوسع واعم في ساحةالتحرر ؛ انما عطى كله تأكيدا واقعيا على مدى التلازم السياسي والادبي في صراع ابناء الامة الواحدة ضد العدو المشترك . والى جانب هذا ؛ هناك الترابط الفني الذي يأخذمظهره الجلي في الاعمال الادبية التي طلع بها ادباء العربية في مختلف اقطارهم ؛ او كما يقول توفيق الحكيم ( ان ادبنا العربي ليس أدب مراحل ؛ بل ادب موجات متداخلة ).
اذن ؛ فالتدرج في الصياغة الفنية والاعتماد على التراث ؛ ومحاكاة الجيد منه ؛ والاعتماد ايضا على الترجمة في نقل اوجه التيارات الجديدة في الادب العالمي ؛ وبالتالي الافادة من الافكار الحديثة واللغة العصرية المعتمدة على الاحساس بالكلمة لا بأنشائها ؛ كل هذه فتحت المجال امام الادب العربي الحديث ليطعم الوانه المختلفة بأساليب وانماط لم يألفها من قبل ؛ وعلى هذا فقد سلك سلوكا موحدا وابان بوضوح تام عن الترابط الذي شد هذا اللون من الادب الى ذاك ؛ فأفاد بعضه بعضا ؛ ودفع به الى سبيل التطور الذي نلمسه اليوم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا.. جدل حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البلا


.. جدل في موريتانيا حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البل




.. أون سيت - لقاء مع أبطال فيلم -عالماشي- في العرض الخاص بالفيل


.. الطفل آدم أبهرنا بصوته في الفرنساوي?? شاطر في التمثيل والدرا




.. سر تطور سلمى أبو ضيف في التمثيل?? #معكم_منى_الشاذلي