الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البحث عن الاولويات

عمران العبيدي

2008 / 6 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في بعض الاحيان يجري التركيز على مسألة معينة تبدو انها مهمة مما يستوجب الاهتمام بها ولكن تعلمنا دائما ان الافراط في الاهتمام او التركيز على مسألة معينة ينقلب ضدها، الاعمار مسألة مهمة لدولة مثل العراق خرجت توا من خراب شامل يحتاج الى اعمار وترميم سياسي اولا وترميم الانسان العراقي نفسيا ثانيا وترميم البنى التحتية ثالثا.
الصورة الاولى التي يمكن رصدها والتي توضح لنا طريقة التعاطي مع مسألة ترميم الحكومة تبين لنا ان الامور تسير مثل السلحفاة ولايتوافق مع جانب مهم وهو التحسن الامني مما يؤشر قصورا في القدرة على ايجاد صيغ للتفاهم بين من هم في الحكومة وخارجها او الذين يرغبون في العودة اليها ومازال التركيز والاهتمام والافراط(الذي نتحدث عنه والذي يبعدنا عن الاولويات) يجري على مسائل خلافية تقليدية تتعلق بحصتي في هذه الوزارة او تلك وهذا التركيز المبالغ فيه افقدنا بوصلة ادارة الحكومة بشكل صحيح مما يؤشر اننا بحاجة الى اعادة صياغة مفاهيمنا لمعنى المشاركة السياسية الحقيقية لكي نبتعد عن صيغة ولغة المكاسب، فالمساهمة في بناء دولة يمكن المشاركة فيها من اي منصب ومن أية وزارة والعبرة في القدرة على تقديم من هم قادرين على ادارة مواقعهم بشكل ايجابي فحتى المعارضة الايجابية هي مشارك فاعل في ادارة الدولة حينما تكون عينا ورقيبا على اخطاء الحكومة وتبتعد عن لغة ومفهوم المعارض الدائم لكل شيء والتصيد بالماء العكر.
من جانب آخر والصورة الاخرى تبين لنا ان التركيز كان كبيرا على مسألة الاعمار اعلاميا خلافا لارض الواقع مما اضاع الحقيقة وأفقد المواطن الثقة بما يتم التصريح به، فمستوى التصريحات عن ماهو منجز وعن المليارات المصروفة في هذا الجانب او ذاك تفقد قدرتها على الصمود اما حقيقة واضحة هي غياب الخدمات بشكل عام مع بروز ظاهرة ترميمات لاتكتسب اولوية اذ ان الصورة الواضحة للعيان هي عملية اعمار مستمرة لارصفة وشوارع بشكل مبالغ فيه حتى بات المواطن العراقي يستفيق يوميا على منظر عمل الارصفة وكأننا يمكن ان نحيا بدون الكهرباء والماء (الصافي والخابط) ولكن لايمكن ان نحيا بدون ارصفة تبنى اليوم ليتم ابتلاعها واقتلاعها من قبل الجرافات في اليوم التالي واسيجة حديدية يمكن ان نزيلها بعد اقل من اسبوع لسبب لايمكن التكهن به، عمل يبدو عشوائيا غير منسق، صحيح ان المعالم الجمالية مهمة نفسيا للمواطن وللبيئة ولكن ان يجري هذا الافراط في التركيز مع اهمال اشياء اهم فتلك هي المفارقة.
ان الخراب واسع مما يستوجب توزيع الاهتمامات على سعة ذلك الخراب لترميم مايمكن ترميمه والخروج بنتائج مقنعة، وازاحة القضايا التي لاتمتلك اولوية من الطريق لتزداد نسبة التركيزعلى الاشياء، الاهم ثم المهم وهكذا تجري الامورضمن سلسلة من الاولويات.
الاعمار مسألة متشعبة ومهمة اذا كان اعمارا سياسيا او اعمارا لبنى تحتية ولكن الملاحظ في كل مايجري قضيتان مهمتان اولهما غياب التنسيق في العمل والتركيز على الشكليات وغياب الاولويات.
نحن بأمس الحاجة للبحث عن الاولويات سياسيا وامنيا اولا، وخدميا ثانيا وبدونهما نكون قد ضيعنا البوصلة وقد ضاع من ضيعها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: نظام ري قديم للمحافظة على مياه الواحات


.. مراسل أوكراني يتسبب في فضيحة مدوية على الهواء #سوشال_سكاي




.. مفوضية الانتخابات العراقية توقف الإجراءات المتعلقة بانتخابات


.. الصواريخ «الطائشة».. الفاشر على طريق «الأرض المحروقة» | #الت




.. إسرائيل.. انقسام علني في مجلس الحرب بسبب -اليوم التالي- | #ر