الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرحلة معقدة...وهيكل أيديولوجي متخلف...وقدسية مزيفة...يالها من ورطة .!!!

جاسم محمد الحافظ

2008 / 6 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


إن إحداث أي تغيرات إقتصادية وإجتماعية ملموسة ، وإرساء أسس آفاق تحولات أكبر ، تقتضي قبل كل شيء الإدراك ، وكذا الإقرار ، بأن هناك طائفة من القوانين الأقتصادية والإجتماعية الموضوعية ، التي تفعل بمعزل عن رغبات السياسسين ، سواء كانوا رومانسيين حالمين اوطغاة مستبدين ، لذا فان الإعتراف بفعل هذه القوانيين ، يجنب المجتمع من مخاطر الركون الى القدرية والتخبط ويضع المخططين الإقتصاديين الإستراتيجيين وكذلك الإداريين أمام ضرورة البحث عن أفضل السبل لتوجيه وتنسيق مسارات التفاعل بين كل النظم الإقتصادية والإجتماعية ، وتنظيم وتوليف عناصر مواردها المادية والبشرية المتاحة في اللحظة التأريخية المحددة من مستوى تطور أي جماعة بشرية ، بشكل يظمن لها تحقيق ألأهداف العامة والأمنيات النهائية للناس وبأقل التضحيات الممكنة، وتعلمنا التجربة الإنسانية الغنية ، بأن شعوبآ كثيرة مرت بنفس الحالة التي نعيشها اليوم ، وإستطاعت تجاوزها بمهارة إختلفت درجات كفائتها بإختلاف مستوى الوعي السياسي للأحزاب والقوى المتصدرة لقيادة المجتمع ، وبمستوى وضوح الرؤى والقدرة على تحديد المسائل الملحة ، وأمكانية الإجابة عليها ، وكذالك إستعدادها لقبول إستحقاقات ونتائج التطور . وبناء على ما سبق وبفحص دقيق لتحليلآت أحزاب الإسلام السياسي وأساليب فهمهم للظواهر الإقتصادية والإجتماعية وتفسيرها ، يتبين لنا إن الهيكل الأديولوجي لهذه الأحزاب ، يقوم على إنكار أهمية تفاعل القوى والمصالح الإقتصادية والإجتماعية وحل تناقضاتها ، بما يفضي إلى إستحقاقات قانونية تتعارض مع قيم ومفاهيم درجت عليها العقيدة السياسية لهذه الأحزاب وقد خلق هذا الأمر بلبلة وتشويش كبيرين بسبب حجم نفوذهم في السلطة – لسؤ الحظ - مما شكل قيدآ كبيرآ على قدرة القوى الديمقراطية الحقيقية في لعب دور أكبر لصياغة دستور يمهد الطريق لإنشاء دولة ديمقراطية حديثة في العراق ، وبإختصار شديد سيبقى الأمر معقدآ هكذا ، ما لم تتسع وتتوطد وحدة القوى الديمقراطية ، وتصعد من كفاحها الوطني لرفع وعي الجماهير الشعبية وشحذ هممها للدفاع عن مصالحها الحيوية في الحياة الحرة الكريمة ، وفي وطن ناجز الإستقلال ، فصل الدين فيه عن الدولة فصلآ كاملآ .
إن إنشغال هذه الأحزاب في تحقيق مصالحها الأنانية الضيقة ، والثراء الفاحش وغير المشروع لقياداتها ، وإنتشار الفساد الإداري ، وإتساع دائرة الفقر وتردي الخدمات العامة ، والفشل في تحريك عجلة الإقتصاد الوطني وتحويل البلآد الى سوق إستهلاكية لموردي البضائع الأجنبية ، قد أسقط عنها شرعية الإدعاء بتمثيل الفقراء والدفاع عن مصالحهم ، وصار من السهل إلحاق الهزيمة بمشروعها السياسي - الممهد للإستبداد والتخلف الإقتصادي والإجتماعي - لإخراج البلاد من هذه الورطة ، التي وقع الفقراء في شراكها ومعهم كل الفئات الإجتماعية الأخرى . لأسباب معروفة للجميع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تتقرب سوريا من الغرب على حساب علاقتها التاريخية مع طهران؟


.. حماس: جهود التوصل لوقف إطلاق النار عادت إلى المربع الأول




.. هل تنجح إدارة بايدن في كبح جماح حكومة نتنياهو؟


.. الجيش يوسع عملياته العسكرية على مناطق متفرقة بشمال قطاع غزة




.. مقتل العشرات في فيضانات جرفت قرى بولاية بغلان بأفغانستان