الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصف قصيدة

خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)

2008 / 6 / 29
الادب والفن



أعذريني كي أكتب فإنني أكره الكتابة والريح والقادمين دون عذرٍ من وصايا العدم، صوتُ اللهِ في صوتكِ استقالَ من مسافاتِهِ واختارَ جرحاً فضّيّاً على صدرٍ بارزٍ كي يؤلِّفَ اشتهاءاتِهِ الرخيصة، ويدخلني من باب الممثلين الثانويين.
خللٌ صارخٌ في هذي البقعة الناتئة، المالُ سيدُ الأديان، الأوجاعُ نصفُ محاصيل العام مكدسةٌ فوق الشوارع الفرعية كلها بنسبٍ لا تكافئُ بعضها، والحكمةُ قبةُ الذين تجاوزوا الشطر الأخير من العمرِ، أما الطموحُ الفرديُّ فليسَ أكثرَ من لعبةِ شطرنجٍ مع الذات.
على الأرصفةِ جراحٌ وكراماتٌ للبيعِ، وعلى الأسطحِ مواضيع دنيويّة جداً تطبخُ أحلامَ الجاراتِ بعرسانٍ ينسون تواريخهنَّ العاديّة، ويعطونَ بُعداً رقيقاً لما توسّمنَهُ في المسلسل الأخير، علاّقاتٌ على أبواب الحوانيتِ تكسرُ أنفَ جارنا الذي لا يستطيع، فيما يؤجّلُ الولدُ الذي لم يتعرّف بعدُ على طبيعةِ والدِهِ حلمَهُ على باب الحانوت الكبير.
عليَّ أن أطلبَ منكِ أن تخبئيني من الريحِ، أن ترتديني كمعطف الشتاءِ الذي لديكِ، وتلقميني ثديكِ الصغير، أقاتله ويهزمني، يقاتلني ويهزمني، لا تقولي كلمةَ عشقٍ في هذا المصير الذي من حجر.
إبنُ الكلبِ هذا الدليل، لا يرسمُ خططاً أو يبشّرُ بفردةِ حذاءٍ حتى، لا يمتصُّ مطراً ولا يعدُّ أصابعه في الرحلة الكاملة من بيتنا حتى أصابع الذين يخططون.. وعندما اجتزتُ السوقَ كنتُ على درايةٍ بأنَّ موقعَ الليلِ هناك غيرَ مناسبٍ، وأن قطعةَ بسكويتٍ من إنتاجٍ إسرائيليٍّ قد يكون لها مذاقٌ أجملُ من كلِّ ما ترامى في غبار السائلين عن الأسعار.
الأشرطةُ التي تكربسُ نفسها دون انتظامٍ على مرمى نظرٍ قصيرٍ تتحدى بصوتٍ مبالغٍ فيه حتى الذي تدرّبَ على السكوتِ في صدره.
أصقلُ سيفي جيداً وألقيه على الطريق معترفاً بقليلٍ من الجبن الذي لديَّ وبعجزي عن إدارة إرادتي حتى، تتكوم النظرياتُ جوار السفِ، وأمضي خالياً منهما.
لم أفلت بعد من قدرتي على القول أني أحبكِ وأني لا أريدكِ، أتمنى وجهكِ في لياليَّ التي تطلُّ على الفضاء، وجهكِ فقط، ليرتّقَ ما خزّقتْهُ اعتقاداتي القديمة، لكنني أصحو على السريرِ نفسه، وعلى نفسي يقبعُ التواطؤُ، وقحاً منكمشاً ومدعياً ملكيته.
أصرخُ فيكِ ألم تفهمي بعد؟ ألم توقظي غباءكِ المغسول جيداً؟ أغسلُ ذكراكِ من جراحي ومن عينيكِ الهادئتين، لو لم تكونا هادئتين..!!
الشوارعُ، يا اللهُ، الشوارعُ
ذكراكِ
الألمُ اليوميُّ
العملُ المقزّزُ
وجوه الأيامِ
حيطانُ الشوارعِ
السياراتُ
الغبارُ
قصائدي
أصدقائي
الرملُ
البحرُ
الكافتيريات المرتبة
أسعار أشرطة الموسيقى
الأسواق
مواصلاتُ السجون
بيوت الجيران
القمامة
المحلات
الإذاعة الآلية
الوزارات الكثيرة
ربطات العنق
أجهزة الهاتف في السيارة وفي اليد
الذقون الحليقة
الأغنيات
الشرطة
البحر المخنوق
احتفالات البطولة
اللقاءات الصحفية
الإعلانات الشاهقة
الأسماء على البطاقات الصغيرة
أنواع الدخان
الحديث عن الدولار
الجيش
الجيش
شركات البناء
تصليح الطرق
الاجتماعات الهامة
وأشياء أخرى
وما زلتِ تمنعين عني صدركِ.. كي أنام..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان عبدالله رشاد: الحياة أصبحت سهلة بالنسبة للفنانين الشب


.. الفنان عبدالله رشاد يتحدث لصباح العربية عن دور السعودية وهيئ




.. أسباب نجاح أغنية -كان ودي نلتقي-.. الفنان الدكتور عبدالله رش


.. جزء من أغنية -أستاذ عشق وفلسفة-.. للفنان الدكتور عبدالله رشا




.. الفنان عبدالله رشاد يبدع في صباح العربية بغناء -كأني مغرم بل