الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواقف واراء العراقيون بعد غزو العراق

كريم التميمي

2008 / 6 / 22
مقابلات و حوارات


من الواضح ان احتلال العراق منذ اكثر من خمسة سنوات وما رافق هذا الاحتلال من متغيرات وأحداث سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وتأثيرها الكبير على تفكير وبنية الفرد العراقي والغموض الذي يسيطر على مستقبل العملية السياسية بالرغم من حداثة هذه العملية على المستوى السياسي الثقافي ، افرزت هذه المتغيرات اراء وافكار متعددة ومتباينة وغريبة في بعض الاحيان بين اوساط المجتمع العراقي على اختلاف مستوياته الثقافية والفكرية، وكان تأثير هذه الاحداث يختلف من فرد الى اخر حسب الطبيعة الفكرية والثقافية والموروث الفكري والعقائدي لهذا الفرد او ذاك ، واظهرت هذه الاحداث
مدى التباين الفكري والعقائدي بين هذه المكونات وازداد هذا التباين بين اوساط الطبقة الوسطى المكون الاكثر عددا وتأثيرا في المجتمع العراقي، بعد ان تخندقت المكونات السياسية على اسس طائفية ومذهبية تاركة خلفها الشعور بالمواطنة وتفضيل المصلحة الخاصة على المصلحة العامة، وفي رأي المتواضع والبسيط ، استطيع ، ومن خلال قرائتي واختلاطي مع الكثير من مكونات المجتمع العراقي على اختلاف هذه المكونات الاجتماعية والثقافية والدينية ان ابين بأن هناك ثلاث اراء وتصورات مختلفة ومتقاطعة فيما بينها ، ظهرت بعد عملية التغير السياسي ، مختزلا البعض الاخر من هذه الاراء والتصورات ، لكونها قريبة نوعا ما من الافكارالرئيسية اتي سأشير اليها وهي

الرأي الاول – الذي يدافع عن كل ما حصل من متغيرات سياسية واجتماعية وثقافية بغض النظر عن السلبيات التي رافقت هذا التغييرمعللا ذالك بأن التغير في العملية الساسية يحتاج الى هذا المستوى من التضحيات والخسائر للعبور الى الضفة الاخرى من( الحرية والديمقراطية )، والذي لا يعير أي اهتمام لما حصل ويحصل حاليا من انهيار هيكلية الدولة وليس لديه أي اعتراض على هذا الوضع المتأزم حتى ولو استمر لعشرات السنين لكونه ضامن ان العملية السياسية محمية من القوى التي جاءت به الى السلطة ،وليس لديه أي استعداد للتنازل عن هذه الامتيازات التي حصل عليها حتى لوكلفه ذلك ازاحة العراق من الخريطة، ويمثل هذا الرأي معظم النخب السياسية ذات النفوذ القوي والقريبة حاليا من القرار السياسي وبعض الطبقات الاجتماعية المستفيدة من هذا التغيير ،وبعض الفئات الاجتماعية المنطلقة او المؤمنة بالفكر الطائفي المنطلق من الموروث الثقافي الطائفي والمذهبين وفي رأي الشخصي هؤلاء لا يمثلون الا القلة القليلة، ولكن يمتلكون القرار السياسي


الرأي الثاني- الرأي الذي لا يؤمن بهذ التغيير اساسا مهما تكن المسببات والعوامل التي ادت الى هذا التغييروالدفاع ،عن الانظمة السابقة بغض النظر عن طبيعة هذه الانظمة وسلوكها وقربها اوبعدها عن تحقيق متطلبات المجتمع ، معللا ذلك بما الت اليه عملية التغيير من كوارث وتدمير البنى التحتية للدولة والغاء موؤسساتها وتقسيم الدولة الى مكونات طائفية من خلال تدمير النسيج الاجتماعي لهذه المكونات وطمس هوية الدولة ،ويمثل هذا الرأي نخبة لا يستهان بها من المجتمع العراقي ممن تضرروا من عملية التغيير وهي قوى مؤثرة في الشارع العراقي وتتمثل في بقايا النظام السابق وبعض اعضاء حزب البعث وبعض من يدعي المقاومة باستثناء ( مجموعات القاعدة لكونها رافضة لمبداء الحياة اصلا )، بالاضافة للذين يؤمنون بالعروبة والافكار القومية والانظمة الشمولية والمركزية

الراي الثالث- الراي الذي يرفض الاسلوب او الطريقة التي ادت الى هذا التغيير معترضا عليها ومطالبا القوى التي قامت بهذا التغيير لو انها تعاملت بشكل افضل مع الانظمة السابقة من خلال التأثير والضغط عليها اكثر، لا من خلال التهديد وأنما من خلال الحوار والتفاهم على اساس المصلحة المشتركة ،خاصة وأن لدى هذه الانظمة السياسية مؤسسات وبنى تحتية ساهمت في بنائها ولفترات طويلة كل مكونات المجتمع العراقي ،بمختلف اطيافه واصبحت ملكا لهذه الدولة بغض النظر عن النظام السياسي الذي يدير هذه المؤسسات ،ويمثل هذا الرأي غالبية المجتمع العراقي بكل اطيافه ومكوناته من الذين لم يكونو محسوبين على النظام السابق ولم يكونوا معارضين له بمفهوم ( المعارضة ) وهؤلاء يمثلون الاغلبية الساحقة من المجتمع العراقي من موظفين وعمال القطاع الخاص ونسبة عالية من الطبقة الوسطى ،وهؤلاء بعيدين عن المكونات السياسية بسبب الظروف الامنية التي يعيشها العراق حاليا ،لذلك نجد الكثير من الاوساط المستقلة سياسيا او البعيدة عن المكونات الحزبية والسياسية والكثير من مكونات المجتمع العراقي ممن يمثلون الطبقة الوسطى والعديد من المفكرين والمثقفين الغير منتمين الى هذا المكون السياسي او ذاك اصبحت تؤمن بهذا الرأي معللة ،ماوصلت اليه العملية الساسية من تخبط وضعف ومستقبل مجهول لا يدعو الى التفائل
لذلك ادعو كل القوى الوطنية الداعية الى وحدة واستقلال العراق الرافضة للتقسيم والحريصة علىثروة العراق البشرية والمادية ان تتبنى الرأي الثالث لانه السبيل الوحيد لانقاذ العراق










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا تلغي حفل التخرج الرئيسي جراء الاحتجاجات المؤي


.. بالمسيرات وصواريخ الكاتيوشا.. حزب الله يعلن تنفيذ هجمات على




.. أسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي عدداً كبيراً من مسيّراته خلال ح


.. أردوغان: سعداء لأن حركة حماس وافقت على وقف إطلاق النار وعلى




.. مشاهد من زاوية أخرى تظهر اقتحام دبابات للجيش الإسرائيلي معبر