الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان مدنيون اخترق صقيع المفاوضات العراقية- الأمريكية

مارسيل فيليب

2008 / 6 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


جاء البيان الذي أصدرته الاطراف السياسية المكونة ل " مدنيون " ، في بغداد بأجتماعها الدوري يوم الأحد الماضي 22 حزيران ، والذي بحث موضوع المفاوضات العراقية - الأمريكية الجارية الان ، ليجيب على تساؤلات كثيرة ، وليثبت معايير الصدق لدى التيار الديمقراطي العراقي واستعداد أطرافه للمساهمة الجادة في تعبئة الجماهيرعلى اساس المشروع الوطني الذي لا يتجاوز أي جهد وطني صادق ، ولخوض معركة استعادة السيادة الوطنية بالاستناد الى أرادة الشعب والانطلاق بقوة وثقة لبناء عراق المستقبل الحر المستقل ،والدولة المدنية ، دولة العدالة الاجتماعية والقانون والمؤسسات الدستورية واحترام حقوق الانسان .
البيان جاء واضحا وبلغة بسيطة ، بعكس ما يجري من زعيق وتطبيل وتصريحات غامضة لمسؤولين ، وربما كما يقال اعضاء في الوفد العراقي المفاوض ، تلك التصريحات التي ربما استغرق أعدادها من قبل هذا المسؤول أو ذاك ، أو من أعضاء مكتبه ومستشاريه جهداً كبيراً .. لكيفية وضع تنظيراته ، أو بعض الصياغات والأراء والأستنتاجات الشخصية الغامضة كمثل ( أنتظار غودو ) ، (( بالمناسبة .. يروى عن الكاتب الايرلندي صموئيل بيكت عندما قيل له ، من هوغودو في مسرحيته الشهيرة ، في انتظار غودو .. أجاب " لو كنت أعلم من هو لكتبت أسمه الحقيقي في المسرحية " )) .
ترى لماذا تمكن التيار الديمقراطي العراقي لمدنيون من وضع النقاط على الحروف في بيان مكثف واضح وبسيط في صياغاته بينما عجزت عنه آلة الدعاية الأعلامية لحكومة المالكي بكل ماتملك من امكانيات مادية واعلامية ومستشارين سياسين واعلاميين وقانونيين وفضائيات عابرة للقارات ، رغم أن المرحلة والظروف المحيطة بشعبنا ووطننا تتطلب تحركاً مسؤولاً وأستفاقة مبكرة تلافياً لأن يكون العراق وشعبه الخاسر الأكبر ، لنقرأ أهم خطوط بيان مدنيون
... (( ونرى ضرورة ان يقوم أي اتفاق ، على أسس ضمان مصالح الشعب العراقي وعدم التدخل في الشأن الداخلي واحترام المؤسسات التمثيلية فيه ، واستقلاله وسيادته وان لا يكبل العراق بالتزامات تثلم ذلك ، وأن لا يؤسس لاقامة قواعد او تواجد دائم لقوات أجنبية على ارض بلادنا ، بل ويسهم في توفير المستلزمات السياسية والامنية للتعجيل بانهاء الوجود العسكري الاجنبي وفقا لجدول زمني يتفق عليه .
ان سير المفاوضات والحرص على تحقيق وصيانة حقوق العراق وعدم التفريط بها ،ينبغي ان لا يربط ، باي حال من الاحوال بعوامل لا تستجيب للارادة العراقية في رسم معالم مستقبل الوطن ، المزيد من الشفافية والوضوح ، لتطوير موقف سياسي رسمي وشعبي مساند وداعم للالتزام بالثوابت الوطنية وتجنب اية التزامات تسيء للارادة الوطنية العراقية وحق الشعب العراقي المطلق في تقرير مصيره ، ، واقامة علاقاته وفقا للمواثيق والاعراف الدولية ، بما فيها السعي للخروج من الفصل السابع وامتلاك العراق السيادة التامه على ارضه ومياه وفضائه وامواله .

ان تكاتف القوى السياسية العراقية ، وصياغة موقف وطني متكامل، وجبهة داخلية متينة وتفعيل المصالحة الوطنية تشكل دعائم اساسية في دعم المفاوض العراقي والحفاظ على المصالح الوطنية وتحقيق سيادة العراق واستقلاله الوطني . ))

هكذا وضوح لا يحتاج الى معجم لكي نفهمه ، نحن لا نتعمد عدم احترام المسؤول الحكومي عندما ننتقد الطريقة التي يتبعها ويتعامل بها اعلامياً المفاوض العراقي ، نعلم كما الأخر المختلف أن وضعنا العراقي سياسيا وامنيا واقتصاديا وثقافيا بحاجة الى اعادة تركيب وبناء على أسس سليمة ، وهذا يستوجب بالطبع اعادة بناء الأنسان العراقي ، بدءاً بالمناهج التعليمية أملاً لبلورة وعي ديمقراطي جديد له تصوره للغايات الاجتماعية والقيم الأساسية ومفهوم المواطنة السليم ، وعي ينبذ العنف والتكفير والاقصاء ، نعلم مدى الحاجة الملحة لأعادة بناء القوات الأمنية والعسكرية ومنظومة الأستخبارات أو الأمن الوطني على اسس وطنية ومهنية بعيداً عن نهج المحاصصة والولاءات الطائفية والقومية ، والكثير الكثير من الأهداف الوطنية التي لن تتحقق إلا بجهد جماعي ، ونعلم أيضاً أن هناك الكثير من المخلصين والساعين لتحقيق هكذا توجهات وأسباب تهميشهم من قبل القوى المسيطرة فعلياً على مفاصل السلطة الأساسية ، ونعلم أيضاً أسباب غياب الأتفاق داخلياً على موقف وطني موحد بين اطراف المعادلة السياسية العراقية القائمة حاليا .
وقد يظن بعض الأخوة والأساتذة ممن يتناولون نفس الموضوع بالبحث والتحليل على صفحات الأنترنيت ، ان تشاؤمنا أحياناً لامبرر له ، لأن من المفروض أن نفتخر فقط بأن لنا أحزاب وطنية مشاركة في السلطة ، كانت معارضة لنظام صدام وقدمت تضحيات كبيرة عبر عقود كوارث الفاشية البعثية وحكم العائلة والعشيرة ، وأنه لولا قوات التحالف لما امكننا من التخلص من النظام المقبور ... لكن أيضاً علينا أن لا ننسى أننا دولة ذات بنى تحتية محطمة ، وأن لدينا حالياً حكومة وطنية منتخبة وأضخم ميزانية وعوائد هائلة من تصدير النفط ، أضافة للمساعدات والهبات والغاء الديون الذي تم تحقيقه بمساعدة المجتمع الدولي ، لكن رغم ذلك فهي حكومة تمشي على عكازات ، ودستور ينتظر اعادة النظر في تعديل بعض بنوده منذ سنوات ولا أثر لضوء في نهاية النفق ، واننا في اعلى سلم الأنظمة المتشبعة بالفساد الأداري وسرقة اموال الدولة وتبذير رصيد الأجيال القادمة من الثروة الوطنية ، ولدينا اعلى نسبة تقريبا من يتامى الاطفال العراقيين ، والالاف من الأرامل بلا معيل ومن النساء العراقيات اللواتي يتعرضن لمختلف اشكال التمييز والقهر والاستغلال ويتم قتلهم في كل مكان وفي وضح النهار دون رادع ، وقوى عمل رخيصة ،ومتسولين وضحايا للعنف اليومي بمختلف الاشكال ، واكبر هجرة للأنسان العراقي خارج وداخل الوطن وميليشيات مسلحة بعضها مدعوم داخليا والأخر أيرانياً بشكل خاص وأقليمياً بشكل عام ، ومازالت تتوسع افقيا وعموديا رغم عمليات صولات الفرسان ، أو بشائر السلام .... وأعضاء برلمان قادرين على .... وهنا أرى نفسي مجبراً على ترديد مقطع من قصيدة قديمة أعتقد انها لشاعرنا الكبير مظفر النواب يقول معاتباً " كافي خليني أبمجاني ... لساني بس يزلك مصيبة " ... أم أن ذاكرة البعض أصبحت سريعة النسيان كما يقول شاعر الأبوذية ( يعلمني زماني دروس وأنسى ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز