الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع القاص المغربي محمد البوزيدي: التلوث الأدبي سمة النقد في العالم العربي

محمد البوزيدي

2008 / 6 / 26
مقابلات و حوارات


النقد في عالمنا العربي دائما مدان ومتهم، ولا تثبت براءته أبدا.. فإن كتب الناقد اتهم بالتحيز حينا أو المعاداة حينا آخر، وإن لاذ بالصمت صار متعاليا وإقصائيا.. والضحية دائما هو النص، لأن النقد والإبداع وجهان لعملة واحدة. ضيفنا في هذا الحوار هو القاص المغربي محمد البوزيدي.
حاوره: هشام بن الشاوي

- يتهم النقاد دوما بإهمال النصوص الحقيقية والتركيز على أسماء معينة حتى تكاد تتخيل أن النقاد يتنافسون في ما بينهم في تناولهم للنص المحتفى به لكاتب لا تنقصه الشهرة ولا جوقة مطبلين كلما نشر كتابا جديدا، في حين نجد كتابات وأسماء لا يكتب عنها سطر واحد... لماذا؟

- طبيعي جدا أن الناقد إنسان له أحاسيس ومشاعر ومواقف مختلفة وتتحكم فيه علاقات خاصة قد تحدد طبيعة العمل الإبداعي الذي يتناوله بالدراسة، وبديهي جدا أن المقال النقدي قد يتناول النص، وقد يتناول صاحبه لكن في نظري يجب التركيز على تناول الإبداع مهما كانت بغض النظر عن شخصية الكاتب. كما أن بعض النقاد مثلما المبدعين أنفسهم يحاولون التقرب من أسماء معينة لخلفيات لا علاقة لها بالإبداع، وقد ندرج هذا الأمر ضمن ما قد يمكن أن نطلق عليه بالتلوث الأدبي الذي يعد سمة النقد في العالم العربي، فالكثير من الأسماء صنعها الإعلام ولو كانت نصوصها تافهة، والعديد من المبدعين أعدمهم النقد بتجاهلهم أو بمهاجمتهم ولو كانت نصوصهم في مستوى عميق،ولا أزال أذكر تصريحا للكاتبة ليلى الشافعي في برامج مشارف أكدت فيه أنها توقفت عن أي إصدار جديد لأن النقد تجاهل مجموعتها القصصية الوحيدة ولم يكتب عنها سوى في جريدتين أو ثلاث. إن هذا الحكم رغم كونه نسبي جدا قد لا ينطبق على أغلب النقاد لأن الأمر يطرح على النقد ضرورة التصدي للإبداع وتناوله من جميع الجوانب، وفي هذا الإطار يحق لنا أن نفتخر ببعض النقاد المغاربة الذين يشجعون الإبداع دوما.

- قال الدكتور جابر عصفور ما معناه أنه تخلى عن كتابة الرواية لأنه أدرك أنه لن يكون الروائي الأول. هل الناقد مبدع فاشل؟

-لا أعتبر ذلك بل إن الناقد لا يمكنه أن يصل لمرتبة تذوق النصوص والكتابة حولها إذا لم يتعاطى للكتابة من قبل، فالنقد درجة ثانية من الإبداع .

- يلجأ بعض النقاد لا سيما في المغرب إلى استعراض ثقافتهم النقدية واستظهار الأفكار المعلبة الجاهزة سلفا. ألا تساهم هذه القراءات في (تنفير) القارئ العادي من النقد ويجني بالتالي على تلك الرواية أو الديوان الشعري،حين يحس هذا القارئ أنه مثل تلميذ يُستبلد إزاء مقررات مدرسية متجهمة ؟

- من المؤسف أن النصوص قد تخضع قسريا لقوالب نظرية جاهزة لتحليلها ،ويستدعي الأمر الذهاب بعيدا في التنظير وإسقاطه على الإبداع مما قد يؤدي إلى الإطناب وأحيانا يفقد القارئ متعة تذوق العمل الإبداعي، لكن في نفس الوقت فالنقد يجب أن ينضبط لقواعد خاصة ولا يبقى مرتعا لكل من هب ودب، فالأمر لا يعدو في نظري استبلادا للقارئ بل إتباعا لتقنيات خاصة في التحليل يجب عدم تكثيفها.

- هل الناقد خصم المبدع؟

- لا أعتبر الناقد خصما للمبدع، فالإثنان يتكاملان فيما بينهما، فلا نقد بدون إبداع ولا قيمة لإبداع بدون نقد، وإذا كان تناول النص قد يصل أحيانا لدرجة التهجم أو التجاهل، ففي نظري هذا يؤكد على قيمة الإبداع لأنه هذا الأخير ليس منزها أو مقدسا، لهذا يجب على المبدع أن يتقبل جميع وجهات النظر، فالنص بعد إنتاجه يستقل عن صاحبه كما يؤكد رولان بارث ويصبح ذاتا مستقلة يتواصل معه الجميع بغض النظر عن صاحبه.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يمكن قراءة تصريحات بايدن حول اعترافه لأول مرة بقتل قنابل


.. بايدن: القنابل التي قدمتها أمريكا وأوقفتها الآن استخدمت في ق




.. الشعلة الأولمبية.. الرئيس ماكرون يرغب في حقه من النجاح • فرا


.. بايدن: أعمل مع الدول العربية المستعدة للمساعدة في الانتقال ل




.. مشاهد من حريق ضخم اندلع في مصنع لمحطات شحن السيارات الكهربائ