الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يلهث وراء من؟؟

حمزه ألجناحي

2008 / 6 / 21
السياسة والعلاقات الدولية


كل الدلائل على الأرض تشير الى ان العراق وأمريكا بحاجة الى هذه الاتفاقية بين البلدين ولكل طرف له أسبابه.
امريكا اليوم وفي وضعها التي هي عليه كقوة عظمى أولى تريد الحفاظ على مصالحها وحماية شركائها الرئيسيين من اي خطر محدق آني او مستقبلي مثل اسرائيل والسعودية ومصر والاردن واليوم العراق الذي سائر بطريق الشراكة المهمة والاولى مع امريكا ..وبما ان بعض الولادات الجديدة لتكوين قوة نوويه في المنطقة تهدد تلك المصالح التي تهم امريكا مثل ايران وسورية وباكستان والحديث اليوم عن البرنامج النووي السوري والتي ولايمكن لأمريكا الا ان تصنف تلك الدول على اساس انها دول اسلامية وعلاقة الاسلام باليهود ,
وكذالك الطاقة اليوم وبهذا السوق يعتبر مصدر قلق للدول المستهلكة للطاقة وخاصة الرئيسية بالاضافة لأمريكا فان اوربا وبعض من حلفاء امريكا الأوربيين مهتمون جدا بمنابع تلك الطاقة والتي تتواجد في منطقة الخليج العربي واعتماد تلك الدول اعتماد كلي على بترول الشرق الاوسط وبالخصوص البترول العراقي والذي يعتبر اخر الاسواق الناضبة واعتبار ان اخر برميل من النفط هو عراقي وحسب الدراسات الحديثة واهتمامها بالاحتياطيات النفطية لذالك كله ترى امريكا ان العراق يجب ان يكون الحليف الرئيسي الجديد لأمريكا والحليف رقم واحد ربما بعد اسرائيل.
لأمريكا قواعد متفرقة في كل دول العالم وبرسم ايجار سنوي يعود بالواردات الى تلك الدول المؤجرة للقواعد الامريكية وبشروط متفق عليها بين الطرفين ودائما شرط السيادة لتلك الدولة على رأس قائمة الشروط وأعتبار هذه القواعد مصدر مهم لردع اعداء امريكا المفترضين مستقبلا لأمريكا بعد ضمور وانحلال الاتحاد السوفياتي وتنامي قوة اليورو الاوربي وكذالك اعتبار السياسة الامريكية في العراق مصدر نجاح سياسي للراي العام الامريكي ونقل تجربة امريكية جديدة في الشرق الاوسط ومركزها العراق بالذات لذا نعتقد ان سقف مطالب المفاوض الامريكي الذي يعرض على الجانب العراقي مهما كان عاليا ممكن رفضه من الجانب العراقي واعلان شروطه على الجانب الامريكي واهمها الحفاظ على مباديء السيادة العراقية وتفعيل دور القضاء وجعل الجندي الامريكي وكل موظف امريكي تحت طائلة ومسائلة القضاء والقانون العراقي عند ارتكابه أي جرم مهما كان صغيرا وكذالك يجب على الحكومة رفع مطاليبها في المفاوضات الى حدود عالية جدا حتى لو كانت تؤدي الى ايقاف التفاوض بهذه الوثيقة للحصول على الحدود الجيدة والمتوسطة على الاقل ولمطالب الجانب العراقي واشراك الخبراء العراقيين حتى لو كان ذالك من خارج المجموعة السياسية التي تقود البلد وخاصة علماء القانون وخبراء العلاقات الامريكية الشرق اوسطية لوضع دراسات مستفيضة عن النتائج المستقبلية وتأثيرها على العلاقات العراقية بالدول العربية والغير عربية الجارة منها والبعيدة على العراقيين وحسب المقولة السائدة( رحم الله امرئ عرف قدرنفسه )على العراقيين ان يعرفوا اهمية هذه الاتفاقية على الجانب الامريكي واهمية التوقيع عليها مع العراق لفائدة امريكا قبل العراق وعلى هذا الاساس الانطلاق نحو الحصول على مكاسب اضافية واشعار المقابل بحاجته اكثر من حاجة الجانب العراقي لها .
لذا نرى ان امريكا هي بحاجة ماسة واكثر من العراق لوضعها الحالي والوضع الدولي اليوم.وهذا لا يعني ابدا ان العراق ليس بحاجة لهذه الاتفاقية مع امريكا بل بالعكس ان العراق يعيش اليوم وضع لايحسد عليه وهو مهدد من قبل الدول المجاورة والبعيدة ايضا بسبب الضعف الحالي السياسي والعسكري والامني ومحاولة بعض الدول تصدير اجندات خاصة بها تعتقد هذه الدول ان الوقت الان ملائم للتصدير ومحاولة ترسيخها في العراق بعد ان فشلت سابقا للحفاظ على مصالحها او طمس حقوق العراق وتجاوزات بعض الدول العربية والاجنبية على حدوده ومنابع نفطه وماءه .الدول المجاورة لها مخاوفها ايضا ولها الحق بهذا القلق خوفا من ان تكون الاجواء والاراضي والمياه العراقية منطلقا للاعتداءات والتهديدات السيادية لتلك الدول ومن تلك الدول المجاورة والتي لايمكن التغاضي عن وجودها ووضعها كونها دول جارة باقية, على المفاوض العراقي ان يتحلى بالصبر والانفتاح على المسائل المتشابكة والاستفادة من التجارب المشابهة والاتفاقيات التي ابرمت مع امريكا وبعض الدول الاخرى لأن العراق ليس البلد الوحيد الذي سيبرم مثل هذه الاتفاقية مع امريكا وهو ليس الدولة الاخيرة بالتأكيد فهناك اليابان والمانيا وتركيا والبحرين لكن الاختلاف هو ان العراق وضعه محتلا من قبل أمريكا ويعني أن عزيمة مفاوضه مختلفة بسبب الضغوط التي سيواجهها من امريكا وعلى العراقي لا ينتظر أن تقدم له مسودة للمناقشة عليها والمصادقة بعد ذالك بعد تعديلاته عليها بل عليه هو الآخر ان يقدم مسودته التي يؤمن بها حد التمسك وبوطنه ويفاوض على نقاطها وكأنه هو بالوضع المنتصر والمستغني عنها كما تشير تلك الدلالات على الارض.
ان تجربة العراق اليوم والتي هي مصدر حسد وقلق للأخرين تستدعي من بعض الدول الحاسدة والقلقة التدخل أما لتقويض او لمناصرة هذه التجربة وعلى العراق ان يضع غربالا ليفرز النوايا والوقائع التي تحيط به على الارض ..كذالك ان التناحر الداخلي بين القيادات السياسية العراقية وأتجاهاتها المختلفة لها تأثير على الوضع العام للعراق ومن هذا المنطلق يجب ان يوضع العراق نصب الاعين وليس المصالح الحزبية والمذهبية والاثنية والقومية هي التي تتحدث في هذ1المجال الخطير الذي سيترك على العراق واجيال العراق وعلى المدى المنظور و المتوسط تأثيرا واساسا لبناء صحيح او مشوه وأحتضان ولادات خالية من كل الأمراض والزوائد السرطانية التي ستنخر الجسد العراقي مستقبلا ..
العراق وحده في المفاوضات وليس لغير العراق وجود في تلك الاتفاقية وفائدة العراق هي الاولى والاخيرة وسيلعن التاريخ كل من تفاوض على حساب وطنه وعراقيته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء سجن المحامية التونسية سنية الدهماني؟ | هاشتاغات مع


.. ا?كثر شيء تحبه بيسان إسماعيل في خطيبها محمود ماهر ????




.. غزة : هل توترت العلاقة بين مصر وإسرائيل ؟ • فرانس 24 / FRANC


.. الأسلحةُ الأميركية إلى إسرائيل.. تَخبّطٌ في العلن ودعمٌ مؤكد




.. غزة.. ماذا بعد؟ | معارك ومواجهات ضارية تخوضها المقاومة ضد قو