الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاهدة حكومات,,, لا يهتم لها الشعب

منتدى الثقافة التقدمية

2008 / 6 / 27
العولمة وتطورات العالم المعاصر



خمس سنوات مرت على اعصار2003 , وسقوط نظام استهلك نفسه , وقدم للآخرين ما يحتاجونه من مبرر للتدخل في الشأن العراقي , وتحطيم ماتبقى من مرتكزات الدولة المدنية النامية , لينهض محله ( نظام ) متعدد الولاءات متضارب المصالح , يفهم وجوده في مواقع الحكم على انه تعويض لحرمان سابق من كعكة أو جبنة السلطة التي انتقلت إليهم , ليس المهم كيف ولماذا ! , ولكن تلقفوها جاهزة كبيرة دسمة , توزعوها بالمحاصصة , واختلفوا ولا يزالون على النسب , وانشغلوا عن الشعب ومشاكله بأمنهم الذاتي ومكاسبهم الشخصية .
- الآن وقد حان وقت (كشف الحساب ) وترتيب البيت العراقي على الطريقة الغربية الليبرالية , بما يتلاءم ومسيرة العولمة , والاندماج في الاقتصاد العالمي الحر , ومؤسساته الدولية , وذلك لايتم حتما من غير تأهيل واستنهاض ومراقبة الجسم السياسي العراقي وربطه باليات عمل وخارطة طريق , لايستطيع الابتعاد عنها كثيرا توفر له المشورة في مسيرته نحو الهدف المرسوم له ويكون شكلها الرسمي اتفاقيات أو معاهدات بين الدول .
- إن النخب السياسية العراقية التي تولت الحكم بعد احتلال العام 2003 , ومهد الطريق لها للانطلاق فيما سمي بالخيار الديمقراطي , والذي افرز قيادات تقف اغلبها على أرضية هشة , كما تختلف في الرؤيا والمواقف وحتى الأهداف , إذا أسلمنا أن الوطنية العراقية بداهة هي أرضية اللقاء , التي يستوجب تأجيل كل ماعداها للشروع في العمل من اجل التقدم والاستقلال , لكن مانراه كواقع هو العكس تماما وتغليب روح الطائفة والمذهب والقومية , ومحاولة التمترس داخلها , كحقيقة وحيدة بتوجب علينا رؤيتها بعيونهم , تكون ضمان بقائهم .
- هل هنالك ثقة متبادلة مابين الإدارة الأمريكية الحالية وأدواتها المنفذة في العراق من ناحية , وممثلي التيارات والكتل السياسية النافذة والمؤثرة بمختلف انتماءاتها من ناحية أخرى ؟ , وهل توجد أرضية مشتركة , والاهم (هدف) واحد يسعى إليه الطرفان ؟ بغض النظر عن التصريحات والبيانات الإنشائية المتبادلة , والتي تبرز كثرتها الابتعاد بدل الالتقاء ولأسباب عديدة أكثرها تاريخية بالنسبة لأغلبية القوى المتربعة اليوم على عرش العراق .
- إذا استثنينا القوى الكردية عموما والتي أصبحت علاقتها الأمريكية واضحة من جهة التحالف الستراتيجي , المبني على تجارب سابقة وتطلعات أثمرت ارتماء كامل في الحضن الأمريكي , ربما ستزيده أي اتفاقية آو معاهدة عراقية أمريكية قوة ومتانة , ولكن ماذا عن المجموعات الأخرى (والحديث يدور عن أهل الحكم ) , القادرين على الرفض أو القبول , فالقوى السنية على اختلافها وترددها هي اقرب إلى التأييد لمعاهدة مخففة الشروط والاملاءات , تزيد ولا تسلبها امتيازاتها وتحقق لها السيطرة أولا على مناطقيتها وثانيا الاندماج بشروط أفضل في المستقبل العراقي المنشود ضمن الشرق الأوسط الجديد , وتامين النفس ربما من خطر البعبع الإيراني .
- المشكلة وحلها أو تعقيدها هو مع القوى الطائفية الشيعية والتي تسيطر تقريبا على القرار السياسي في القرب أو الابتعاد عن الحل الأمريكي و ليس من باب القرار الوطني العراقي , ولكن من زاوية القيود والعلاقات الإيرانية التي تكبل حركة تلك القوى سواء شاءت أم أبت .
- المعاهدة العراقية الأمريكية هي آخر الشوط بالنسبة للمرحلة الأولى من مشروع إدماج الشرق الوسط في المنظومة الاقتصادية والسياسية والثقافية العالمية , وإبعاد آخر الأنظمة الشمولية , ليس لمصلحة البديل الوطني لدول المنطقة , والذي يبدو عليه العجز منذ انهيار المعاقل التقدمية , ثم تفكك المنظومة الاشتراكية الساندة والحليفة والداعمة , ودخول اغلب دولها في الأفلاك الغربية , سياسيا واقتصاديا وحتى عسكريا بنسب متفاوتة .
- آخر مانستطيع تبيانه أن المعاهدة المذكورة وبأي صيغة ستتم وتوقع لاتشكل للغالبية الساحقة من أبناء الشعب العراقي المسحوق والمبعثر بين الداخل والمهاجر , إلا هم آخر يضاف لإثقاله التي أسقطوها عليه , وينوء بحملها , ويحاول جاهدا إزاحتها عن كاهله , وسط انتقادات أو لامبالاة قوى , المطلوب منها مساعدته ليتجاوز عثراته , بدل إضافة الحطب إلى النيران المستمرة في إحراقه

منتدى الثقافة التقدمية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السفينة -بيليم- حاملة الشعلة الأولمبية تقترب من شواطئ مرسيلي


.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية ردا على احتمال إرسال -جنود م




.. السيارات الكهربائية : حرب تجارية بين الصين و أوروبا.. لكن هل


.. ماذا رشح عن اجتماع رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيسين الصي




.. جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و