الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب الايادي البيضاء

سامر خير احمد

2004 / 1 / 20
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


الرجل الذي ظل يأسرنا بنبله السياسي ومحاربته للفساد في الأردن حتى وهو في الموقع الوزاري، اسرنا قبل ايام بطيبة نفسه وحسن خلقه وتواضعه الجم حين لبى الدعوة لعقد حوار مفتوح معه في رابطة الكتاب حول قضايا الحياة السياسية والثقافية.
انه الدكتور عبدالرحيم ملحس، وزير الصحة الأردني الأسبق الذي كشف قضية الغذاء والدواء الفاسدين قبل نحو 10سنوات، والرجل الفاضل الذي يتطابق عمله مع قوله، والذي ما فتئ يقدم الصورة النموذجية للكيفية التي يجب ان يكون عليها السياسي أكان وزيرا ام نائبا، وقد خرجنا من اللقاء معه متسائلين عن سبب عزوفه عن تشكيل تيار وطني همّه محاربة الفساد وتطهير الحياة السياسية، يكون هو مركزه فيجمع بذلك -وبالاستفادة من سمعته الطيبة ومصداقيته غير القابلة للتشكيك- كثيرا من يبتعدون عن الحياة السياسية ادراكا للاجدواها الناتجة عن رفعها شعارات غير قابلة للتطبيق، ولا فاعليتها في المجتمع العياني الذي تنشط فيه.
حزب «الايادي البيضاء ومحاربة الفساد» هو الذي يمكن ان يمنح الحياة الحزبية/ السياسية شيئا من المصداقية، ويبث فيها روح العمل والانجاز الذي يستهدف خدمة الاوطان، فَيُقبل الناس عليها وتتحقق «التنمية السياسية» الحقيقية، ذلك ان الحياة السياسية ميتة لان الناس تعبوا من الكذب عليهم واستخدام طاقاتهم وحسهم الوطني المخلص لاغراض شخصية من «قادة» سياسيين ابتليت بهم الاوطان.
ازمة «القادة» الوطنيين في بلادنا تنحصر في احدى مشكلتين، اما انهم -وبسبب تجارب سابقة- باتوا فاقدي المصداقية، واما انهم يتنطعون لمسائل لا قبل لهم بها دون التفات للواقع المتأزم في الحياة السياسية والاجتماعية ومسائل الادارة العامة، ونحسب ان د.ملحس حر من كلتا المشكلتين، وهو بذلك بلا ازمة تمنعه من الخوض في العمل الجماعي النبيل، خاصة وهو اليوم ممثل للشعب، وفي موقع سياسي يؤهله لفعل شيء ما يتجاوز العمل الفردي.
تحتاج الحياة السياسية قائدا وطنيا يتمتع بمثل طهارة الدكتور ملحس، بحيث لا يختلف عليه اثنان بدل ترك الساحة للموتورين العصبويين الذين يعيثون في الارض فسادا، واذا كان الدكتور الفاضل يرى انه غير قادر على المزيد بعد كل هذا التاريخ الطيب فليس اقل من ان يكون رمزا لتيار وطني يحارب الفساد، ونقطة البداية والتنشيط للمتمردين الوجلين من عمل سياسي قد يكون بلا قيمة او معنى.
الحقيقة الاكيدة التي خرج بها اكثر من حضروا اللقاء ان د.ملحس لم يؤد كل ما عليه بعد فلا يزال مطلوبا منه تحويل تجربته الشخصية الى تجربة عامة فهؤلاء الذين انتخبوه احترموا فيه نبله السياسي، ولعلهم يودون ان يكونوا سياسيين نبلاء مثله!

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ترجح موسكو كفة البرهان في حربه ضد قوات الدعم السريع؟ | ال


.. مراسم إحياء الذكرى الـ80 لإنزال النورماندي: وصول الملك البري




.. كلمة ملك بريطانيا تشارلز الثالث في مراسم إحياء الذكرى الـ 80


.. إحياء الذكرى الثمانين لإنزال قوات الحلفاء في النورماندي




.. الإمارات: منفذ مالي لدول قابعة تحت العقوبات الغربية؟ • فرانس