الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نجلاء صبري..... غرف القلب ... وإنعاش الثقافة

محمد العبيدي

2008 / 6 / 25
الادب والفن



غرف القلب وحواديت الملحمة
وبينها شيء ينتفض
المايم * ورقصة الخلاص
قصة لن تكتمل النهاية
التألّه وغبش ملائكة الوطن
للمتزوج الواقع في براثن الإحساس البكر
إنها نجلاء صبري، من ارض النيل، شاعرة وقاصة وكاتبة...تولد 1979
في هذه البدايات لابد من إيضاح جانب مهم ، في كتابة الشعر هو الرفض المطلق الذي يتحد فيه ا لعلم والعقل والنظام ، وإذا كان الرفض غاية في الذات يصبح عبئا على المتلقي ويكون الرفض واضحا، لان أدوات التوازن فقدت السيطرة وبالتالي يكون المتلقي قد أسرف في الخضوع لسيطرة العلم ، والعقل والنظام وبهذا لم تتحقق أدوات الشعر بصورتها المبنية وفق أسس مفهومة .
وليس في وسع هذه المقالة تتبع الآثار التي تركتها الشاعرة ، ولكن حينما ندرس علاقة الشعر المعاصر بالبيئة لايقتصر على بيئة معينة رغم التفاوت في التقييم والانفتاح الكبير على مشكلات الإنسان المعقدة ، وإنني اعتبر فنون الشعر هي لغة النخبة من المثقفين والكتاب كون الشاعر لديه القدرة على تفجر الوعي الداخلي عند المتلقي على نحو ، لم يحرزه الشاعر إلا بمقاييس تعتمد على القانون الشعري المتوازن بتأثيرات المقدار اللغوي والمضادات باتجاه محاولات انتكاس للوعي الذي يمتلكه الشاعر ومن ثم استخدام القوة السلطوية لفرض هيمنة الكلمات الشعرية التي تحارب التعقيدات في البيئة .
( نجلاء صبري).. تقول في غرف القلب حواديت الملحمة:
أنتِ هناك ، فلتأتي
اتبعي صوتي، حيثُ الأيام ملونة ،
هيا فلنذهب حيث المرسى حيث اللوحة
حيث الحجرات تحتاج من يعبرها
من ينفض منها رائحة غبار السنوات
من يشعل ضحكةً أو يوقدُ يوماً أغنية
من يسكنها
أو يوقظ حتى رفات الموتى.
من يشبع ظمأ الأرواح قبل الأجساد

يرى الكاتب هناك اعتمادات تعتمد بها الشاعرة على التحطيم ، المرتبط بالإخافة لمن لايتصور أو لايقدر التصور مهما كانت النتائج وهي تخشى إلى درجة الرعب من رفات الموتى وبالتالي هذا التحدي يؤكد إنسانية الكلمات فيما تعنيه دون وجود وشاح على الوجه، حالات الإشباع مقدرة على ماهو وراء الغيب ، هذه احد السمات البارزة في أشعار ( نجلاء صبري) ولكن كيف استطيع أنا المتلقي أن اخفف من الوقعة الفكرية من الخيال من العاطفة من وجدانية التكوين المرتبط بمفردات البيئة لابد علي ان احتال على التفسيرات والتوجيهات ، ولكن هل تقبل الشاعرة أن ادخل حربا خاسرة لأفكارها وهي تريد ان تنعش القلب في مركز إنعاش الثقافة .
اتركها وأنا لم أصل إلى نتيجة واذهب إلى:
وبينها شيء ينتفض
وهي تستوحي من جبران باقتباسات جعلت من مقالتها القيمة الوحيدة في ان تربط عمق النوم بدموع القلب قبل ان تجتاحها اليقظة،هذا المنطلق التلازمي للعاطفة والوجدان بقيت على حالها وفي اعتقادي هذه الاعادات هو البحث عن التلاقي والاختلاف ، والاقتباس من شيء معين ليس بالشيء السلبي وإنما عملية تلاقح ناجحة تعطي في المعنى والتشكيل من الكلمات المؤثرة عوامل إبراز لفكرة مفهوم المعاصرة والحداثة على الرغم من التداخل مابين اقتباسات جبرا ومابين واقعية ( نجلاء صبري) والتي تقول في أجمل ماكتبت: هل تعلم يا منية الفؤاد، من يهبني سره لأحوله إلى يقين سأمنحه قُبلة من ذاتي ، سأتلذذ بمنحه هبة من الإنسانية تجعله يرفع وجهه للسماء دائما ويبتسم
لاحظ التبادلات بالأفكار هي عادات إنسانية ، ضمن مقولات ضرورية كون الشاعرة تبحث عن بعض الهزات لنفسها إنها تتجلى على صعيد العادات ونمط الحياة وماهو يومي وهذا مارا يته في هذا المقال هناك مميزات تموجت بالأشكال والمضامين وتغيرت في مواجهات ثوابت التقليد ، إنها أصبحت تعبيرا عن تقليدات منبثقة من سياق ربما أزمة الشعر ، أزمة الثقافة ولكني أريد أن اشخص الحالات العرضية عندها وهي بالإمكان تقودني إلى الحلول ، وان تجعل أول مفاتيح الإجابة في يدي.
الناقد في الفنون التشكيلة يدرك كثيرا الآثار المتمثلة في انفجارات العمل الفني كأثر واضح للإدراك وهو بالتأكيد علامة للاختلافات، وولادة العمل الفني هو عملية مخاض والشعر وكتابة القصة والمقالة لها نظام مختلف ، هنا النتيجة تكون مختلفة تماما في النقد حركة الاختلاف تكون من حصة الناقد وعملية اجتهاده لان يشير مرة أخرى إلى لب الموضوع واذهب إلى قول الرسام ( فان كوخ) ليقول (( في الرسم توجد الحقيقة)).
( نجلاء صبري) في : المايم * ورقصة الخلاص
كتبتي خمسة أشكال للوصول إلى الحقيقةوجعلتي من كاتب المقال أن يأخذ قسطا من الراحة بعد قراءة كل واحدة من المقالات وبعدها قمت بتسجيل الإحساسات الخام التي جاءت بها بمعزل عن السردي والمشخص والمحدود، وجدت هناك اراهاصات معقدة في كل مقالة من المقالات الخمسة الخاصة ب : المايم ورقصة الخلاص وجعلت منها حجزا لكل العلامات ومرجع مزعج للفكر ولان وعي الشعر بذاته دائما يجعلنا ننطلق في أحاسيس ومشاعر وكذلك القصة والمقالة والرواية شانهم شان الموسيقى لاتهزم ادراكاتنا في الفن ولا اسمح ل( نجلاء صبري ) ان تهزم ادراكاتها الواعية ولا نجعلها طافية على سطح الكلمات فقط وإنما نعلمها الإدراك للوصول إلى النتائج التي بدت قريبة منها ، في أن تكون في يوم ما في مصاف كتاب الشعر والقصة والرواية.
ومن يدرس الشعر لاتخطيء عيناه في أن يعدل بوصلة الاتجاه أو ناظور الشعر نحو التصوف ولان الاتجاه الصوفي كان في يوم ما من ابرز ملامح الشعر الحديث وهذا راجع ربما إلى عوامل التقدم والتراجع في صياغة الأفكار ومن ثم ترتيب الكلمات وهنا أريد أن التقي بالمعني في مقالتي في : التألّه وغبش ملائكة الوطن
هنا وجدت نفسي في حزن عام لأني لم أجد رمزا للجواب الذي يعود لي مثقلا بالخسارة وبعدها أحسست بالغربة والضياع والنفي وأردت أن أعكف على نفسي رموز مثقلة ووجدت هناك ارتياح واضح من ( نجلاء صبري) وهي تذهب إلى عالم التأله ، عالم الملائكة والخلود هذه ضمن صوفيات الحلول الكونية وهو أن تعانق الكاتبة الكون وليس الملائكة ربما كان أجمل من تكشف المنطقة، الشبحية التي يلوذ بها كل شعراء الأمة ويحتمون من جبروت الكلمات والتخلص من الصدمات العاطفية المهيأة للإخفاق .
الإعلاء من شان الظمأ النفسي لمعانقة الواقع مطلوب ومع إن الكتابة تيار كبير فان لكل واحد هناك طريقة خاصة تحدد أسباب الاتصال والاتجاه المستمر بالحالة النفسية ومن ثم ظمأ إلى الحب والارتياح بعد حزن طويل الذي لم يأتي بثمرة مرجوة وجدت هذا في: قصة لن تكتمل النهاية
وفعلا لم اكتمل النهاية مع ( نجلاء صبري) محمد العبيدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل