الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمن الملاعب الرياضية في خطر

طارق الحارس

2004 / 1 / 21
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


التفجيرات الارهابية مستمرة ، اليوم هنا وغدا هناك . العدو واضح المعالم وأهدافه واضحة وضوح الشمس فهو أما أن يكون من الفئة الفاسدة والمستفيدة من النظام السابق أو من الفئة الطائفية الغادرة التي تدعي الاسلام والاسلام بريء منها ، أما الهدف فهو أبناء الشعب العراقي ( الخائن ) من وجهة نظرهم ، هذا الشعب الذي يستحق الموت لأنه لم يساند المجرمين والطغاة والقتلة .

التفجيرات مستمرة والضحية المواطن العراقي فالبارحة سقط الشرطي العراقي اثر تفجير في مركز شرطة ، وقبله سقط أطفالنا اثر تفجير مدرسة ابتدائية ، وأمام ضريح الامام علي سقط رمز من رموزنا الكبار ومعه العشرات من المصلين العراقيين ، واليوم يسقط عدد آخر من العراقيين الذين كانوا في طريقهم الى طلب الرزق ولقمة العيش .

على بركة الله انطلق الدوري العراقي ومن المؤكد أن الجمهور الرياضي العراقي متعطش جدا لمشاهدة نجومه من لاعبي كرة القدم ومتعطش لمشاهدة ملاعبه بعد أن تطهرت من حضور المقبور ( عدي ) وأذنابه . نحن على يقين تام أن الجهات المختصة قد أخذت بنظر الاعتبار الجانب الأمني لملاعبنا قبل البدء ببطولة الدوري فقد سمعنا عن اجتماعات عديدة قد حصلت بين الجهات المعنية لحماية الملاعب الرياضية ، مع هذا فان القلق بدأ ينتابني ، إذ بالرغم من الاجراءات الأمنية المشددة التي تتخذها وزارة الداخلية وقوات التحالف لحماية الدوائر الحكومية والمنشآت الرسمية وغير الرسمية فقد تمكن الأعداء من الوصول الى هدفهم وهو المواطن العراقي وفي بعض الأحيان بسهولة لا تصدق .

لقد بات واضحا للجميع أن العدو لايفرق بين مدرسة أو جامع أو دائرة حكومية فالمهم لديه الوصول الى الهدف وبما أن الملاعب ستمتلأ بهذا الهدف لذلك علينا أن ننتبه فربما ستكون العملية الاجرامية القادمة في أحد الملاعب الرياضية التي تقام عليها مباريات الدوري .

علينا أن نكون واقعيين في كلامنا فلا وقت لدينا للمجاملة والشعارات والتصريحات الرنانة فقد شبعنا منها ، أكلت وشربت معنا لمدة خمسة وثلاثين عاما ، علينا أن نقول الحقيقة حتى لو كانت مزعجة لبعضنا لأن أرواح ابنائنا أغلى بكثير من انزعاج البعض منا . الحقيقة هي أن العدو بدأ يسجل أهدافه في الأيام الأخيرة بدقة اجرامية لافتة للنظر ، لقد بدأ يختار الأماكن المزدحمة بالعراقيين وأعتقد أنه يفكر الآن بالملاعب فهي مزدحمة دائما بالعراقيين وهذا هو المطلوب في تفكيره الاجرامي ولهذا أجد أن علينا أن نحترس ونفكر ألف مرة قبل أن نقرر البدء بأي نشاط ، لاسيما في المجال الرياضي الذي يزدحم فيه الناس .

لا أريد بهذا الكلام أن أدعو الى تأجيل الحياة بحجة الخوف على أبناء العراق من أعداء الله والانسانية لأنني أعلم أن ثمن الحرية باهض وعلينا نحن العراقيين بالذات أن ندفع ثمنا باهضا جدا من أجل نيل حريتنا التي سلبت ودمرت عشرات الأعوام ، لكنني أدعو من خلال ذلك الى الحذر والحذر الشديد . أن دعوتي هذه لا تخص الشرطة العراقية وقوات التحالف حسب ، بل أنها تشمل المواطنين العراقيين كلهم لأنهم هم المستهدفون لاغيرهم .

نحن على يقين أن جهودا كبيرة من أطراف عديدة تبذل لوقف الجرائم التي يقترفها الأوغاد ، لكن يبدو أنها غير كافية والدليل أن النزيف لازال مستمرا ، لذا علينا أن نبذل المزيد من الجهد ، علينا أن نساعد بعضنا البعض .

هنا على ما نعتقد تقع مسؤولية أخرى على عاتق المواطن العراقي تتمثل هذه المسؤولية في أن يكون له دور مباشر وحقيقي في وقف الجرائم التي تقترف بحقه ، عليه أن يعي هذه الحقيقة ولا يترك الأمر على عاتق الشرطة العراقية أو قوات التحالف .

أكرر ماذهبت اليه وهو أن دعوتي هذه لا أريد بها وقف الحياة ، لكن أدعو الى أن تكون بداية الحياة بلا دماء جديدة تنزف من أوردة وشرايين أبناء العراق ، إذ يكفي ما نزفنا من دماء غالية ويكفي أن أمهاتنا ماتت دون أن تنزع الملابس السوداء التي لبستها حزنا على الأبناء والأزواج .

دعونا نحافظ على أمن ملاعبنا الرياضية فهي في خطر حقيقي وعلينا أن ننتبه بجدية عالية فالكارثة ان وقعت لا سامح الله قد تكون مرعبة هذه المرة .

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حُرم من حلمه والنتيجة صادمة ونهاية حب مأساوية بسبب الغيرة! ت


.. إيران تلغي جميع الرحلات الجوية.. هل اقتربت الضربة الإسرائيلي




.. ميقاتي لسكاي نيوز عربية: نطالب بتطبيق القرار 1701 وأتعهد بتع


.. نشرة إيجاز - مقتل شرطية إسرائيلية وإصابات في بئر السبع




.. اللواء فايز الدويري والعميد إلياس حنا يحللان المعارك الضارية