الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سمفونية الاقدار

نبراس المعموري

2008 / 6 / 23
الادب والفن


في ليلة مظلمة وباردة جاءني هاجس غريب يحمل معه ضمأ الماضي وحرقة المستقبل وتساءلت في نفسي... لماذا تاتي هواجسنا في ليال مظلمة وبالذات عندما تكون باردة ؟؟ تساؤل يبحث عن جواب يروي الضمأ ويطفأ الحرقة ........اعيد ذاكرتي وافتش فيها عن الاسباب لعلي اجد ذلك الجواب وهاهو يأتي متأرجحا بين طفولة وصبا ومدرسة وشباب ومن ثم زواج ...قد يكون جوابا صحيحا عندما استرسل في ذكر مراحل عمر كل فرد فينا لكن هذا الاسترسال يقودنا الى افة كبيرة في مجتمعنا تجعلنا نظجر من لحظة ولادتنا ونحن نصرخ وبقينا للاسف نصرخ لكننا هذه المرة صراخنا غير مسموع فبيئتنا ومفكري عصرنا المميزون رسمو لنا قواعد ونصوص باتت لزاما لنا في كل خطواتنا ومن يتجاوز هذه النصوص اصبح خارجا عن القاعدة وشاذا ومنبوذا وبقينا نتعايش مع هذه النصوص دون ان نبحث عن التغيير هناك من اراد ان يغير لكن صوته ظل حبيس انفاسه فكلما اراد النطق جاء من يكبله ويعاقبه بحجة القانون الشرع العرف وبكل الاحوال صبت كل هذه الاشياء ضمن اطار الممنوع ..........في لقاء اجرته احدى الفضائيات مع الاستاذ جمال البنا قبل فترة قصيرة قال لو كل من وضع نصوصا وفتاوى ومن بينهم اخي المرحوم حسن البنا تمنع وتحذر وتوصي وتشدد في مرحلة مجتمعية سابقة واصبحت مخالفة لواقعنا الحالي واعيد مرة اخرى وعاش هذه الفترة وشهد التغيير والتطور العلمي والمجتمعي لتغيرت تصوراته ولكان اول من قال كلا لهذه الافكار البالية...........
كنت اشاهد التلفاز وانا سعيدة بان هناك من يعي ان مجتمعنا يجب ان يتغير وان يكون مؤهلا وعنصرا فاعلا في حياة المجتمع فلماذا هذا الاصرار على تكميم الافواه بحجة الممنوعات التي باتت غير مجدية ولعل بلدي العراق خير دليل على مأساة امتدت لسنين طويلة ...........علينا ان نعي اننا يجب ان نسعى الى التغيير وفي كافة المجالات وان نكون على قدر من المسؤولية فثقافة الخوف العنف الالتزام بأطر ولى عليها الدهر وبمسميات تحمل زيفا عبرت عنه التجربة المؤلمة التي احرقت الاخضر واليابس وجعلت من حياتنا سردابا مظلم من يريد السير يتعثر بالذي امامه اصبحت ثقافة الاموات وليس الاحياء، مشكلة عانا منها الكثير والتغيير يبدا من اول محيط لنا وهو البيت والعائلة ، المدنية السلوك المتحظر الاستعانة بالغير الاستماع للاخرين والثقة والتسامح ادوات لسلوك مدني يؤسس لقيم مجتمعية راقية بعيدة عن رموز او اشخاص يكونو هم المبجلين والناهين والمقرين لكل مجريات حياة الفرد فليالينا الباردة والمظلمة صارت افة تكسر العظام وتضعف الامل وتسحق الروح لنكسر هذا البرد القارص بصوتنا ووعينا باننا بشر متساوون في كوننا نجتمع تحت لواء مفردة الانسانية بغض النظر عن الدين والمذهب والعرق ...........قد اكون اطلت في الحديث في تشخيص مشكلتنا بما يحيطنا من افكار ومعتقدات لكن لابد من الاشارة من ان من ساهم في مد الحبل لهذه الامراض التي شكلت هما لايفارق الكثيرين هم الكارهين للحياة بشكلها الواقعي وصانعي العبودية واحتكار الغير ، و في استعراض لتاريخنا المجتمعي نجد ان هناك كثير من الاشياء الهجينة قد دخلت واستفحلت دون العمل على علاجها فهناك من كان يحمل العلاج لكنه كتف بايد غريبة او انه قد باع العلاج لغرض الانتفاع وقد شهدنا الان ماحصل على الساحة العربية قاطبة وفي مقدمتها العراق فمن امتلك العلاج طور الامراض لكي تكون صعبة الاستطباب وبدا بالشكل الصحيح بدا مع صرخة كل طفل ومع بلورة فكر كل فرد فينا ..........وبكل الاحوال لايجب ان نقف مكتوفي الايدي علينا ان نعالج انفسنا لاننا اموات في هذه الدنيا ما لم نعي من اين نبدا ؟واين نقف؟ لكي نشاهد ما صنعناه وما سيصنعه من بعدنا فسمفونية الاقدار لايمكن ان تقف عند مفردة القدر فلنغيرها ونجعلها سمفونية الحياة لمن يريد الحياة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة