الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين نارين

رشيد كرمه

2008 / 6 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مابين عــام 1258 ميلادية واليوم عــام 2008 الكثير مــــن الأحداث التي تكوى بها العراقيين قبل سواهم من الشعوب , وأحداث العراق متفردة و ليست عابرة بل أنها تركت أثاراً طبعت شخصية الإنسان العراقي بالكثير من الإيجابيات والسلبيات على حد سواء و بغض النظر عن إنتماءه القومي والديني والفكري , وإذ يتلاقف العراقيون مرغمين كرة النار من هذا حتى يبدأوا كفاحاً منقطع النظير لإخمادها في فيافيهم دون أن يكتوي بها أحد من الجيران ¸ سواء كان الجار عربيا ًأم أعجميا ً . ولعل ما وصلنا من مدونات تأريخية تفصح عن جزء من صعوبة الأحداث وعجائبها فلقد تأسست دول على جماجم العراقيين وبنيت سدود من عظامهم لا بل ذكرت كتب التأريخ ان البغداديين أكلوا لحوم بعضهم بعد ان شبعوا من اكل لحوم القطط والكلاب , ناهيكم عن قيام دولة الخروفين االأسود والأبيض على خصى العراقيين بعد أن أمر ( جهان شاه ) بقطع رؤوس وخصي جميع الذكور وإعدام إبنه ( بير بوداق ) بعد تعذيبه , وهكذا تلاقفها إسماعيل الصفوي كي يفتك بأهلها قبل ان يأتي القائد الكردي ( ذو الفقار بن علي ) ليؤسس دولة أخرى على أشلاء الناس ,,,
ومابين الإنكشاريين والعثمانيين والإيرانيين والإنكليز ظل العراقي يتلقف هذه الكرة دون مستقر ولكن هذه المرة مع الأمريكان شراكة ومناصفة مع ولاية الفقيه وفي ظل قانون دولي تحرسه مؤسسة عالمية عجزت حتى هذه اللحظة من كبح جماح دول دكتاتورية يلجأ الكثير منها الى التلويح بالورقة الدينية وإيران أسست وفق هذا المنطق وبواسطته دولة في لبنان وتريد بناء أخرى في العراق , ومما لم يقله الأمريكي بول بريمر الحاكم المدني بعد 9 نيسان 2003 في كتابه أن بعض العراقيين العلمانيين قدموا اليه ومنذ لحظة سقوط الدكتاتور صدام وهزيمة حزبه أدلة بينة على التدخل الإيراني سواء المخابراتي التخريبي أو الأسلحة الإيرانية الصنع ,ولكنه لم يعر بالاً لذلك وكان يقول لهم هذه إتهامات لامبرر لها من اليسار العراقي ومن أعداء التغيير !!! والحقيقة أن هذه ( هي إمريكا ) تريد لأجندتها ان تسير دون إعتراض من أحد لغاية في نفس يعقوب وإن باتت هذه الغاية معروفة للقاصي والداني وليس ليعقوب حق الإحتكار ,
وإن يكن من أمر لنا نحن العراقيين بشأن مايعد وما سيؤول اليه الوضع بعد ان غدا لرجل الدين كل شئ مباح بفضل الأمريكان فإن رفضنا اليوم لأي إتفاقية لابد وان يقترن لرفض التدخل الإيراني في شؤون العراق والعراقيين ولابد للإمريكان الذين أسدوا الفضل في إزاحة طاغية دموي أن يمنعوا هذا التدخل, ولهم الحق في ذلك , كون العراق بلد مـُحتل والمسؤولية القانونية الدولية بشرعنة الإحتلال لازالت قائمة وبإعتقادي أن تكثيف الجهود من أجل بلورة موقف شعبي لرفض الإتفاقية المزمع التوقيع عليها والتدخل الإيراني سيساعد على لملمة التشتت الذي نعاني منه وهذا يكسبنا الكثير, على الأقل التوحد الشعبي وهذا ما نعوزه في هذه المرحلة , وعلينا ان لانُخدع بوعود وعهود أو نأمل النفس بأن الأمريكان قد خففوا ضغوطهم بشأن بعض التفاصيل موضوع الخلاف , ومن جانب آخر نجد ان مشروع الإتفاقية وفي ظل هذا الوقت الذي نتنازعه مع الأرهاب الديني القاعدي الوهابي والمليشيات التي تأسست في إيران أو التي زرعت وسوقت الى العراق سوف تستثمر الجهل المعرفي الذي يعم المنطقة والتي ستفرح البعثيين وسواهم ممن يراهنوا على دق اسفين الفرقة بين العراقيين بمختلف إنتمائاتهم الذين رافعين جهلا شعار القومية العربية التي ساهمت بنفسها في هذا المطب .. ولا شك ان الوطنية التي ننتمي اليها هي ليست كما وصفها الآخرون ولا ينبغي ان نعرفها في غير موضعها , وعلينا العمل دون ا ي وقوع في الفخ الإيراني والأمريكي على حد سواء وليس بعيدا من أن الأثنان سوف يلجأون الى رشوة ممن يريدون من نواب الشعب القريبين من صنع القرار بغية تنفيذ مآربهما فلقد ترشحت أخباراً من بعض الدوائر بذلك وبمبالغ ضخمة فولاية الفقيه ستدفع مقابل ان تظفر بالمزيد والأمريكي سيدفع لأنه لايشبع مطلقا ًويقول هل من مزيد ؟ وهكذا تسعر نارين في بلد النهرين أحلاهما أشد مرارة من العلقم وهذه هي كرة النار الحقيقية الجديدة التي سنتلاقفها نحن فقراء العراق ..

16 رحزيران 2008 السويد رشيد كَرمـــة










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا