الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قافلة 22 يونيو 2008 إلى سيدي افني درس آخر لليسار في الارتباط بالجماهير

عبدالله اسبري

2008 / 6 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


ومن جديد يتجدد التواصل النضالي بين كل اليساريين والتقدميين المغاربة وساكنة سيدي افني عاصمة أيت باعمران، في قافلة مهيبة قادمة من مجموعة من المدن المغربية(صفرو، القنيطرة، الرباط، سلا، ابن جرير،مراكش ورزازات، أكادير، تزنيت... ).
مناضلون يساريون وتقدميون قدموا من كل بقاع الوطن ليسجلوا تضامنهم المبدئي مع مدينة كانت مسرحا لكل أشكال البطش البوليسي والعسكري، بعدما كانت مسرحا للتهميش الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، والتقت كل وفود القافلة بتزنيت وكانت تردد شعارات تعبر عن الإدانة الشعبية لما تعرضت له المدينة يوم السبت الأسود ـ 7 يونيو 2008 ـ .
أزيد من 60 سيارة و3 حافلات انطلقت من تزنيت نحو سيدي افني، التي استقبلت وفود القافلة حوالي الساعة 12و15دقيقة بزغاريد نسائية وعطور ترحيبا بكل المناضلين اليساريين، لتنطلق مسيرة شعبية كبيرة تزينها اللافتات ـ تجمع اليسار الديمقراطي، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وإطارات نقابية وسياسية وجمعوية ـ المنددة بالقمع الذي تعرضت له ساكنة المدينة، ومطالبة برفع التهميش الذي تعاني منه المدينة والاستجابة لمطالب الخمسة المشروعة والبسيطة، مع الإفراج الفوري عن المعتقليين ومتابعة مرتكبي تلك الجرائم، بالإضافة إلى صور تفضح همجية الجريمة البوليسية التي ارتكبتها أجهزة القمع ، وقد زينت أعلام حمراء وجيفارية صورة المسيرة وأضفت عليها بعدا آخر من التضامن اليساري لساكنة المدينة ومرددين لشعارات عدة من بينها :
حقوقي حقوقي دم في عروقي لن أنسها ولو أعدموني
لاش جينا واحتجينا افني في عينينا
افني لنا وليست لكم فهي ارحلوا يا بوليس العدم
ياعنيكري يا جبان افني في العيون
هذا مغرب الزروطة بغينا مغرب الكرامة
هذا مغرب الجديد مغرب القمع والتشريد
عليك أمان عليك أمان لاحكومة لا برلمان
بالوحدة والتضامن لبغيناه إكون إكون
الميثاق الوطني لحقوق الإنسان لا ثقة في النظام الحكومة والبرلمان
أزرو دبوحبة أغراس نتليلي
انخراط كبير لشباب وشابات المدينة في المسيرة زغاريد نسائية علت سمائها، فرح الساكنة لم يكن متصورا، أدهش كل المناضلين وفاق كل توقعاتهم.
كل المحلات التجارة أغلقت أبوابها كأن بالمدينة إضراب عام وشامل، أجهزة القمع البوليسية بشتى أنواعها لادت بالفرار خوفا من انتقام الساكنة، ما أوضح وبشكل جلي أن تواجدها مرتبط بالتخريب وعدم احترام المواطنين في أمانهم الشخصي وفي كرامتهم وإنسانيتهم لا في دورهم الحقيقي المتمثل في حماية أمن المواطنين.
عند الوصول للمنصة وإلقاء الكلمات انتبه كل المناضلين إلى ذلك الطفل الذي مثل أسر الضحايا والمعتقلين والذي عبر عن البراءة التي دنستها أجهزة القمع الهمجية،والتي عبر فيها عن امتنان الباعمرانيين للشكل التضامني للقافلة اليسارية والتي اختتمها بقوله:
"لمن يهمهم الأمر نقول لسنا صبليون، وأبناء عاهرات، ولسنا انفصاليين نحن باعمرانيون مغاربة أحرار".
وفي الأخير، وعندما بدأ المناضلون بالتجمع للذهاب، أبت ساكنة المدينة إلا وأن تشرف الحضور بوصلة من وصلات كرمها المعهود ،عبر وجبة غداء على شرف المناضلين اليساريين الذين أبو إلا وأن يسجلوا تضامنهم مع ساكنة المدينة، استغرب العديد منا، وتسائل الجميع عن طبيعة المبادرة غير المنتظرة، كيف سيتم اطعام كل هذا الجيش الكبير من المناضلين؟ وتسائل الجميع عن قيمة التكلفة التي ستتحملها ساكنة المدينة نتيجة هذا الموقف الذي لمسناه، خاصة وأنها قد خرجت للتو وبمشقة الأنفس من حصار وقمع شديدين؟ فتبين لنا جميعا مدى اللحمة الاجتماعية التي خلقت الحدث بامتياز، ومدى الجود والكرم الذي أبانت عليه ساكنة أيت باعمران.
نساء يتنافسن على إطعام المناضلين بل ويشرفن على ذلك بأنفسهن رغم طابع المحافظ السائد بالمنطقة، فكان استقبال المناضلين بأزكى العطور ترحيبا بهم في منازلهم، وفعلا تجسدت الدلالات الاجتماعية والثقافية لعملية تقديم الطعام.
حقيقة اندهاش كبير أبان عليه كل المناضلين اليساريين، اندهاش قل نضيره مما أبانت عليه هذه الساكنة المعطاء،أما عند استعدادنا للرحيل سجلنا مواقف عدة من بينها دموع نساء المدينة وشارات النصر وتحيات وداع مؤثرة واختتمت القافلة بشعار:
لنا يـا رفـاق لقـاء غــدا سنأتي ولن نخلف الموعد
وهذه الجماهير في صفنا ودرب النصال يمـد اليـدا
مواقف ستنقش بمداد من الذهب في صفحات تاريخ هذه المنطقة، وفي ذاكرة كل المشاركين في هذه القافلة، المناضلون اندهشوا وأحسوا بأريحية لا تتصور وأقرو جميعا بأن على اليسار أن يستفيد دروسا من ساكنة هذه المدينة المكلومة وأنه لا بديل من الإرتباط بالجماهير الشعبية كسبيل وحيد للخلاص من اوتوقراطية سياسية واستبدادية، وأنه لا مفر من الانخراط في صيرورة الدفاع عن هموم الجماهير الشعبية.
فعلا لقد تجسدت على أرض الواقع مرامي القافلة وخلقت نوعا من التلاحم الروحي والنضالي بين المناضلين اليساريين وساكنة المدينة، وكان تضامنا لمسنا فيه جسامة مسؤوليتنا كيساريين، بضرورة التحلي بروح الفعل النضالي والالتحام الحقيقي بالجماهير الشعبية، لما له من دور في تحقيق تغيير حقيقي لموازين القوى لصالح اليسار المغربي .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جهود مصرية لتحقيق الهدنة ووقف التصعيد في رفح الفلسطينية | #م


.. فصائل فلسطينية تؤكد رفضها لفرض أي وصاية على معبر رفح




.. دمار واسع في أغلب مدن غزة بعد 7 أشهر من الحرب


.. مخصصة لغوث أهالي غزة.. إبحار سفينة تركية قطرية من ميناء مرسي




.. الجيش الإسرائيلي يستهدف الطوابق العلوية للمباني السكنية بمدي