الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذلك السلاح.. في إنتظار التسوية

عاصم بدرالدين

2008 / 6 / 23
الارهاب, الحرب والسلام


من المفترض أن تحل مشكلة الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية خلال الأسبوع المقبل، كما أشارت معظم الدوريات اللبنانية نقلاً عن مصادر لبنانية وإسرائيلية، كذلك فإن مسألة مزارع شبعا المحتلة دخلت في الطور الأخير من الحل، وهي ستوضع كما رشح من معلومات تحت وصاية الأمم المتحدة، مخرجة إياها من سطوة العدو الإسرائيلي، على أن تليها مرحلة لاحقة تسلم فيها هذه الأرض إلى السلطات الرسمية اللبنانية. وبعد هذين "الإنجازين" سيطلع علينا بعد "الأذكياء" ليسألوا: ماذا بعد تحرير مزارع شبعا؟ ماذا بعد تحرير الأسرى؟ إلى متى سيبقى سلاح حزب الله مستقلاً عن الشرعية اللبنانية؟ هذه الأسئلة هامة وجادة وضرورية ومباحة ومحقة، لكنها تنطوي على الكثير من الغباء (أو إستغباء الذات)، وهي لا تعدو كونها أسئلة إستنكارية لا تطلب جواباً، لا بل أصلاً تعرف الجواب السلبي الذي ستلقاه، مع ذلك فهي تطرحه لغاية إستفزاز حزب الله ومناكفته وإستجلاب الردود.

سؤال مطروح: إلى متى سلاح حزب الله؟ ما هي الغاية والهدف؟ حزب الله أعلن صراحةً، مؤخراً، أن مصير السلاح غير مرتبط بتحرير الأسرى وشبعا. ونحن، كلبنانيين خبرنا حزب الله طويلاً، نيقن تماماً أن هذا السلاح ومستقبله وحاضره غير مرتبط بتحرير الأسرى وشبعا. نعرف أن هذا السلاح صار "ما فوق لبناني"، والهدف منه "ما فوق تحريري"، لذلك لن نفاجئ حين يقول حزب الله عن طريق نوابه أنه لن يتخلى عن السلاح قريباً. ونعلم أيضاً أن هذا السلاح مرتبط بتسوية ما تحضر اليوم على المستوى الإقليمي، من إيران إلى سوريا وأميركا وإسرائيل. ويجب على اللبنانيين أن يعرفوا، أن حزب الله لم يأبه يوماً إلى تساؤلاتهم ولا هواجسهم وشكوكهم، فهو لا يراهم أساساً ولا يقيم لهم أي وزن، لأن همه أعلى مرتبة وشأناً من زواريب لبنانية سخيفة في رأيه. ولولا الحاجة الملحة والإضطرارية بعد الخروج السوري من لبنان الضابط للعوامل المساعدة على إستمرار العمل "المقاوم" لما دخل الحزب المشار إليه في السجالات مع بقية الأفرقاء اللبنانية محدودي الصلات والأهداف والتوجهات.

لم نرَ يوماً رئيس حزب محلي، لبناني كان أم عربي، يخاطب فئات وشخوص من دول أخرى ويملي عليهم توجهاتهم ومواقفهم وينصحهم ويوجههم كما يفعل السيد حسن نصرالله، وتحديداً في الخطاب الأخير الذي ألقاه بمناسبة الذكرى الثامنة على تحرير الجنوب في 26 من أيار الفائت في الضاحية الجنوبية لبيروت. حزب الله ليس لبنانياً فقط إنما هو شبكة إقليمية وربما دولية أيضاً. حزب الله موجود اليوم في العراق وكذا في فلسطين وفي سوريا وعلى تخوم الخليج العربي (أو الفارسي) وفي داخله. إنه حزب متعدد الجنسيات، إذا جاز التعبير، وما هو إلا فيصل في السياسة الإيرانية، وهو لاعب بارز فيها. لذلك علينا أن نمتنع عن طرح الأسئلة "الغبية" حول مصير سلاحه ودوره وهدفه، بإنتظار تلك التسوية.

هذه التسوية، قد تكون قريبة اليوم، وخصوصاً أن ما يحصل على مستوى المفاوضات السورية-الإسرائيلية برعاية تركية يشي بذلك، كذلك أحداث العراق المتسارعة توضح لنا هذا الأمر، فمقتدى الصدر حليف إيران الأول في العراق توقف في شكل جزئي عن مقاومته للإحتلال الإميركي، وإستطاع هذا الأخير الدخول إلى معقله الأصل "مدينة الصدر" من دون أي مقاومة تذكر، زد على ذلك الحوافز الأوروبية (سلة الحوافز) المقدمة لطهران كبديل عن برنامجها النووي والتي بدأت تلقى تقارب إيجابي بين الطرفين، وكل هذا يندرج في إطار الصفقة العتيدة. كما أن تصريحات فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السورية، حول نتائج نجاح المفاوضات الجارية حالياً بين سوريا وإسرائيل، تبرز إمكانية تبدل العلاقات الإيرانية-السورية، تالياً السورية-الحزب الإلهية، وينسحب هذا الأمر على دعوة الرئيس السوري بشار الأسد اللبنانيين إلى إتباع مسيرته في المفاوضات مع إسرائيل إلى إنتهاء دور هذا السلاح من وجهة النظر السورية في المرحلة اللاحقة.

عندما تتم هذه التسوية، وعندما تحصل الإمبراطورية الإيرانية على مآربها الإقليمية، وهي على الأغلب تقاسم النفوذ مع أميركا في العراق بشكل رسميّ (أعتقد أن زيارة نوري المالكي لطهران للبحث في شأن المعاهدة الأميركية-العراقية تأكيد لهذا الأمر)، كما هو الآن في شكل تواطئي بين البلدين، وعندما تعترف الولايات المتحدة الأميركية أن إيران شريك في إتخاذ كل القرارات المتعلقة بالمنطقة الصغيرة والكبيرة، وأنها صاحبة نفوذ فعال في التعقيد والحل، يصبح سلاح حزب الله منتهي الصلاحية والدور. والأمر نفسه بالنسبة للنظام السوري، فعودة الجولان والإعتراف الضمني العربي-والأميركي بأهمية سوريا كعامل محرك للسياسة اللبنانية وضابط لها سيعجل سقوط السلاح وحزبه بفرعه العسكري على الأقل.

لكن التسوية قد تكون بعيدة الآن، أو ربما قريبة لا أحد يعرف لكن هناك مساع ومفاوضات جارية ومستمرة وظاهرة للعيان. لكن هذا الأمر لن يتم دون إشكال إيراني سوري، حول النفوذ في لبنان أيضاً إلا إذا كان هنالك تقاسم مسبق للنفوذ. وهذا الصراع لن يكون لبنان، المُتصارع عليه، بمنأى عن كوارثه، كذلك فإن الأشهر الأخيرة للإدارة الأمريكية البوشية (بوش) المتهورة والهوجاء لا تنذر إلا بالشؤم حتى مع ضعفها. لذا على اللبنانيين أن لا يضيعوا أوقاتهم في التساؤل والتغابي، عليهم أن يعيشوا ويتعايشوا مع هذا السلاح بشيء من المهادنة، لأنهم مهما فعلوا خارج إطار تسوية إقليمية لن يفلحوا بنزع سلاح حزب الله (بالقوة) أو دمجه في الشرعية العسكرية اللبنانية أو ما يسمى بإستراتيجية دفاع وطنية، فهذا الأخير مستعدٌ ليستعمل السلاح من أجل الدفاع عنه (عن السلاح كما أشار أمينه العام)، في جدلية شمشونية بلهاء!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتماع مصري إسرائيلي أميركي مرتقب بشأن إعادة فتح معبر رفح| #


.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية لسكاي نيوز عربية: الكرة الآن




.. رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن أن نتنياهو سيلقي كلمة أمام ال


.. أربعة عشر متنافسا للوصرل إلى كرسي الرئاسة الإيرانية| #غرفة_ا




.. روسيا تواصل تقدمها على جبهة خاركيف وقد فقدت أوكرانيا أكثر من