الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل في الأسم من نشاز .....؟

رشيد كرمه

2008 / 6 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مذ شرعت بالقراءة متلمسا ًخطاك وأنا في دائرة الحذر والخطر ,, ولا أخفيك بانني تعلمت الكثير منك رغم بعدك عني , ولست وحدي ممن ينطبق عليهم َهذا المنطق وإنما لك الفضل في تعليم جيش من معوزي العراق بالمقام الأول قبل غيرهم سواء كنا في بصرة الجاحظ او بغداد ابن الجهم او كوردستان عبد الله كَوران , والفرق واضح أُستاذي بين من إعوزَ زاداً معرفياً ,,وبين من يعوز قوتا ًيومياً وإن تكن العلاقة بينهما متارجحة ً بين التفاعل السلبي والأيجابي .
ولقد تتبعناك غير نادمين في أكثر من موقع وأكبر من معترك وأوسع من نقاش وأمسية فاغرين افواهِنا راقصين طربا ًلأنحيازك الينا نحن الذين جلسنا تحت جدارية فائق حسن , نستعرض سواعدنا القوية وقبضاتنا المهنية نغني :
تطير الحمامات في ساحة الطيران.البنادق تتبعها,
وتطير الحمامات. تسقط دافئة فوق أذرع من جلسوا
في الرصيف يبيعون أذرعهم. للحمامة وجهان:
وجه الصبي الذي ليس يؤكل ميتا, ووجه النبي
الذي تتأكله خطوة في السماء الغريبة.
........................
وإذ يغدو الخطر أكبر من الحذر نصبح منفردين وموزعين كلواحد ٍ تحت نجمته تباعدنا ما هو أكثرمن الخطر ( السلطة ) وكأنما اسمعها منك للتو : كل سلطة غاشمة . رغم أنك قلتها نهاية السبعينات ضمن أمسية شعرية في بابل كنتَ قد دعيتَ اليها وكنتَ شجاعا ًوتقياً في أجوبتك وتحديدا ً بما يتعلق بسؤال أحد الشعراء الذي أشرف على تقديمك حين سألك : كيف كتبت قصيدة الأعداء ؟ أجبته قاطعاعليه كل المنافذ : فكرت ُثم كتبت . وكنتُ قد حضرت هذه اللقاء بمعية صديقي الطوريجاوي الذي إستشهد في أقبية البعث
وإذ تختلط الأشياء نتيه كما نحن الآن و الحذر يبدو أكبر من الخطر ولايهمني من هذه الخلطة إلا معدن الأشياء وصفائها ولست ممن يرتبط مع السلطة الجديدة بشئ فهي غاشمة وظالمة كيفما وأنى كانت ومهما فَعَلَت وسأبقى في حكومة الظل التي تعارض المعوج والأعوج ولست مدافعا عن المالكي فلربما كان مملوكا للجُبة الأسلامية وما يترتب عليها لكني أجد نفسي مدافعاً عنه كعراقي وليس شئ آخر أصابه حيف كما أصابك وأصابني , وحظي بتقدير حين صادق على حكم العدالة بالدكتاتور الأهوج وأجد نفسي مدافعا ً عنه حين يولي وجهه شطر فرض القانون ونزع أسلحة اللصوص وإن كان في ظل إحتلال , أما دفاعي الأكبر فهو عن طوريج فهي ليست كما أشرت فــي مقالك الأخير.( * )
و( طوريق ) والتي أُبدل قافها الى جيم قديمةًُ قِدم العراق وكانت لدى البابليين طريق المبتغى كما يذكر ذلك مصطفى جواد والمؤرخون وهي وإن انجبت عبد الأمير الطوريجاوي مؤسس الغناء الريفي العراقي ’ ألا أنها كانت ولادة لأمير التمرد العراقي الشاعر الوجودي حسين مردان والموسيقار الكبير محمد جواد أموري والشاعر الشعبي الشهير إبراهيم الشيخ حسون الهنداوي والنحات البارز أحمد البحراني والقائد العسكري الفريق الركن محمد رفيق عارف اول رئيس لأركان الجيبش العراقي والقاص المبدع مهدي شاكر العبيدي والشاعر التقدمي الراحل أحمد آدم والشاعرة الثائرة ونسة الفتلاويّة المجاهدة الشهيرة المولودة في طويريج في عام 1895 والتي نالت شهرة كبيرة من خلال المشاركة في الثورة العراقية الكبرى في 1920، وعشرات المفكرين والعلماء والفنانين والكتاب والعسكريين والسياسيين **.
وطوريج مدينة البسطاء من الناس المتسامحين الآمنين , مسلمين ويهود ومسيح ومجاميع مختلفة حظيت بمثل شعبي يردده الناس :
ما تبقالك هموم إبشر يزاير
من توصل طوريج ما تظل حاير .
وإذا كان حاكما كـ(نوري المالكي )في سلطة غاشمة ينتمي الى طوريج فإننا ومنذ تأسيس الدولة العراقية كنا مظلومين من حكام لفظوهم الطيبون من أهل عانة وهيت وتكريت قبل ان نلفظهم نحن .
وليس عيباً في أن نسكر في نادي طوريج ونرقص ونغني في النجف او كربلاء , ولكن العيب في أن لانفعل ذلك وهذه هي مصيبة السلطة الدينية الغاشمة .
فعلام الأستهجان وهل في أسم طوريج نشازًُسيدي ؟
الهوامش
ــــــــــــــــ
( * ) مقال للشاعر سعدي يوسف ــ طوريج وما أدراك .
** من مقال للدكتور حسين الهنداوي نشر في المدى .

السويد 17 حزيران 2008 رشيد كَرمــــــة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس الحرب الحالية.. ما الخطر الذي يهدد وجود دولة إسرائيل؟ |


.. مجلس النواب العراقي يعقد جلسة برلمانية لاختيار رئيس للمجلس ب




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقف مفاوضات صفقة التبادل مع حماس | #


.. الخارجية الروسية تحذر الغرب من -اللعب بالنار- بتزويد كييف بأ




.. هجوم بـ-جسم مجهول-.. سفينة تتعرض -لأضرار طفيفة- في البحر الأ