الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعيدا عن الشيوعية، قريبا من الحياة..!-2- تحية وفاء إلى هيركي...!*

محسن صابط الجيلاوي

2008 / 6 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مكان بعيد ومجهول من هذه الأرض، منزو لا تعرفه الخرائط، ولم يخط أو يكتب عنه التاريخ شيئا، لكنه دخل الزمن والحياة والأحلام والمتناقضات والصراع من باب غير متوقع وغير مخطط له، فعندما تغزو الدكتاتورية ببشاعتها كل شيء، يصبح كل شيء ممكنا وقابلا للحدث أيضا..!

هيركي على الحدود تماما ..موشحة بالاخضرار والحجر والأشجار الباسقة ووادي يخترقه الماء جنوبا..قلنا: هناك العراق قادم قويا معافى ولكن..!؟

فتيةُ من المدن الحديثة إلى مجهول الحجر والأرض والحدود والتخلف والإمراض والعيشة البدائية....!

على تخوم مسلاتها الحجرية وعزلتها اكتشفت( أنا وغيري ) معنى الحياة، والعلاقات، وسعة الحلم، وعلو الوطن...!

هناك...
تعرفت على الأصدقاء الشهداء الجميلين ، أبو ندى ابن الناصرية الحالم ، أبو محمد ابن السماوة ( جذاب دولبني الوكت بمحبتك ) أغنيته الأثيرة ، الشهيد سليم الهادئ المليء عزما ، الشهيد الصحفي صلاح ألساعدي وحكايات النسيان ..
تعرفت على صديق العمر أبو ادراك ..
تعرفت على العليين البصراويين أبو بدر وأبو جواد..
تعرفت على صديقي وخصمي أحيانا الفنان جاسم خلف..

هناك تعرفت على أبو سرمد ، وعلي بديوي ، وأبو انعام ، وأبو سامان ، وأبو كمر والمرحوم ابن البصرة أبو جنان ، والفنان الفطري أبو وسام ، وأبو مسار ، وأبو ولاء ،وعائدة ، ومها ، وأم جواد ، وهشام ، وشاكر ، وتوفيق يزيدي ، وكامل الوديع ، وسلام، وأبو فاطمة ، وأبو زهير.. والعشرات من الفتية العراقيين الجسورين الذين أنجبهم العراق..!

نعم اختلفنا وشهدت حياتنا نقاشات صاخبة أحيانا لكننا لم نختلف على حب بعضنا البعض...!

هناك كان أيضا كان للنظام رجاله، هناك كان الجواسيس أمثال ....... وغيرهم..وعندما أقول غيرهم يعني هناك المزيد ( لم يُكشف حد اللحظة للأسف ) ، جمعهم أبو طالب ( وحزبه) لكي يخترقوا حياتنا وأحلامنا وطموحاتنا وليشنوا حروبهم ضدنا عبر اغتصاب الحزب ومنظمته عبر إشاعة كل رديء وعفن ولا إنساني ، حروبهم كانت عبر إشاعة النميمة والخلاف والحصار والحرب النفسية وتفتيت جمال وحدتنا وضحكاتنا وبراءتنا وشعورنا بأننا سعداء بحياتنا الجديدة القائمة على معاني الحب والنضال والوحدة والصمود رغم علاتها وصعوباتها..!

اشعر اليوم بفخر انني أول من حاول فضح ...... عسى أن تتذكر الأخت الغالية (أم امجد ) رسالتي التي بعثتها لها بهذا الصدد ، وفي نوزنك حدثت المرحوم ثابت حبيب العاني ( أبو ماهر ) وغيره عن سلوكيات هذا الرجل المشبوهة ، لكن لم يسمع أحد لأنهم يعتبروننا صغارا على كشف ( بعران ) المناصب الحزبية...ذلك كلفني صحتي وراحتي وحرب غير شريفة ضدي وضد غيري من شبيبة هيركي...!

هيركي مر على أرضها وغرفها الطينية مئات من الأنصار البواسل، وهم يعودون وينتشرون في أرض الوطن..

معهم كانت الأحلام والرسائل والأغاني وقصص الحب.....

هيركي شهدت حب وولادات وشهداء وأحياء كانوا فوق الزمن الرديء ، وبأرواحهم وبأجسادهم ودمائهم كتبوا ملحمة مجتمع صغير وفقير وبسيط ولكن ملئ بالإرادة والتحدي والاخوة..!

مر علي البعض العابر( ترانسيت ) ولكن رفضته ونفضته سريعا..!

هيركي أرادت أن تؤسس حزبا نظيفا وحرا وشريفا ، فيها اجبرنا أبو طالب ومنظمته على انتخاب من يقود سريتنا من أمراء فصائل وحظائر ، طرح أبو طالب مرشحي الحزب ونحن طرحنا من يمثلنا ، لم يفز أي مرشح أراده ..تلك كانت هي الممارسة الوحيدة والأخيرة في كوردستان حسب علمي ، فقد خطئها الحزب لاحقا جملة وتفصيلا ، لأنهم يخافون الحرية والديمقراطية ، لأنها ستؤسس لحزب آخر تماما سيلغي البعض حتما وسيحاصر دوغما الايدولوجيا التي تحارب الإنسان وخياراته في المقام الأول..!

هيركي قرأت لوركا ، وغوركي ، وناظم حكمت ، وايلوار ، وماركس ، ولينين ، وسعدي يوسف ، وماركيز ، وريستوس ، وكافكا ، وتوليستوي ، وهمنغواي ، وسعد الله ونوس ،وشمران الياسري ، قرأت بنهم كل شيء على شحته ، لكنها قراءة مليئة بالتأمل وروعة الاكتشاف ، ففي مدرستها التضامنية وبعزائمنا المشتركة تصلب البعض واشتد عودهم وأدواتهم في الحياة وفي العمل وفي الإبداع لهذا أصبح لهم شان اليوم رغم أنف كل إقصائي أراد أن تمر الأشياء من خرم الحزب وصناعته الهشة ..كنا ننطلق للحياة وللأفق المفتوح وهذه أشياء تتعارض تماما مع فرض المساطر وتغييب الحقيقة..فيها كبرنا وعرفنا معنى الحياة، فيها كبرت الأسئلة عن معنى وجودنا وشكل نضالنا وانتمائنا...!

لكل ذلك حالوا تشويه مسعانا وتشتيتنا...!

عند عتباتها ظهرت أول مجلة ثقافية ..!

عندها صدحت أغاني ودبكات ، وكتبت قصائد وقصص ،وأُشعلت مواقد وليالي صاخبة ...!

عندها كانت الورود البرية تزدهر عبيرا وشذا وتألقا..!

(هيركي ) كنت حينها شابا غضا قليل التجربة ، أعترف أنها علمتني وأعطتني الكثير....!

كتبت يوما
هيركي
هُناكَ ماء وخضرة ووحدة قاسية
هُناكَ أصدقاء ورفاقٌ وحاقدونَ
هُناكَ خداعٌ وحقيقةٌ
هُناك أشجارٌ تطاولُ السَّماء
أبو مُحمَّد، أبو ندى، سَليمُ الرائع
هُناكَ شيء مني يسافرُ جنوباً
هُناكَ روحي أَبداً باقيةٌ...!

* قاعدة للأنصار الشيوعيين في كوردستان تقع على الحدود العراقية التركية تماما....













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا