الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ردا على الرئيس صالح : اليمن انتقل من نظام امامي الى نظام امامي آخر ...

محمد كليبي

2008 / 6 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


طالعنا الرئيس اليمني / علي عبدالله صالح في لقاء مع صحيفة ( نيويورك تايمز ) , وكعادته , بجملة من العبارات المعروفة لنا كيمنيين , والمستهلكة منذ خمسين عاما - في حديثه عن النظام الملكي الامامي السابق في اليمن , وفي معرض هجومه على المعارضة الطائفية المسلحة في الشمال التي يتهمها باعتناق الأيدولوجية الملكية الامامية - واصفا ذلك النظام بالمذهبي والمتخلف والبائد والثيوقراطي (لم يستخدم الرئيس صالح مصطلح الثيوقراطي لانه لا يعرفه بالتأكيد , فهو لا يملك الثقافة السياسية ولا يجيد فن الخطابة رغم مرور ثلاثون عاما على توليه عرش الجمهورية , ولكنه استخدم توصيفا للمصطلح بقوله أن النظام الامامي السابق كان يحكم اليمن مستندا الى حق الهي ) ؟
وأنا أتفق تماما مع الرئيس صالح في هجومه على النظام الامامي السابق , فقد كان حقا نظاما ثيوقراطيا كهنوتيا متخلفا , سجن اليمن واليمنيين داخل قوقعة من وطن ! . لكنني في المقابل أعتقد أننا في اليمن قد تحولنا من نظام ملكي امامي الى نظام ملكي امامي آخر . وهذا الاعتقاد يستند الى المبررات التالية

أولا : أن اليمن يعيش " وهم " الجمهورية . وهو نفس الوهم في عديد البلدان العالمثالثية ان لم يكن جميعها . وبمقارنة النظام الجمهو-ملكي الحالي مع النظام الملكي السابق فان الملك كان يتولى الحكم حتى وفاته أو قتله , فلا مجال في ذلك النظام للتداول السلمي للسلطة . ومع ذلك فقد كان هذا الوضع وضعا مشروعا باعتباره نظاما ملكيا قائما على الحكم الفردي و على حكم الأسرة الواحدة . وفي النظام الجمهو-ملكي الحالي ظل نفس الوضع قائما , فرئيس اليمن يحكم حتى يموت أويقتل أوينفى , فلا مجال (أيضا) للتداول السلمي للسلطة . ثم - وهو الأهم - أن النظام الجمهوري , والمفترض أنه نظاما ديمقراطيا كذلك , لا يتماشا مع أن يظل الرئيس رئيسا لمدة ثلاثون عاما قابلة للزيادة . ونصر مع ذلك عل اعتباره نظاما جمهوريا . ومن السخرية أكثر اعتباره نظاما ديمقراطيا !!!؟؟

ثانيا : أن النظام الملكي الامامي السابق كان نظاما طبقيا . نظاما قائما على الطبقية الاجتماعية . فالمجتمع مقسم الى طبقات أربع : الطبقة الأولى هي طبق السادة , آل البيت ! , وهي الطبقة الحاكمة . ثم طبقة المشائخ , وهم زعماء ورؤساء القبائل اليمنية , ويمثلون السند العسكري للنظام , بالاضافة الى أنهم يحكمون قبائلهم ومناطقهم . ثم الطبقة الثالثة , وهي طبقة العامة / القبائل . وأخيرا طبقة " المنبوذين " , لأنهم منبوذين اجتماعيا . وهم على قسمين : الأول أصحاب بعض المهن . والثاني السود . وفي النظام الجمهو-ملكي الحالي لا زال الوضع الطبقي على حاله , لم يتغير - رغم أن الدستور اليمني ينص على " القضاء على التمييز بين الطبقات " !؟ , ورغم محاولات جادة وقوية للرئيس السابق / ابراهيم الحمدي الذي كان يحمل مشروعا تقدميا - فلا زالت الطبقية الاجتماعية في اليمن مزدهرة !؟ بدعم وتشجيع من السلطة . مع بعض التعديلات طبعا , حيث قويت طبقة المشائخ على حساب طبقة السادة , مع بقاء الوضع للطبقتين الأخريين على حاله . وما يؤسف له أن النظام الحالي يكرس الطبقية الاجتماعية من خلال عنصرين مهمين : الأول يتمثل في تكريس ثقافة المشيخة سياسيا واعلاميا من خلال المناصب القيادية للولة . والثاني يتمثل في انشاء مؤسسة " رسمية " !؟ تسمى " مصلحة شؤون القبائل " , هذه المؤسسة الطبقية الرسمية مهمتها وعملها صرف مرتبات شهرية لطبقة المشائخ في اليمن !!!!؟؟؟؟ ومن المؤسف أيضا أن النهج الطبقي الاجتماعي تعمم الى الجنوب اليمني الذي كان قد تخلص من تلك الوضعية قبل الوحدة .

ثالثا : كان النظام الملكي الامامي السابق ينتهج سياسة محاربة المذاهب الدينية الأخرى المخالفة أو المغايرة لمذهب النظام ( المذهب الشيعي الزيدي ) . فلم تكن للمذاهب الأخرى - ومنها المذهب الشافعي الأكثر أتباعا في اليمن - حرية العمل والنشاط العلني . ومع النظام الجمهو-ملكي الحالي تمارس الحرب على المذاهب ولكن بصورة عكسية . فيحارب المذهب الزيدي بالدرجة الأولى , ومذاهب اليمن الأخرى - الشافعي والاسماعيلي - بالدرجة الثانية . في سبيل تغلغل مذاهب جديدة على اليمن هي المذاهب الأصولية المتطرفة كالسلفية والوهابية . وما الحرب الدائرة حاليا في شمال اليمن الا احدى تجليات الصراعات المذهبية . وأنا هنا لا أتهم الدولة اليمنية الرسمية بحرب المذاهب , ولكنني في ذات الوقت أدعي أن الدولة " تغض الطرف " عن هذه الحرب , ربما لحسابات سياسية .

وفي الأخير , ينصح الرئيس صالح ابنه - في رده على الاتهام الموجه اليه بالسعي الى توريث الحكم في اليمن - بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة , لأن حكم اليمن صعب ويشبه الرقص على رؤوس الثعابين - بحسب تعبيره - . انني أشفق على الرئيس صالح من الرقص على رؤوس اليمنيين , أقصد الثعابين , لثلاثين عاما ؟؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-