الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطريق إلى البيت الابيض

حسين علي الحمداني

2008 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


مهما تكن نتائج الانتخابات الأمريكية القادمة في تشرين ثاني القادم فإن واحدة من أهم نتائجها سوف يكون بقاء التواجد الأمريكي في العراق، وهو الأمر الذي تسعى إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جورج دبليو بوش عبر الإسراع بتوقيع الاتفاقية الأمنية مع العراق وتوقيع هذه الاتفاقية يحرر الرئيس الأمريكي القادم سواء كان من الجمهورين أو الديمقراطين من تبعيات التواجد الامريكي في العراق كما هو التواجد الامريكي في العديد من دول العالم . والمتابع للحملات الانتخابية في الولايات المتحدة سيجد ثمة تلميحات من كلا المرشحين للبقاء في العراق على أساس أن أمريكا لم تأت للعراق كي تنسحب لأن قرار الحرب على العراق لم يكن قرار الرئيس بوش بمفرده بقدر ما هو قرار الإدارة الأمريكية خاصة اذا ما عرفنا إن قانون تحرير العراق سن في عهد الرئيس الامريكي الديمقراطي بيل كلنتون،
المرشح الجمهوري جون ماكين الذي أعلن عن استعداده للبقاء في العراق لمائة سنة أخرى فإنه لن يكون متلهفا للخروج من العراق كما يتصور البعض ويحاول مقارنته بمنهج الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون الذي كان أكثر المرشحين الأمريكيين تشددا إزاء الحرب في فيتنام، ولكنه كان الرجل في النهاية الذي تفاوض مع فيتنام الشمالية آنذاك، وعقد الاتفاق معها، وسحب القوات الأمريكية في النهاية. هنا فإن ماكين لن يفعل ما فعله نيكسون من قبل في تصعيد الحرب واستخدام القوة إذا كان ذلك ضروريا لإقناع الآخرين في المنطقة وكل الأشرار من وجهة النظر الأمريكية بأن الولايات المتحدة ليست في عجلة من أمرها وأنها لا تتخذ قراراتها من موقع الهزيمة. أما اوباما الذي يبدو في حملاته الانتخابية متحمسا لسحب جنود أمريكا من العراق كما تنقل وسائل الإعلام إلا انه في ذات الوقت يحرص في نطاق حملته للوصول إلى البيت الأبيض بزيارة الجنود الأمريكان في العراق وأفغانستان , والعراق بالذات ورقة رابحة في سباق الوصول للبيت الأبيض . ومهما تكن برامج كلا المرشحين فان ثمة طرف ثالث أكثر أهمية من مرشحي الرئاسة الأمريكية وهذا الطرف هو الحكومة العراقية التي حققت نجاحات كبيرة على المستوى الأمني تبعه نجاح اقتصادي وصولا إلى نجاح دبلوماسي تمثل في افتتاح الكثير من السفارات لدول عديدة في مقدمتها الدول العربية التي ربما لازالت لم تفق من صدمة سقوط نظام الدكتاتورية في العراق. وهذه النقطة بالذات جعلت إدارة الرئيس الأمريكي الحالي بوش تفكر مليا بالكثير من الخيارات من اجل تحقيق مكاسب سياسية تؤمن طريق عودة العراق لحاضنته العربية خاصة وان أمريكا أدركت إن العرب لا يجيدون التعامل مع النظم السياسية الديمقراطية بحكم طبيعة أنظمتهم (الشمولية) وبالتالي فان وجود نظام ديمقراطي في العراق قائم على مبدأ الانتخابات الحرة ربما يكون غريبا وغير مقبولا في عالم تتحكم فيه القرارات الفردية وبالتالي وجدت واشنطن إن من مصلحتها ومصلحة العراق معا أن لا تتدخل (على أقل تقدير )في حملات الحكومة العراقية في تنظيف الشارع العراقي من بؤر الإرهاب ومساعدة الحكومة العراقية في فرض هيبة القانون بشكل سليم وصحيح يؤمن عراق مستقر قبل موسم الانتخابات الأمريكية .
كل هذا تزامن معه تحرك عراقي ذكي نحو المحيط العربي ومحاولة عراقية تحسب لحكومة السيد المالكي في احتواء حتى الأزمات المفتعلة من قبل بعض العرب تجاه العراق ومحاولة إيجاد الحلول لها خاصة وان اغلبها اقتصادية بحتة تتعلق بشؤون اللاجئين العراقيين في هذه الدول ومحاولة فتح الأسواق العراقية أمام بضائعها أو الاستفادة من موانئها أو معاودة تصدير النفط العراقي بأسعار تفضيلية كما هو الشأن مع المملكة الأردنية الهاشمية. يضاف الى ذلك محاولة العراق الجادة لتطمين جيرانه بان العراق لا يمكن أن يكون قاعدة لضرب دول الجوار من قبل أمريكا أو غيرها وهذا بالتأكيد ما حمله السيد المالكي في زيارته لطهران خاصة وان العراق قد أعلن صراحة أنه لا يسمح بأن يكون العراق مسرحا لتصفية الحسابات الدولية بين أمريكا وخصومها , وبالتالي فان هذه الخطوات عززت بالتأكيد من ثقة الجوار العراقي بالحكومة المنتخبة في العراق.
من هنا نجد إن مرشحي الرئاسة في أمريكا وجدا أن ثمة أجواء جديدة قد برزت في العراق ومن أهمها بالتأكيد وجود حكومة عراقية قوية أقوى من ذي قبل قادرة على قيادة البلاد إلى حالة من الاستقرار الأمني متزامن مع خطة إعمار كبير وكبيرة جدا وهذا بالتأكيد سينعكس على الناخب الأمريكي الذي لم يعد تواجد قوات بلده في العراق يشكل عبء عليه وان حاول الأعلام (القومي العربي) المراهنة على إن الأمريكان ضد إدارتهم في زج الجيش الأمريكي في حرب العراق ناسيا هذا (الإعلام) إن المواطن الأمريكي لا تهمه السياسة الخارجية لدولته طالما إنها تحقق مكاسب أمنية وسياسية واقتصادية للبلاد وبالتالي فإن (الإعلام العربي) يخطئ كثيرا عندما يحاول تشبيه حرب فيتنام بما يجري في العراق أو يحاول رسم سيناريوهات مستحيلة الحدوث لمرحلة ما بعد الانتخابات الأمريكية . وبصرف النظر عن نتيجة هذه الانتخابات ومن سيفوز بها فان الثوابت الأمريكية لا يمكن أن تتغير بتغير الرئيس الأمريكي .ولعل هذا ما يجب أن يدركه الكثير من الساسة والكتاب في العالم العربي الذين لا زالوا بعيدين كل البعد عن فهم أمريكا والتعامل معها وفهم أهدافها المعلنة منها والمخفية.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المناظرة بين بايدن وترامب.. ما أبرز الادعاءات المضللة بعد أد


.. العمال يحسمون الانتخابات قبل أن تبدأ، ونايجل فاراج يعود من ج




.. لماذا صوت الفرنسيون لحزب مارين لوبان -التجمع الوطني-؟


.. ما نسبة المشاركة المتوقعة في عموم أسكتلندا بالانتخابات المبك




.. لجنة أممية تتهم سلطات باكستان باحتجاز عمران خان -تعسفا-