الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة العلمانية الديموقراطية ( ) حوار اخر

خالد عبد القادر احمد

2008 / 6 / 24
ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين


لا نستهدف من استمرار الحوار مع مقولة الدولة العلمانية الديموقراطية المطروحة كحل للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني تسخيف هذه المقولة او الحط من شان التعامل معها طالما انها , ليست مجرد فكرة , بل تسعى الى ان تتحول الى خط تنظيمي جماهيري ( موحد) في الواقعين الفلسطيني والاسرائيلي , وبالنسبة لي ومن منطلق الايمان الراسخ بمقولة الدولة الفلسطينية المستقلة , فان ذلك لا يمنع ان ارى لقاءا مرحليا معها , لذلك انا ادعو القائمين عليها ( اذا لم يتم بالفعل ) الى تجسيد فكرتهم بصورة مادية كخط نضالي تنظيمي جماهيري
لقد تحدد الاتجاه اذن , مما يطرح القابلية النضالية لتحدي البدء ؟ حيث ان التجمع على اساس الفكرة المستند الى حرية التعامل معها . يختلف حتما عن التعامل معها من شرط الالتزام المنتظم الضروري لخلق وحدة اتجاه في حركة التجمع والاتجاه كقوة منظمة لنشر الفكرة بين الجماهير واقناعها بها وخلق الاستعداد لدى الجماهير للنضال لنصرتها والدفاع عنها
وحيث ان التغيير السياسي هو جوهر مطلب فكرة الدولة العلمانية الديموقراطية فلا بد وهذه الحال ان يكون التجسيد المادي للفكرة بصورتها المنظمة هو ( الحزب , او, المنظمة , ...الخ). ليس هذا فحسب وانما يجب ان يكون له ايضا اسما معبرا عن التقاط مسار التطور الذي يبرهن على مرحلية محددة وضرورة المهمة النضالية وطبيعة التجسيد المادي للقوة التي تتصدى لانجاز المهمة
ولنضرب مثلا لذلك : فليكن
طبيعة القوة......التعريف القومي................تحديد المرحلة..................طبيعة المهمة
• حركة...........الاسرائيلية......................الديموقراطية...................للسلام
حزب........... الفلسطينية......................العلمانية.......................للتقدم والازدهار
منظمة..........الاسرائيلية الفلسطينية...........الديموقراطية العلمانية..........للحياة المشتركة
• تجمع...........الفلسطينية الاسرائيلية...........العلمانية الديموقراطية..........للتغيير
• رابطة للتغيير السياسي
للتغيير الاجتماعي
اما الخطوة الاخرى التي ارى ضرورة لانجازها , فهي تتعلق بالاسانيد النظرية التي تثبت ليس الضرورة التاريخية او المرحلية فحسب لميلاد الفكرة وضرورة التجسيد المادي لها كقوة نضالية بل ايضا الضرورة من حيث التوقيت , فلا يخفى عليكم ان هذه المطالبة العلمانية الديموقراطية انما تاتي في ظل
• ميزان قوى عالمي يختل بشدة لصالح الاستعمار العالمي ويعمل ضد الاطراف والنشاطات الاقليمية ( الاستقلالية )
• في ظل صراع وتجاذب اقليمي لا يقل ضراوة وتخريبا عن جموح القوى الاستعمارية العالمية
• في ظل صراع شوفيني اسرائيلي فلسطيني من موقع السيادة والسيطرة الاجتماعية
• في ظل طابع زائف لديموقراطية غير حقيقية تستند في الواقع الى سيطرة العسكرتاريا في كلا الجانبين / مؤسسة الجيش عالي الامتيازات في الجانب الاسرائيلي / ومؤسسة الامن في السلطة الفلسطينية , واذا كانت مهمة الجيش الاسرائيلي ( القومية لا العالمية ) حماية عملية تجريد الفلسطينيين من ملكيتهم والقضاء المبرم على قدرتهم على المطالبة بها , والحصول في مقابل ذلك على نصيب الاسد من هذه العملية ومن الاسناد المالي الاستعماري العالمي لاسرائيل , فان السلطة / كما ترون انتم / توظف مؤسستها الامنية لسلب ونهب ما يتبقى من مدخرات فلسطينية وفرص استثمار مضللة بالاحاسيس الوطنية
ان طبيعة هذا التوقيت اذن تفرض شروطها على تقديركم السياسي وبالتالي تقديركم الامني , فهي اذن تفرض شروطها على صيغتكم التنظيمية وحسها الامني لتتجه بها الى تقليص حجم الجسم التنظيمي في ظل شرط رفع كفائته وفاعليته النضالية ( صورة الحزب ) المعادي لسلطة والمطالب بالتغيير السياسي
ان ما يسند هذا الاستنتاج هو ما سيتعرض له جسمكم التنظيمي من حركة اهتزاز مستمرة في حجمه وقدرته والتي ستتاتى حتما عن اعتماد اي صيغة غير حزبية للتنظيم , وهي بالتالي لن تنتهي إلا ان تكون ذات طابع مؤقت موسمي لا يمتلك الاساس الذي يمكن اعتمادا عليه حدوث حجم نضالي ثابت النمو في حده الادنى على الاقل , او ان تتحدى تعرضها لتامر الشوفينيات الاسرائيلية والفلسطينية وانهاكها لها والتي لن تحجم عن توظيف مؤسساتها المختصة لهذا الهدف
كذلك فان ضرورة وجودكم في حياة الصراع الاسرائيلي الفلسطيني لم تكن ضرورة تطور تاريخية بل ضرورة سياسية ارادية معبرة عن امل انساني له شفافيته الخاصة يستهدف رفع المعاناة عن الفلسطينيين ووقف التكلفة الاسرائيلية واعادة توظيف هذه المنجزات في اتجاه حركة واحد للارتقاء والازدهار , لكنه لا يخلو ايضا من المتاعب النضالية
ان ما سبق توضيحه ( ولكم حرية الاخذ به او رفضه ) سينعكس ولا شك على نظامكم الداخلي وهو المكثف للوعي النظري السياسي وعامل تجسيده المادي والمؤسس الموضوعي لشروطه الامنية والمحدد للسعة الديموقراطية ومركزية الالتزام بما يتفق عليه داخليا وكل ذلك ينعكس في مجالين محددين في بنية التنظيم
الاول شروط العضوية
الثاني البنية الهيكلية للتنظيم ,
فكيف يمكن لكل ما سبق ان ينعكس بصورة ايجابية بهما ؟
ان قراءة في تاريخ التجربة الثورية عالميا توضح ان كل التجارب الناجحة اخذت بمجموع ما اشرنا اليه سابقا ان خلال تصديها للمهمة الوطنية او المهمة الديموقراطية , مع ملاحظة شدة وضوح المسافة بين المهمتين ونقاط تقاطعها ايضا , ولكن في خصوصية الوضع المقترح حله بالعلمانية الديموقراطية نجد اختلافا جذريا يتمثل في الحجم الكبير للتقاطع بين المهمة الديموقراطية والمهمة الوطنية وموضوعية ذلك ترجع الى الاختلاط العرقي المقترح لتركيبة القوى النضالية والهدف النضالي والذي لا بد له وان يبدأ من نقطة سلوكية عالية جدا تتمثل في التخلي عن الانتماء والولاء العرقي وخصوصية تجسدها في الواقع والعلاقات السياسية ( لا التاريخية ) التي تبلورت عن هذا التقاطع
في التجربة المنسجمة في الخبرة الثورية العالمية , كانت صيغة التحالف الاجتماعي في انجاز المهمة , اما ان تكون فوق طبقية تتصدى لانجاز المهمة الوطنية , او صيغة تحالف طبقية تتصدى لانجاز المهمة الديموقراطية عبر مواجهة هذا التحالف لسيطرة الطبقة المسيطرة اجتماعيا وبقايا طبقات قديمة والدولة البيروقراطية وكيلة واداة الطبقة المسيطرة , لكن ان على الصعيد الوطني او على الصعيد الديموقراطي , كانت التحالفات هي بين طبقات تطورت تاريخيا بصورة طبيعية في المجتمع القومي نفسه , بل كانت ايضا الاهداف النضالية تستهدف دفع مسار التطور القومي الى الامام بحكم معرفة اتجاه مساره التاريخي , ولم يكن اعتراض مسار التطور الديموقراطي بالمهمة الوطنية إلا مؤقتا طارئا يستهدف ازالة الاحتلال كمعيق طاريء . والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو, ما هو الاساس التاريخي لضرورة التحالف العرقي وما هو المحتوى الطبقي الذي يحويه كل عرق على حدة , واين هو ( ما عدا الضرورة السياسية ) التقاء المصالح الاقتصادي الذي يجمع بينها والى اين يتجه تاريخيا ؟
ان الضرورة السياسية هي ضرورة غير استراتيجية في عرف المسار التاريخي بل ذات طابع مؤقت ويتسم بالانتهازية في اغلب الحالات وينتهي الى استعادة الصراع بين حلفاء الامس , فاذا لم يكن هذا هو مصير هذا الشعار النضالي , فان من المهمة النظرية للقوة التنظيمية المجسدة للشعار ان تقدم براهينها النظرية حول الضرورة والقدرة على الاستمرار , واظن ان الاخوة او الرفاق في الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لديهم القدرة على ذلك ولهذا نحن بانتظار التقدم من قبلهم خطوة الى الامام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن|فيديوهات مرعبة! هل انتقلت البلاد إل


.. مصابون في قصف من مسيّرة إسرائيلية غرب رفح




.. سحب لقاح أسترازينكا من جميع أنحاء العالم.. والشركة تبرر: الأ


.. اللجنة الدولية للصليب الأحمر: اجتياح رفح سيؤدي لنتائج كارثية




.. نائبة جمهورية تسعى للإطاحة برئيس -النواب الأميركي-.. وديمقرا