الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول مشروع حل الدولة الواحدة في فلسطين(1)

محمود جلبوط

2008 / 6 / 27
القضية الفلسطينية


شهدت مدينة حيفا يومي 20_21 حزيران الماضي انطلاقة نوعية فريدة ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي_الصهيوني(مهد له نشاط امتد لعام كامل قامت به حركة أبناء البلد) لتأسيس وتعميم خطاب سياسي جديد يدعو الكتلة الشعبية الفلسطينية الصامتة والمغيبة لفترة طويلة على مدار تاريخ الصراع عن المشاركة في نقاش مصير يخصها واستخلاص الحلول لقضيتها التي لم تتعرض قضية في العالم الحديث للتشابكات الدولية ولتكالب القوى الاحتكارية والمتعاملين معها في المنطقة لطمسها لصالح احتكاراتها كما تعرضت له هذه القضية في ظل استعصاء دولي عام عجز عن التوصل لأي حل يحفظ دم الضحايا النازف مائة سنة من عمر هذا الصراع الدموي إن كان من العرب الفقراء أو اليهود , وذلك من خلال عقد مؤتمر لأجل حق العودة والدعوة إلى بناء الدولة الديموقراطية العلمانية الواحدة بمبادرة من حركة أبناء البلد وبمشاركة مجموعة أجراس العودة والانضمام لاحقا ل"اللجنة لأجل الجمهورية العلمانية الديموقراطية لكامل فلسطين" و"الحركة ضد التفرقة العنصرية الإسرائيلية في فلسطين" بالإضافة إلى سياسيون مستقلون . وكان من أهم سمات المؤتمر وهذا النشاط الذي دأبت على مثله حركة أبناء البلد هو مشاركة جهات من الشتات الفلسطيني في اللجنة المبادرة عبر حركة "ناطرينكم" ومجموعة "بادر" تعبيرا عن تحول هذا الطرح إلى نشاط نضال شعبي لدى التجمعات الفلسطينية بمجملها بعد انحساره على إثر تخلي معظم فصائل منظمة التحرير الفلسطينية عنه لصالح برنامجها المرحلي(سمي مرحليا كمناورة من قبل الكمبرادور الفلسطيني ولكن خطط له ليصبح برنامجا أبديا بل وانحسر إلى الأقل منه بكثير عما وافقت عليه في حينه في أواسط السبعينات من القرن الماضي) "حل الدولتين" تساير بهذا السياسات الامبريالية الصهيونية دون أن تعبأ بحمامات الدم التي أريقت في سياق هذا الصراع , ثم مصادرتها لأي رؤية مخالفة لرؤيتها(خاصة في صفوف فلسطيني الداخل , مناطق الاحتلال الأول والاحتلال الثاني) بعد أن أدت ظروف الكومبرادور العربي للتنازل عن ورقة التوت الفلسطينية لصالح الكمبرادور الفلسطيني باعتمادها له ممثلا شرعيا وناطقا وحيدا باسم الشعب الفلسطيني وباسم القضية في ظل انتصار الامبريالية العالمية باستدخال الهزيمة على الشعب العربي وإنجاز باهر بصهينة هذا الكمبرادور العربي (والفلسطيني منه بشكل خاص) وشريحته من المحافظية العربية الجديدة بعد أن أنجزت في السابق صهينة يهودية مماثلة عندما كانت حاجتها تتطلب استعمار المنطقة العربية ولم يكن بالإمكان إلا عبر تقسيمها إلى كيانات قطرية بالشكل الذي آلت إليه لاحقا واستنبات كيان صهيوني شيطاني لضمان ترسيخ التقسيم المقترف ولأداء مهمة وظيفية امتدت إلى يومنا هذا أنجزها باقتدار لا يوصف.
إن مبادرة انعقاد المؤتمر بالشكل الذي جرى وعلى الرغم من تباينات في الرؤى لجهة طبيعة الدولة الواحدة بين الأطراف المؤمنة به لهو دلالة على واحدية الشعب الفلسطيني في جميع بقاع تواجده بالرغم من إثارة بعض التحفظات هنا أوهناك أو نقد يتناوله البعض له وخاصة لجهة عدم وضوح الرؤية فيه للمآل الذي ستؤول إليه الطبيعة السياسية للسلطة في ه>ه الدولة وطبيعة الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج وطريقة تفكيك الكيان الصهيوني الاستيطاني العنصري المرتبط بعلاقة تبعية بنيوية مع المركز الامبريالي ولا شكل النظام إن كان لجهة نظام اشتراكي أم رأسمالي , يرخي المثال الجنوب أفريقي بعبئه على تصوراته المستقبلية , وكان من أهم ميزاته أنه جاء بمبادرة من فلسطينيي الاحتلال الأول 48 قلب فلسطين .
انبثقت عن المؤتمر لجنة تنسيق دائمة ستهتم باتباع ما يلزم لتحويل شعار الدولة الديموقراطية العلمانية الواحدة إلى نشاط شعبي بإنشاء الورش السياسية الشعبية وذلك لأن هذا الحل من وجهة نظر المشاركين:
1_سيحفظ وحدة الشعب الفلسطيني وارتباطه التاريخي بأرض فلسطين التاريخية.
2_سيحقق أهداف النضال التحرري للشعب الفلسطيني
3_سينزع عن الوجود اليهودي في فلسطين وجهه الاستعماري المرتبط بالمشروع الصهيوني العنصري أداة للمشروع الامبريالي العالمي
4_سيقوم على مبدأ فصل الدين عن الدولة مع احترام حق حرية العبادة لأبناء كل الديانات
5_سيضمن الحقوق المتساوية لجميع المواطنين دون تمييز ديني أو عرقي أو جندري(جنسي) أو قومي أو طبقي
إن نظرة سريعة على فعاليات المؤتمر ووثائقه والرسائل الموجهة إليه والمقالات التي خصصت على هوامشه والكلمات التي ألقيت تبين وبالرغم من القاسم المشترك العريض فيما بين أعضاء المؤتمرين عبر خيار الدولة الديموقراطية العلمانية بعض التباينات , فعلى بيل المثال لا الحصر ذهب السيد محمد كناعنة الأمين العام لحركة أبناء البلد في كلمته الافتتاحية إلى حد أن تحقق هذا الحلم لن يتم "إلاّ بتظافر جهودنا ضمن رؤية مشتركة من أجل إنجاز عملية التحرير وبناء الدولة الديمقراطية في فلسطين التاريخية كجزء من مشروع عربي تحرري تقدمي ديمقراطي"وينضم إليه في هذا سلامة كيلة(بالرغم من عدم وضوح مآلات تعبير أن هذا المشروع "هو جزء من مشروع تحرري تقدمي ديموقراطي" إن كان جوهر هذه الدولة اشتراكي(بعد تهديم الكيان الاستعماري العنصري) أم رأسمالي أم "انتقالي" أم متفق عليه كما ذهب إليه كيلة في مقاله في معرض رده على مقالي علي زبيدات الذين انتقد فيهما مشروع الدولة الديموقراطية العلمانية , بينما لايشغل هذا التوجه بال الأعضاء اليهود المشاركين خالعي الصهيونية عن أنفسهم ومؤيدي الحق الفلسطيني . وللحديث صلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البابا يحذر من الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي|#مراسلو_سك


.. في الذكرى 17 لسيطرتها على غزة...حماس تتمسك بـ-الرهائن- ورقة




.. انهيار السلطة الفلسطينية بالحصار المالي الإسرائيلي|#غرفة_الأ


.. انتخابات إيران.. هل يرجح الحرس الثوري كفة قاليباف على حساب ج




.. مساع دبلوماسية لتجنب المواجهات على حدود لبنان|#غرفة_الأخبار