الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام السوري يستمر في اعتقال قيادات إعلان دمشق.....أي نظام أرعن هذا

أحمد الزعتر

2008 / 6 / 21
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


تتقدم قطعان الميلشيات الأمنية بشجاعة نادرة لإحتلال الموقع ، فرق الاستطلاع والمراقبة والتنصت والرصد قدمت كل المعلومات الدقيقة عن الموقع وعن إحداثياته إلى وحدات التنفيذ المحترفة ، تتوزع القطعان المهاجمة الأمكنة وتحاصر الموقع ، قسم يحتل سطح الموقع والأسطحة المطلة عليه، آخر يحتل الشوارع ، قسم ينتظر في الآليات المرافقة والمموهة بشكل محترف ، الأسلحة جاهزة ، يتم إحتلال الموقع بسرعة فائقة ، يتصل قائد القطعان بسيده الذي يتميز بصدر مملوء بالأوسمة ، ...سيدي ، تم تنفيذ المهمة وبنجاح تام. وكي لا نتوه في التفاصيل ، لم يكن هذا الموقع موقعاٌ إسرائيلياٌ في الجولان الحبيب تم تحريره ، بل مشهد متكرر ومحزن ، يحدث في سورية وبلا إنقطاع منذ السبعينات أثناء اعتقال ابناء سورية اللذين يقولون ، لا و ألف لا للديكتاتورية ولقانون الطوارىء وللسجون ولتخريب الأوطان ، وما هذه الطريقة الفاشية والوحشية في إعتقال نبلاء الأمة ، واللذين لا يملكون سوى الأقلام والفكر للتعبير عن عشقهم لأوطانهم ، سوى نشر الرعب والخوف والتردد واللاجدوى في قلوب الشعب السوري الصابر والصابر ....ولكن إلى حين .
لم يكن للحركة التصحيحية التي قام بها الأسد الأب في السبعينات من القرن الماضي أية استراتيجية وطنية واضحة ،فهو نظام اللاسلم واللاحرب ، وهو نظام اشتراكي وتقدمي كما يدعي ، ومع ذلك كان أميناٌ في تنفيذ مهمات امريكية بدقة ، نذكر على سبيل المثال دخوله العسكري إلى لبنان ،إرسال جيشه إلى حفر الباطن ، وهو نظام قومي عربي ، ولم يتردد في دعم إيران الفارسية في حربها مع العراق العربي ، ويدعي أنه تقدمي ، ومع ذلك فهو يستخدم الطائفية وبشكل مدمر للحفاظ على نظامه اللاشرعي ، يمكن للمرء أن يذكر في هذا الصدد الكثير من الأمثلة التي تعكس غياب اي استراتيجية وطنية لهذا النظام ، ولكن وبالتوازي هناك الكثير....الكثير من الوقائع التي تثبت أنه كان للنظام نية مبيته واستراتيجية واضحة في السيطرة على المجتمع السوري ، مستخدماٌ الأجهزة المخابراتية المتعددة التي لم يكن لها أية مهمة سوى تثبيت النظام الديكتاتوري وبالقوة مستخدمة كل الأساليب القذرة والوحشية والفاسدة وبشكل شمولي ، لا تخضع إلى أي مسائلة قضائية ، أجهزة فوق القانون .
كرست الحركة التصحيحية نهجاٌ ، لطالما كانت تستخدمه وكالة المخابرات الأمريكية كشعار لها " أشتره ، ومن لم تسطع أن تشتره....أقتله " . استخدمت اجهزة الأمن كل الوسائل التي تبتدىء بالترغيب ، والتي تتضمن ترغيب بالفساد وتكديس الثروة من خلال ذلك ، تقوم هذه الأجهزة بالتغاضي عن ذلك على شرط أن يقدم المرء كل الخدمات للنظام وتقديم المعلومات وتنفيذ اي مهمة مطلوبة منه ، أصبح حزب البعث أداة تنفيذية للمخابرات ، الجبهة الوطنية ...قادتها موظفين لدى أجهزة الأمن ..مجلس الشعب ..موزعة مقاعده بالتساوي بين أجهزة الأمن المختلفة ، قسم محسوب على الأمن العسكري ، قسم محسوب على أمن الدولة ، قسم محسوب على الأمن السياسي......وهكذا ، هذا هو حال السلطة التشريعية في سوريا ، والذي يقرأ الأحكام الصادرة بحق المناضلين الصادرة عن القضاء السوري في أيامنا هذه ، يستنتج وبسهولة أن القضاء السوري أداة تنفيذية رخيصة لأجهزة المخابرات ، والقضاة أيضاٌ يتوزعون الولاء للأجهزة المخابراتية المختلفة ، والغير تابع يوجهه الخوف لتاريخه المملوء بالرشاوى .
ولكن هل كل الشعب السوري قابل للشراء ، الجواب بشكل قاطع ...كلا ، والدليل لم يتوقف هذا الشعب ولو للحظة إلا وعبر عن رفضه لهذا النظام وقدمت نخبته كل ما تملك في سبيل أن تبقى شعلة المعارضة مضيئة ، ولتثبت أن الشعب السوري جدير بأن يعيش بكرامة وحرية ومواطنة صحيحة ، ولا شيء فوق القانون ،تعاملت الحركة التصحيحية بقمع عار ومجنون مع هذه الفئة النبيلة ، فكان الإغتيال الجسدي والتمثيل في الجثث ، وكانت السجون والمعتقلات نصيب من تبقى منهم على قيد الحياة ، يذيقهم الجلادون طعم الموت كل يوم لتحطيم روح المقاومة لديهم ، والكثير منهم مات تحت التعذيب ، ومنهم من أصابته عاهة نفسية ، ولكن من يستطيع أن يقتل روح المقاومة عند هذا الشعب الصابر المحب للحياة .
يستمر الإعتقال السياسي دون إنقطاع من نظام أرعن إلى درجة الإدمان ، توازياٌ مع طرحه شعارات الإصلاح والتجديد ، وسورية الحديثة . اخر الإعتقالات ، إعتقال السيد محمود النجار في مدينة حلب ، وهو شخصية مستقلة ومن قيادات إعلان دمشق ، ومن الذين يؤمنون أن المعارضة في أي مجتمع هي حق طبيعي مشروع ،طالما تبتعد عن العنف وتعمل تحت سقف القانون ، وبذلك إنضم إلى الكوكبة النبيلة التي سبقته ...الدكتور عارف دليلة ...الكاتب ميشيل كيلو...الدكتورة فداء حوراني....أكرم البني ورفاقهم.
سنرى ..وفي القادم من الأيام ، أن الأنظمة الديكتاتورية ، ومهما بلغت من قوة ومن شمولية ، مصيرها مزابل التاريخ ، والمستقبل هو للحرية والحياة ....ولكن متى يتعظ الذين يحلقون في احلامهم المريضة .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا