الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيرجليس عن اليمن التعيس في الجمع بين الولاء للوطن والولاء للرئيس ...

محمد كليبي

2008 / 6 / 29
كتابات ساخرة


( 1 ) اليمن التعيس
أعترف بأنني لم أصدق ولم أقتنع في يوم من الأيام بما يقصه لنا التاريخ اليمني والعربي عن " اليمن السعيد " أو " العربية السعيدة " . وذلك لعدم توفر الدليل أو الأدلة التي تثبت ذلك . ولعدم امكانية حصول ذلك في اليمن لافتقاره الى العوامل االتي يمكنها احداث حالة السعادة للمجتمع اليمني . فلا الجغرافيا ولا البشر ولا النظم السياسية المتتالية - حسب قراءاتي التاريخية - تؤهل اليمن للوصول الى " النيرفانا " في أي يوم من التاريخ السابق أو حتى القادم . فالجغرافيا اليمنية تتكون من ظلمات ثلاث بعضها فوق بعض - بحسب تعبير الكتاب المقدس - . منطقة جبلية وعرة جرداء في الوسط , تحيط بها من جميع الجهات صحراء قاحلة مقفرة , يحيط بالصحراء بحران وجاران تعيسان . ثم شعب غارق في الجهل والتجهيل والتخلف الحضاري والنساني منذ الأزل وحتى اليوم وفي المستقبل . ونظم سياسية متعاقبة لا تعرف من الحياة الا شيئين هما : تجهيل الشعب , ونهب الثروات , منذ الملكة بلقيس - الحقيقة أو الاسطورة - الى علي عبدالله صالح

( 2 ) استنفار
حالة استنفار قصوى يشهدها اليمن في الوقت الحاضر , نتيجة للأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية التي يتخبط فيها . من المعارضة الحقوقية السلمية في الجنوب والتي وصلت الى مرحلة المطالبة والدعوة الى الانفصال عن الشمال . الى المعارضة الطائفية المسلحة في الشمال والتي وصلت شرارتها الى أبواب العاصمة صنعاء . مرورا باللأزمة الاقتصادية الخانقة والشاملة التي تنتج الفقر والجهل والمرض للمجتمع اليمني . هذه الحالة وهذا الوضع دفع التنظيم الحاكم الى اعلان حالة الاستنفار في جميع أجهزة الدولة والحزب الحاكم ( وان لم يعد هنالك فرقا بين الاثنين ) والأحزاب الموالية ( في اليمن أربعة أشكال للأحزاب : الحزب الحاكم , أحزاب " اللقاء المشترك " وهي أحزاب المعارضة الرسمية ؟ , أحزاب المجلس الوطني " للمعارضة!؟ " وهي أحزاب موالية للحزب الحاكم , وأخيرا الأحزاب المستقلة ؟ وهي في أغلبها موالية للحزب الحاكم باعتبارها تفريخات لأحزاب أخرى ) ؟؟؟

( 3 ) خبراء
وصل الأمر بالتنظيم الحاكم في اليمن الى حد الاستعانة بخبراء أجانب متخصصين في " الولاء الوطني " . فأصبحت وسائل الاعلام الرسمية والحزبية تزخر بأولئك الخبراء في فن الخطابة والدعاية والاعلام من الدول العريقة والمتميزة والمعروفة في هذا المجال كالمملكة العربية السعودية والمملكة العربية المصرية , من أصحاب المؤهلات في الشريعة الاسلامية وفقه السياسة والحرابة واللغة العربية والبلاغة والنحو والصرف ... ومن الطبيعي أن الاستعانة بخبراء أجانب في مجال الدعاية والاعلام عامة والولاء الوطني خاصة تصرف مبرر للسلطة لكون اليمن يفتقر الى الخبرات والكفاءات في جميع مجالات الحياة ومنها بالتأكيد هذا المجال , خاصة وأن التنظيم الحاكم يسعى هذه الأيام الى غرس ثقافة الولاء الوطني في صفوف الشعب بأكمله - نتيجة للأزمات السابق ذكرها - بعد أن كان هذا الأمر / الاستهداف مقتصرا على القوات المسلحة والأمن في السابق . وبالتالي فالحاجة الى خبراء أجانب وبأعداد كبيرة أصبحت حاجة وطنية ملحة من وجهة نظر التنظيم الحاكم طبعا .

( 4 ) الولاء للوطن والولاء للرئيس
من الغريب ( طبعا في البلدان المتحضرة وليس في اليمن والعالم الثالث ) أن التنظيم الحاكم في اليمن , بأجهزته الاعلامية الرسمسة والحزبية - مرة أخرى لا فرق بينهما - والنقابية الرسمية وحتى منظمات المجتمع المدني الرسمية , يخلطون بين الولاء للوطن والولاء للرئيس علي عبدالله صالح . ففي خطابهم الاعلامي دوما ربط غريب وعجيب بين الولاء الوطني , الولاء لليمن , والولاء للرئيس القائد . وبالمقابل ربط بين الاختلاف مع التنظيم الحاكم والسلطة الحاكمة وبين الاختلاف مع الوطن والعداء للوطن والتآمر على الوطن ... الى آخر تلك المصطلحات العالمثالثية المعروفة . هنالك اتهام جاهز دوما لدى السلطة وأجهزتها الاعلامية والأمنية على السواء لكل من يختلف ويعارض السلطة وسياسات السلطة بأنه " خائن وعدو ومتآمر ولا يمتلك الحس الوطني والولاء الوطني " . من المؤسف حقا القول أنه لدى السلطة اليمنية يتساوى الوطن والرئيس ؟؟؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان


.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير




.. العربية ويكند |انطلاق النسخة الأولى من مهرجان نيويورك لأفلام


.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي




.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية