الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة، دولتان، ونحن نفعل ما نريد !!

عبد الرحمن قاسم

2008 / 6 / 19
القضية الفلسطينية


أرجو من السيد خالد عبد القادر أن يتذكر جيداً من الذي اقترح ماكياج السيدات في سياق الحديث، ثم كيف أتى ذكرنا على هذا الماكياج استطراداً لاقتراحه الأول باديء ذي بديء، وما زال السيد خالد عبد القادر يلف ويدور متصنعاً قابليته لحوار حضاري يبتعد عن الرغبات الشخصية، لذا أود أن أدون الملاحظات التالية:

1- إن مشروع سلطة أوسلو 1993 هو مشروع تجمع مصالح شخصية سلطوية حقيرة، ولا يمكن للسيد خالد اعتبار لفظ " حقيرة " هنا أنها شتيمة لا سمح الله،، فالشتيمة تستحي من الإتيان على وصف اتفاق أوسلو، وهذا ما أقرته وقائع التاريخ بدءاً من توريد الطحين الفاسد 1995 ومروراً بالأرصدة الهائلة لبعض المجرمين من أبناء المخيمات وليست انتهاءاً بصفقة الجوالات " الدنيئة " ! هل يعقل أن يعطى هذا التجمع حق تمثيل الفلسطينيين في أي موضوع كان ؟! من الصعب قول ذلك !

2- إن النقاش الحضاري يستلزم محاولة الإجابة التي يطرحها الفريق الآخر إذا افترضنا أن لكل خيار فريق بعيد عن الشخصانية، وفيما نجد السيد خالد يمطر مقالته الأخيرة " دولة، ودولتان، والله يفعل ما يريد " - بسيل من التساؤلات، نجده في الوقت نفسه، لم يبذل الجهد الكافي لمحاولة الإجابة عن التساؤل الأهم: على أرض الواقع: أي ستقوم دولة 67 في ظل معطيات الجغرافيا الصهيونية، وما هي موارد هذه الدولة ؟؟؟ كلا، السيد خالد لم يجب ولا نخاله على استعداد للإجابة !!

3- وهذه النقطة في غاية الأهمية، حيث افتراض، أو تساءل السيد خالد عما يضمن ألا تكون صيغة الدولة الواحدة محاولة " صهيونية ؟ " لماذا ؟ لم يكمل السؤال .. وهي محاولة رخيصة لكنها تافهة لإيجاد مبرر وهمي يستند عليه للهجوم على خيار الدولة الواحدة، علماً بأن السيد خالد مقتنع تماماً أن الصهيونية تعارض مبدئياً مثل هذا الحل لأسباب كثيرة، منها ديني يتعلق بأرض التوراة، ومنها عرقي يتعلق بنظرية الصفاء العنصري لليهود في مقابل القومية العربية.

4- صحيح أن منظمة التحرير طرحت شعار الدولة الديمقراطية الواحدة، لكن في سياق مختلف تماماً، وهو ضرورة تحرير فلسطين بالكفاح المسلح أولاً، ومن ثم نقيم ومن جديد - الدولة الديمقراطية الواحدة، بعد طرد المهاجرين اليهود الجدد وإعادتهم إلى بلادهم، أليس كذلك ؟؟! هنا السؤال يتوجه من جديد إلى أصحاب نظرية الكفاح المسلح.

5- إن محاولة الحزب الشيوعي الإسرائيلي " راكاح "، لم تلق قبولاً في الرأي العام الصهيوني، لكن لماذا تجاهل السيد " المفكر " مدى تقبل الفكرة في الرأي العام الفلسطيني ؟ ألا يقتنع الفلسطينيون حتى اللحظة بأن فلسطين هي أرض الرباط وأن الصراع عليها يجب أن يستمر إلى يوم الدين ؟! إذن للفشل أسباب مشتركة، إسرائيلية وفلسطينية وليس فقط صهيونية !

6- مع كل حجر تم قذفه أثناء الانتفاضة الأولى كان يتم ترديد الشعار (P.L.O Isarel No)، ومع الصدى الدولي الواسع للانتفاضة الأولى، اكتسبت منظمة التحرير دون وجه حق جماهيرية نابعة أساساً من وجدان الجماهير ومن تضحياتها، ثم أثبت اتفاق أوسلو أن تلك المنظمة لم تكن على مستوى التضحيات. الشعب ببساطة وقع في خطأ جسيم يتردد تكراره الآن على ألسنة العامة قبل الخاصة. المهم أن جلب منظمة التحرير لتقود الحل السياسي كان رغبة فلسطينية شعبوية انعكست في توجهات أوروبا وإسرائيل وأمريكا. إنهم " الفلسطينيون " يريدون منظمة التحرير، إذن لنحضر لهم المنظمة .. هذا ما حدث بكل بساطة !

7- لابد إذن من تفاعل شعبي فلسطيني مع أطروحة الدولة الواحدة ليصبح رغبة عارمة، وهو ما لا يمكن أن يحدث دون تحول في رغبة الفصائل نفسها. الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تقرأ الآن أوراقاً لجورج حبش كتبها بخط يده في الأيام الأخيرة عن تصوراته لقيام دولة واحدة علمانية ديمقراطية. هل يمكن للفصائل الإسلامية أن تستوعب هكذا طرح ؟! بالقطع غير ممكن، وهنا نراهن على حركة التاريخ والقوى التقدمية للسلام والمساواة.

8- هل قرأ السيد عبد القادر كتاب الراحل إدوارد سعيد ( نهاية عملية السلام ) في 1991 ؟ أراهن أنه لم يقرأه لأن الراحل عرفات أصدر مرسوماً رئاسياً يمنع الكتاب بموجبه من التوزيع والنشر في غزة والضفة، ورغم ذلك وصل الكتاب إلى نخبة ضئيلة. أهم ما في الكتاب،، أن الواقع الاستطياني على أرض الضفة قد نسف وفجر كل إمكانية لقيام دولة فلسطينية في حدود 67، وأقر سعيد مبدأ التفكير في التعايش ضمن دولة واحدة علمانية.

9 - لو اتفقنا على المقاربة ما بين الحالة الفلسطينية والحالة الجنوب أفريقية، فإن النضال مطلوب لنشر هذه الرؤية على الرأي العام في غزة والضفة وإسرائيل في آن معاً. دولة تضمن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، لا أن تقوم دولة معازل ومخانق بلا موارد لعودة اللاجئين إليها كما ترغب الصهيونية الآن ممثلة بتسيبي ليفني وأولمرت ومن قبل شارون. إن الأصوليتين الصهيونية والإسلامية هما ألد أعداء الدولة الديمقراطية الواحدة، وستكون الحرب الفكرية ضد كل منهما واردة في سياق أي نضال لتحقيق حل الدولة الواحدة.

10- إن إعادة نهوض اليسار الحقيقي في إسرائيل " الشيوعي " ستؤدي بالطبع إلى ترسيخ مبدأ الاعتذار للشعب الفلسطيني على كل جريمة قتل ارتكبت منذ العام 48 وحتى لحظة توقيع قرار إعلان الدولة الواحدة. الاعتذار والتعويض ثم العودة والتعويض، وهي الأمور المبدئية غير المطروحة في سياق الرؤيا الصهيو – أمريكية لحل الدولتين !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: هل تنجح مفاوضات الهدنة تحت القصف؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. مراسل شبكتنا يفصّل ما نعرفه للآن عن موافقة حماس على اقتراح م




.. واشنطن تدرس رد حماس.. وتؤكد أن وقف إطلاق النار يمكن تحقيقه


.. كيربي: واشنطن لا تدعم أي عملية عسكرية في رفح|#عاجل




.. دون تدخل بشري.. الذكاء الاصطناعي يقود بنجاح مقاتلة F-16 | #م