الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سعدي يوسف وأحقية النقد للمثقف العراقي

علي جاسم

2008 / 6 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


لا اعرف اين سيصل الحال بالمثقف العراقي كنا قبل وقت قليل ننتقد الشاعر سعدي يوسف على موقفه السلبي من المثقف العراقي ولم يتعدى نقدنا له مسألة توجيهه الانتقاد اللاذع لحال الثقافة العراقية بعد التغيير التي يراها يوسف بانها انزلقت نحو مفاهيم الاحتلال ومن جاء معه .
وبالرغم من تحفظنا لبعض مايراه سعد يوسف في نقده للمثقف العراقي الذي اسماه "المثقف التابع" الا اننا نؤيده الان في ماذهب اليه بشأن الثقافة العراقية التي حولها بعض المثقفين الى سمسرة وتجارة كونها اصبحت العوبة بيد السياسين ، فقبل ايام اجتمع رئيس الوزراء الاسبق ابراهيم الجعفري بعددٍ من المثقفين وبما فيهم الشعراء الشعبيين الذين بدأو وكانهم في زفاف عشائري او في مدرجات ملعب الشعب وهم يشجعون نادي اللشرطة ضد نادي الجيش ، فالهتافات والاشعار التي رددها الضيوف للجعفري وحسب مانقل لنا شخص ثقة وقريب من اللقاء تشبه الى حد بعيد الاهازيج التي يطلقها الجمهور الرياضي عندما يحاول التنكيل بالنادي الخصم لان شعارات مثقفينا انحصرت بتمجيد شخص الجعفري على حساب رئيس الوزراء المالكي وكأن المثقف اصبح اداة من ادوات الدعاية وكل ذلك مقابل 1000 دولار وضعت في خاتمة اللقاء في محافظهم الشخصية ، وهكذا ممارسات تذكرنا بزمن النظام السابق حيث التمجيد للقائد الضرورة من قبل المثقف. اصبحت قيمة المثقف العراقي لاتقاس على اساس مايقدمه من عطاء ثقافي أوأدبي للخزينة المعرفية الخاصة بالثقافة العراقية بصورة عامة انما يقاس على مقدار مايقدمه من ولاء وخضوع لرجال السياسة الذين يدفعون بسخاء .
وليس سعدي يوسف وحده تنبه لمسألة المثقف التابع للسلطة فقبله المفكر العراقي هادي العلوي الذي اشار في عدة كتابات لهذا الموضوع حيث يذكر بضرورة ان يكون المثقف غير خاضع للسلطة وكلما كان بعيد عنها كلما ازداد احترام الشعب اليه والعكس هو الصحيح ، وكذلك ذكر هذا الموضوع الاستاذ ميثم الجنابي عندما اطلق مصطلح " المثقف المرتزق" على من يسير وفق هذا النحو من الاصطفاف والتبعية للسياسيين وليس ذلك فقط انما الدخول ضمن معتركهم السياسي والانتخابي من خلال التمجيد بطرف على حساب طرف اخر في الوقت الذي ينبغي ان يقف المثقف فيه بمسافة واحدة من الجميع .
وينبغي على الشعراء الشعبيين ممن يصنفون انفسهم ضمن لائحة المثقفين ان يتخذوا موقفاً واضحاً بشأن هذا الموضوع فأما ينضون تحت مسمى الثقافة العراقية ويتطلب ذلك الانسلاخ من التبعية السياسية واما بقائهم كألسفن التي تسيرها الرياح اينما اتجهت ، وعليهم ان ينسلخوا من العنوان الثقافي لان من المخجل ان يكون الانسان مثقف وتابع في انٍ واحد لان اشعارهم اصبحت وسيلة لكسب المال بطريقة بعيد عن اللغة الثقافية التي يجب ان يكونوا عليها، فقبل مدة كانوا في ضيافة رئيس المؤتمر العراقي احمد الچلبي الذي اغرق عليهم بالعطاء والهدايا بعد سلسلة من المعلقات الشعرية التي تمجد نضاله السياسي وكذلك بالنسبة لأياد علاوي الذي تنبه هو الاخر لتلك الشريحة الباحثة عن المكسب باسهل الطرق وارخصها ، واتوقع ان يتنبه كافة السياسيين لتك القضية وقد نجد ان معظم شعرائنا ومثقفينا قد ملأت بطونهم من موائد السياسيين التي لاتنضب وازيد بتوقعي ان صدام حسين لوعاد الى الحياة مرة اخرى لطبل هؤلاء له من جديد .
على المثقفين العراقيين ان يتنبهوا لهذا الاسلوب الذي يمارسه الكثيرين ممن يحسبون على الثقافة العراقية وان يتصدوا له بأية وسيلة ممكنة حتى لانندم لاننا عارضنا سعدي يوسف لاتهامه للمثقف العراقي بانه تابعة للسطلة وقد نصطف الى جانبه ونعطيه الاحقية في نقد الثقافة العراقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى