الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دماء القومية البغيضة

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2008 / 6 / 26
الادب والفن


القومية ، هى من اعز الاشياء لدى الانسان فى أى شعب من الشعوب 0
وهى فضيلة تدفع المنتمى إليها إلى محاولة أن يرتقى ببلده : اقتصادياً ، وسياسياً ، وروحياً ، ودينياً 0
وعندما تنكر قومية من القوميات على كافة الشعوب كل قومياتهم ،
ولا تعترف إلا بنفسها فقط 00
فتثير الحروب والقلاقل ، وتدفع إلى ظلم الآخرين ، وسلب حقوقهم والاستيلاء على املاكهم ،
واغتيال قادتهم ، وارتكاب كل جريمة فى تحقيق المطامع التوسعية 00
فهى تمسى : عنصرية شيطانية اجرامية 0
وتاريخنا الارضى ، يئن من مثل هذه القوميات التى نادت بمثل هذه الشعارات :
00 " شعب الله المختار " 0
00 " خير أمة اخرجت إلى الناس " 0
00 " سمو الجنس الآرى " 0
،000،000،000
فأنبتت زعماء خالدين فى سجل الاشرار 00
ولدوا حاملين لعنة الوراثة ،
وساندتهم أبواق غبية ، جعلتهم يجمحون فى كبريائهم ؛ لاجل اشباع قسوتهم 0
لو تخيلنا كل واحد منهم : لم يعمل شيئاً آخر فى حياته سوى كتابة اسماء ضحاياه الابرياء ، لما اتسعت حياته كلها لكى يفرغ من ذلك !
قوميات عمياء ، تأكل حتى ابناءها 00:
00ألم يعلقوا السيد المسيح على صليب العار والموت ؛ لأنه نظر إلى ما وراء تخوم الأمة اليهودية ؟!
00 ألم يسق سقراط كأس الموت بحجة أنه يعمل ضد الروح القومية الوطنية ؟!
00 ألم توضع اسماء : طاغور ، وغاندى ، واينشتين ، ورومان رولان ، وغيرهم ، فى رأس القائمة السوداء ؛ لأنهم كانوا يشنون الحرب على الحرب ؟!
00 وألم يلحق بهم كل الذين تفتقت أذهانهم نوراً وخيراً ، فوضعوا على شفاة شعبهم وهم على أعتاب قبرهم : قوة غير عادية ليصلوا بإتضاع لأعدائهم ؟!
،000،000،000
أن كل الذين يعانون تحت مواطىء الطائفية البغيضة ،
يتطلعون بأمل إلى بزوغ زعماء يتولون مسئولياتهم : الأخلاقية ، والاجتماعية ، والدينية ،
بروح متصوفة وثابة تطلع كالنور من وراء المشرق ، برسالة ثائرة فى نفس تضطرم بنار الغيرة ، والتضحية الفذة فى حياة مغامرة تكاد تحسبها فوق الطاقة البشرية تتحدى بصوت مدو كقصف الرعد عالماً غدا : مادياً ، بارداً ، خليعاً ، ماجناً 0
ويتطلعون إلى انتفاضة تاريخية للمنظمات العالمية ، تنهض بقوة وعنفوان من تحت الرغام والركام ، لتتكلم لا بصوت نبى فقط يدعو إلى حياة الحق والسلام ، بل تترجم فى قوانينها الباسلة تلك المبادئ الحية التى ما فتئت على مر السنين مصدر كل قوة فدائية فى حياة الانسانية ، وتتولى برغبة حارة مهمة شفاء الأمم 0
،000،000،000
ولكل الذين لا يزالون يريقون الدماء باسم القومية 00
لا نصيحة أقدمها لهم ،
إلا ما تقدمت به سونيا للقاتل المجنون فى تحفة ديستوفسكى : " الجريمة والعقاب " :
" قم من مكانك واسرع فى هذه الساعة إلى مفترق الطرق ،
وأركع وقبّل الأرض التى دنستها بجريمتك ،
ثم انحن لزوايا العالم الأربع ،
وأصرخ أمام الملأ :
لقد أرتكبت جرماً 0
لقد أزهقت روحاً 0
وثق بأن الله سوف يعطيك حياة جديدة 0
هل تذهب ؟00هل تذهب ؟ 00" 0
فربما يفعلون يوماً مثلما فعل : " راسكولنكوف " 00
لقد كان قاتلاً مثلهم ، وزاهقاً للنفوس 00
ولكنه سمع نصيحة " سونيا " وعاد إلى نفسه !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حياة كريمة.. مهمة تغيير ثقافة العمل الأهلى في مصر


.. شابة يمنية تتحدى الحرب واللجوء بالموسيقى




.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا


.. الفيلم الأردني -إن شاء الله ولد-.. قصة حقيقية!| #الصباح




.. انتظروا الموسم الرابع لمسابقة -فنى مبتكر- أكبر مسابقة في مصر