الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نايف حواتمة: عدنا نناضل من أجل ما كان ممكناً قبل 60 عاماً ! ...

نايف حواتمة

2008 / 6 / 23
مقابلات و حوارات


وصف نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية الجارية بالعبثية، بعد مرور 17 عاماً على بدء ماراثون المفاوضات، وقال إن الشعب الفلسطيني بعد مرور 60 عاماً على نكبته قد عاد للمربع الصفر، ويطالب الآن بما كان ممكناً قبل 60 عاماً، ووصف العلاقة المتأزمة بين فتح وحماس بأنها صراع فئوي محدود وضيق على المصالح الشخصية والآنية، وهي علاقة تضرب القضية الفلسطينية في العمق، ولذلك طرحت الجبهة الديمقراطية عدة مبادرات متتالية للخروج من هذا النفق المظلم، وألقى باللائمة على التدخلات الخارجية في زيادة تأزيم الموقف، وإلى نص الحوار مع القيادي الفلسطيني البارز أثناء زيارته الأخيرة للقاهرة.
س1: بداية أنت في زيارة للقاهرة الآن لمشاركة الطلبة الفلسطينيين بـ "نادي القدس" بالجامعة الأمريكية احتفالهم بذكرى مرور 28 عاماً على "يوم الأرض" الفلسطيني، فكيف تستعيد هذه الذكرى وسط تواريخ النكبة الفلسطينية منذ بدأت حتى اليوم ؟
القضية الفلسطينية تطرح نفسها على كل الشعوب، فنحن شعب تحت الاحتلال ونناضل من أجل حقنا في الحياة والوجود، ونحن شعب صغير تعداده عشرة ملايين تقريباً، كان يعيش على أرض فلسطين التاريخية قبل قرار التقسيم ومساحتها 28 ألف كيلو متر مربع، وحين قامت إسرائيل على مساحة 22 ألف كيلو متر مربع، أي نحو 77% من أرضنا التاريخية، ولم تترك لنا إلا الـ 23% الباقية.
قرار التقسيم في سنة 1947 أعطى إسرائيل 55.5% معظمها صحراء النقب، وبدلاً من الالتزام بقرار التقسيم كسرته وقامت على مساحة 77% من فلسطين التاريخية وبمساعدة بريطانيا حاولت إلغاء وجود الشعب الفلسطيني، وعندما اندلعت حرب سنة 1948 وُزعت الأرض الفلسطينية بين "إسرائيل" والدول العربية المجاورة، وبقي فقط قطاع غزة يشكل عنواناً لقضيتنا، والآن نمرّ بالذكرى الستين لنكبتنا، عدنا نناضل من أجل ما كان ممكناً قبل 60 عاماً، وعدنا نناضل من أجل حق شعبنا في الوجود والحرية وتقرير المصير، وبناء دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين وفقاً للقرار الصادر عن الأمم المتحدة رقم 194.
إن "إسرائيل" تحتل أرضنا بالقدس والضفة وقطاع غزة منذ أربعون عاماً، ومع عدوانها في 5 حزيران/ يونيو 1967؛ كما احتلت سيناء المصرية والجولان السورية، ونحن ندعو لسلام شامل متوازن بين "إسرائيل" والدول العربية حسب قرارات الأمم المتحدة، ومبدأ "الأرض مقابل السلام"، وإعادة الأراضي المحتلة في 5 حزيران/ يونيو 1967، وفي ذكرى "يوم الأرض" نتذكر أن الصراع الحقيقي على الأرض، وأن "إسرائيل" تواصل سياستها الاستعمارية الاستيطانية لرسم حدود أخرى لها خارج كل القرارات الدولية، فهي تكسر تلك القرارات وتدوس عليها، وقد نهض شعبنا لمقاومة المحتل منذ العام 1967، ولكن "إسرائيل" تواصل الحصار على شعبنا، البري والجوي والبحري، وقد انتفضت غزة لكسر هذا الاحتلال القاسي والمؤلم والشامل، ولا يزال شعبنا يعاني يومياً من القتل والاغتيالات والاعتقالات، وقد نالت كل شعوب عالم الجنوب استقلالها وحريتها عدا الشعب الفلسطيني، فلم ينتزع حقه بالحرية وتقرير المصير بعد !.
س2: بِمَ تصف مسار المفاوضات الجارية بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" ؟ وهل ترى أنها أنجزت شيئاً لصالح الشعب الفلسطيني ؟
أربعون عاماً من المقاومة مرت على بدء المقاومة السياسية والشعبية والعسكرية المسلحة، و"إسرائيل" تعطل كل قرارات الأمم المتحدة، قرارات الرباعية الدولية وخارطة الطريق. لقد مرَّ 17 عاماً على بدء المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية؛ منذ أكتوبر/ تشرين الأول 1991، وعقد "مؤتمر السلام" في مدريد بإسبانيا، ثم استمرت حتى "مؤتمر أنابوليس" للوصول لحل شامل، ولا تزال المفاوضات عبثية ومتعثرة، ولا تفتح على بناء طريق للسلام المتوازن، الأمر الآخر أن المفاوضات تركز على قضايا جزئية وصغيرة وحكومة أولمرت ترفض المفاوضات الشاملة على القضايا الرئيسية مثل القدس، اللاجئين، الحدود، الاستيطان، المياه، والأمن والسلام والأسرى !
وعلى سبيل المثال فإن اللاجئين يشكلون 62% من شعبنا الفلسطيني، والمفاوضات الجارية على قضايا جزئية، ولن تصل بنا لحل شامل وسلام متوازن بنهاية 2008، كما وعد الرئيس الأمريكي جورج بوش. ومن المحزن أن أصف الإدارة الأمريكية الحالية بالمنحازة لحكومة إسرائيل، بدلاً من أن تكون قوة سلام متوازنة لتنفيذ الوعود التي قدمتها للفلسطينيين، وبحسب قرارات الشرعية الدولية، نجدها تقف في صف إسرائيل في النهاية، وتمارس الضغط على المفاوض الفلسطيني بالمقابل.
س3: لكن بيان أنابوليس بين بوش ومحمود عباس وأولمرت وعد بالوصول للحل قبل نهاية العام 2008 ؟
البيان تلاه بوش وتوافق عليه محمود عباس وأولمرت، وهو بيان لا يلتزم بالوصول لسلام شامل في نهاية عام 2008، بل ينص على بذل الجهد للوصول لحل في سقف عام 2008، ومرَّ الآن سبعة أشهر على بدء العام ولا تزال المفاوضات تدور في المربع الصفر.
المفاوضات بدون تقدم بل عبثية، وحتى المعابر ليست بيدنا، بيد الاحتلال الإسرائيلي من برية وبحرية وجوية، وصار نحو 4 ملايين فلسطيني بالضفة وقطاع غزة والقدس تحت حصار الاحتلال الإسرائيلي.
س4: كيف يبدأ الحل أو حلحلة هذا الوضع الذي يبدو أنه "حركة بالمكان دون تحرك للأمام" ؟
إذا لم تضغط الإدارة الأمريكية على حكومة أولمرت، فلا أعتقد بإمكانية الوصول لسلام شامل في نهاية 2008، وسنبقى في سياسة "الباب الدوار". وعود أمريكية باستمرار واستيطان إسرائيلي وقد نشط الاستيطان بعد "أنابوليس"، عشرة آلاف وحدة سكنية جديدة وإسرائيل تواصل سياسة فرض الأمر الواقع أيضاً عبر الاستمرار في بناء الجدار العازل، ولا ننسى أن بوش وعد بدولة فلسطينية مستقلة في 2003، وقال ستكون واقعاً في سقف حزيران/ يونيو 2005، وجميع وعوده ذهبت بلا طائل.

س5: ماذا عن الرباعية الدولية بمشاركة الاتحاد الأوروبي وروسيا .
الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة لا يستطيعون فعل شيء، ولا القيام بدور فاعل أو تطبيق "خارطة الطريق" التي سبق أن وافقوا عليها، والنتيجة أن كل الوعود والقرارات معطلة، والاستيطان متواصل في القدس والضفة كي تفرض "إسرائيل" حدوداً جديدة توسعية بالمستقبل.
س6: كيف تقبلون كفصيل يساري تاريخي وواحد أبرز الـ 17 فصيلاً فلسطينياً أن تستمر حالة الصراع بين فتح وحماس على هذه الصورة الدموية والمدمرة للقضية برمتها ؟
هذه الحالة زادت آلامنا آلاماً، والانقسام بين فتح وحماس مُدمر بالفعل، ونحن نناضل من أجل بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية بين جميع قوى الشعب الفلسطيني، رغم تعدد إيديولوجياتها، وندعو لعقد حوار وطني فلسطيني شامل وفقاً لقرارات "إعلان القاهرة" في 2005، وبرنامج "وثيقة الوفاق الوطني" في غزة، والتي وقع عليها ممثلو جميع الفصائل الفلسطينية في يونيو/ حزيران 2006، والبرنامج يدعو لديمقراطية تعددية في الصف الفلسطيني، وإجراء انتخابات جديدة بحسب التمثيل النسبي الكامل، وحق شعبنا في مقاومة الاحتلال، حيث لا تزال الدبابات الإسرائيلية داخل بيوتنا في القدس والضفة وغزة، وعلينا أن نعيد بناء الوحدة الفلسطينية ونتطلع لتضامنكم مع شعبنا الضعيف وكل قوى السلام المتوازن بالعالم.
س7: ما هو تصورك للخروج من الوضع الحالي ؟
حتى هذه الثانية طريق الحوار بين فتح وحماس مسدود، ولم تنجح المبادرات الفلسطينية التي تقدمنا بها وتقدمت بها القوى الوطنية، وانتهت المبادرة السعودية التي أسفرت إلى الحرب الأهلية والانقلابات السياسية والعسكرية على الوحدة الوطنية ووثيقة الوفاق الوطني (حزيران/ يونيو 2006).
ولم تنجح المبادرة اليمنية الأخيرة، ولا حل للخروج من هذا المصير المدمر، إلا بحوار شامل على الأرض الفلسطينية تشارك فيه كل القوى وعلى أساس "إعلان القاهرة" و "وثيقة الوفاق الوطني" بغزة، وقد سبق لكل القوى أن وقعت على الإعلان والوثيقة.
س8: بما فيها الفصائل الإسلامية كالجهاد والحركة الإسلامية ؟
نعم كل القوى تؤمن بأن الوحدة تشمل الجميع وكل التيارات الوطنية بما فيها المنظمات الإسلامية السياسية حماس والجهاد، فكلنا تحت الحصار، وكلنا لنا مصلحة بالخلاص من الاحتلال والاستيطان.
س9: برأيك لماذا تفشل مبادرات المصالحة بين "فتح" و "حماس" في كل مرة ؟
بسبب الضغوط المتعددة على كل من "حماس" و"فتح" لتعميق الانقسام، فالإدارة الأمريكية تضغط على محمود عباس ودول عربية وشرق أوسطية تضغط على "حماس"، والحل يبدأ برفض الضغوط والتدخلات الخارجية بالشؤون الفلسطينية الداخلية والعودة للحوار الوطني الشامل. لقد وصل الحال لاستخدام السلاح بين "فتح وحماس"، ولا حل إلا بالجلوس على مائدة المفاوضات، لأن الخاسر الأكبر الشعب الفلسطيني، والمستفيد الوحيد من استمرار الانقسام هي "إسرائيل".
س10: ألم تقدم الجبهة الديمقراطية مبادرة للحل ؟
قدمنا 4 مبادرات إلى الآن ومنذ 4 يوليو/ تموز 2006 وبعد 20 يوماً فقط من الاقتتال بين "فتح وحماس" على قاعدة "إعلان القاهرة" و "وثيقة الوفاق الوطني" بغزة، والمبادرة المشتركة بين الديمقراطية والشعبية في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2007، و"المبادرة الثلاثية" الجديدة في 6 ديسمبر/ كانون الأول 2007، والآن وافقت 9 فصائل فلسطينية على مبادرة الجبهتين الديمقراطية والشعبية، وخلال أيام سنبدأ حملات شعبية في الوطن والشتات، وبدأت الآن 18 ـ 19/6/2008 بالمؤتمر الشعبي العام في قطاع غزة.
لقد جربت "فتح" منذ 10 سنوات وعبر 9 حكومات منذ العام 1994 ـ 1996 حتى العام 2006 وفشلت وانهارت السلطة، ثم كانت "الحكومة العاشرة" لحماس من مارس/ آذار حتى يونيو/ حزيران 2006، وانهارت تحت شعار الإسلام السياسي وفشلت، كما انهار "اتفاق المحاصصة" بين "فتح وحماس" على تقاسم السلطة والنفوذ بينهما، لأنه قام على احتكار ثنائي للسلطة، ودخلت "حماس" مع "فتح" في 7 جولات اقتتال داخلي، ومحمود عباس ضعيف، و"فتح" مفككة، و"حماس" انقلبت على برنامج وثيقة الوفاق الوطني، ولا تحمل مشروعاً سياسياً محدداً، وقد فوضت محمود عباس بكل العمل السياسي في "اتفاق مكة"، والخاسر الأكبر شعبنا الفلسطيني وأرضنا التي صارت أشبه "بقطعة الجبن السويسري"، ولا مكان فيها لدولة فلسطينية مستقلة.
س11: إذا كان حال الانقسام على ما هو عليه من تمسك كل طرف في "فتح وحماس" بموقفه لماذا لا تفضحون أنتم وبقية الفصائل الأجندة الخفية لكلتيهما إن وجدت، وتواجهون الشعب الفلسطيني بالحقائق العارية دون مواربة ؟
فضح المواقف لم يحن بعد، وإلا زادت الانقسامات حدة لأن حجم الضغوط والتدخلات الخارجية رهيب جداً، ولنا قدوة في "النموذج اللبناني" الذي صار منغمساً لسنوات بتدخلات الخارج، ولبنان دولة مستقلة ذات سيادة، في حين أننا لا نزال شعباً تحت الاحتلال لم ينل استقلاله وحريته بعد، وعموماً أنا متفائل في حالة واحدة فقط؛ أن يتم التوصل لاتفاق وطني شامل، ويتم وضع آليات التطبيق بالتفصيل، ويتم أيضاً منع التدخل الخارجي، وأن ينحني الجميع للمصلحة الوطنية الفلسطينية، وألا يركب رأسه من أجل النفوذ والسلطة والمصالح الفئوية الضيقة. وحدتنا الوطنية هي الطريق للخلاص من الاحتلال والاستعمار، هذا هو درس التاريخ من جميع حركات التحرر الوطني، ولا يمكن لفصيل واحد أن ينجز الحرية والاستقلال وتقرير المصير لشعبنا.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ