الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاولات تمرير قانون النفط !!

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2008 / 6 / 28
كتابات ساخرة


ينشغل البرلمان العراقي وحكومته المتمثلة بالسيد نوري كامل المالكي منذ ايام بقانون النفط والغاز الذي اعدت مسودته وصادق عليها مجلسا الرئاسة والوزراء وتم تحويلها الى البرلمان العراقي من اجل المصادقة على هذا القانون باعتبار أن البرلمان هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب العراقي !

وثمة من الاطراف السياسية سواء كانت داخل البرلمان او خارجه رفضت هذا القانون لاعتبارات كثيرة ، اهمها ان النفط العراقي سيكون بيد الشركات الاجنبية ويدخل ضمن عملية الخصخصة التي يتوجه اليها العالم الغربي منذ فترة ، وتقسيمه على الاقاليم التي ستكون حرة التصرف بهذه الثروة الكبيرة كما يحدث منذ سنوات باقليم الشمال ، وطبعاً العديد من الاطراف التي وافقت على القانون او رفضته لاسباب تتلخص بحرصها الشديد على ثروة العراق الكبرى ( النفط ) ، الا ان الحقيقة مغايرة لكل الاطراف الرافضة للقانون ، والهم الوحيد من هذا الرفض هو عدم الاستفادة الكاملة من هذه الثروة وتسخيرها للمصلحة الحزبية او الدينية التي تنتمي اليها تلك الجهات !!

اما الجهات التي تصر على تطبيق هذا القانون وتمريره باسرع وقت ممكن ، هي اطراف الحكومة العراقية التي اخذت الاوامر المباشرة من قبل الولايات المتحدة الامريكية التي اعدت لهذا القانون واشرفت على مسودته لكي تفرض نفوذها الدائم بعقود شبه دائمية على نفط العراق فيما اذا تم الانسحاب الكامل من العراق من قبل القوات الامريكية والاجنبية ، خاصة وان الديمقراطيين يضغطون وبقوة على الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش بالانسحاب الفوري وبأقل الخسائر الممكنة بعد الفشل الذي رافق قواتهم داخل العراق وعلى كافة الاصعدة باستثاء عملية اسقاط النظام !!!

ان البرلمان العراقي وحكومته التي تشغل نفسها بقانون النفط والغاز وتعديلاته بعد الاعتراضات التي واجهته من قبل اطراف على حساب اطراف اخرى ، في وقت أصبح العراق يسرق نفطه في كل يوم من قبل الميليشيات ومن قبل الاحزاب والقوائم التي فازت بانتخابات عام 2005 من دون استثناءات لهذه الاحزاب او القوائم ، فالجميع يسرق ويهرب النفط !!!

بينما المواطن العراقي الذي يستجدي قنينة الغاز ولتر البنزين كل يوم في بغداد ومحافظات العراق الاخرى ، كيف له ان يثق بحكومته التي تتقاتل الان لتمرير قانون النفط ؟ وهو لم يحصل على قطرة من هذا النفط الذي يطفو العراق عليه !!!!

خلاصة القول ان مليارات الدولارات السنوية من واردات النفط العراقي وعلى مدى عقود اربع كان النظام البعثي يهب منها الى العرب من المرتزقة والطبالين من اجل شراء ذممهم ! وكان المواطن العراقي يحلم احلاما ساذجة لا تتجاوز معيشة بسيطة ولم يوفرها ذلك النظام له !!!

اما اليوم فالنفط اصبح بيد الميليشيات وبيد الاحزاب ، والكل يسرق من هذه الثروة ليوزع منها على منتسبيه من اجل الحصول على اكبر قاعدة جماهيرية تؤهله بالصعود للانتخابات القادمة التي سوف تكتسح كل هذه القوائم واحزابها التي لا يهمها مصلحة العراق !!!

الاجدر بالحكومة العراقية وبرلمانها ، ان تنتبه للمواطن المسكين الذي اصبح يعيش تحت خط الفقر أضافة للموت اليومي الذي يحصل عليه من قبل الميليشيات الاسلامية والكردية ، وان تنتبه هذه الحكومة لبناء ما دمرته الاحزاب وصراعاتها الداخلية ، ان تبني سامراء من جديد ، ان تعيد بناء بغداد التي هدمت بصراعاتهم وان ترمم الانسان العراقي الذي اصبح مدمراً من الداخل نفسياً ومعنوياً ، بعد كل ذلك تفكر بمسودة قانون النفط والغاز !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟