الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المهرجان الدولي للأفلام الوثائقية في أمستردام - : يدعمون الانتاج ، والعرب يكتفون بالشكوى

علي البزاز

2008 / 6 / 29
الادب والفن


يندرج «المهرجان الدولي للأفلام الوثائقية» في أمستردام ضمن الاهتمام بالتوثيق. فالفيلم الوثائقي يحتوي على المستندات والوقائع التي تشكّل، في النهاية، أرشيفاً. والأرشيف هو الذاكرةالموثّقة بمنأى عن التحريف والتزوير، بينما يستعمل العرب الكلمة العاطفية «الذاكرة» للدلالة على التأريخ. يعتمدون توصيفها شفاهياً، ما يعرّضها لعدم المصداقية والضياع والتشويه. هذا هو الفرق بين الأرشيف والذاكرة. تقول آلي ديركس، مديرة المهرجان: «استعمرت هولندا بلداناً كثيرة. الهولنديون بحّارة بامتياز، لذلك يحتفظون بوثائق هائلة عن بلدان كثيرة. من هنا جاءت فكرة تأسيس مهرجان للأفلام الوثائقية في العام 1988 حفظاً لتاريخ الشعوب. بدأ المهرجان متواضعاً. اليوم يصله نحو أربعة آلاف فيلم نُرَشِّح منها للعرض نحو 300». وهي تستغرب ضآلة المشاركة العربية في المهرجان: «لا نُهمل أية أفلام نستلمها. لدينا لجنة فحص مؤلّفة من مختّصين تُشكَّل في كل عام. نرحّب بالأفلام كلّها التي تصلنا من أنحاء العالم كافة ».
أهمية
اتّفقت غالبية الصحف الهولندية على أن أهمية الدورة العشرين للمهرجان تكمن في انتقال عروض الأفلام من سينما «سيتي» التي احتضنت دورات المهرجان منذ العام 1988 إلى صالة السينما الأثرية TUSCHINSKI في ساحة الفنان الهولندي المشهور رامبراندت صاحب لوحة «الحارس الليلي»، التي تحوّلت مؤخّراً إلى نصب من البرونز من قبل فنانين روس. ساحة رامبراندت وصالة العرض الأثرية التي أراد لها مؤسّسها في العام 1921 أن تكون منتجعاً للأحلام، أعطتا للمهرجان الانتماء الحميمي لأمستردام المفتخرة برعايتها هذين الصرحين. ساهم المكان الجديد في استقطاب 154 ألف مشاهد، أي بزيادة 14 ألف مشاهد على الدورة السابقة. يُعدّ هذا المهرجان أفضل تظاهرة للفيلم الوثائقي في العالم، وعلى مدى عشرين عاماً من التنظيم والتطوير حقّق سمعة عالمية ممتازة، من حيث نوعية الأفلام المشاركة ومساحة البلدان المتنوّعة التي تبذل شتى الوسائل للمساهمة فيه، بالإضافة إلى التغطية الإعلامية الجيّدة من الصحافة الهولندية والدولية. يتناغم المهرجان بهذا التنوّع الواسع من الأفلام والطبيعة الثقافية لأمستردام ذات الجاليات الكثيرة.
خلال السنوات الخمس الماضية، لم تتعدّ مشاركة السينما العربية في المهرجان عشرة أفلام، أي بمعدل فيلمين كل سنة. هذا رقم بائس لا يُفتَخَر به، بينما هناك كَمّ كبير من الأفلام المشاركة في المهرجانات العربية يندر حضوره في هذا المهرجان، الذي لا يضاهي شهرته سوى «الشمس الساطعة». لماذا هذا الغياب للمخرجين العرب؟ لماذا لا تُنسّق المهرجانات العربية مع هذا المهرجان ذي السمعة العالمية، الذي تُقام دورته الجديدة بين 20 و30 تشرين الثاني المقبل (هناك إمكانية لتقديم الطلبات لغاية الآن). إذا كان العالم العربي مشغولاً بحوار الثقافات وبتغيير الصورة النمطية عن العرب والمسلمين في الإعلام الغربي، فالسينما خير وسيلة حضارية لتولّي هذه المهمة، لما تمتلكه من أدوات لها صفة الديمومة، وأبرزها الصورة الأكثر عمراً في المخيلة البشرية. لماذا هذه الخشية التي تمنع الفيلم العربي من المشاركة في لقاء سينمائي دولي كهذا؟
تطوّر
ثم إن هذا المهرجان تطوّر من الاكتفاء بعرض الأفلام إلى المساهمة في الإنتاج وتشجيع كتّاب السيناريو مالياً، فهناك صناديق تمويل كثيرة تعمل معه على تطوير الصناعة السينمائية، كـ«يان فراي مان» الذي دعم في نيسان 2008 ثمانية عشر مشروعاً بمبلغ 212 ألف يورو. والسؤال: ما هو حجم استفادة الفيلم العربي من هذا التمويل؟ الجدير ذكره أن هذا المموّل دعم في العام المنصرم فيلم «سَلطة بلدي» لنادية كامل و«امرأة من دمشق» لديانا الجارودي اللذين عُرضا في الدورة الفائتة. كما أنه يُقدّم منحاً مالية لمخرجين من العالم الثالث يُنتجون أفلامهم على نفقتهم الخاصة. وإيماناً منه بسينما الشباب، يُنظم «مدرسة صيفية» بين 14 و19 تموز المقبل لدعم الطلبة من أنحاء العالم كافة في مجالي السيناريو والإخراج. المشاركة العربية معدومة في المهرجان مقارنةً بالمشاركة الإيرانية التي تحقّق تطوراً ملموساً في كل دورة. والغياب العربي هذا «موجودٌ» في الندوات وورش العمل. بهذا، يهدر الفيلم العربي إمكانات عدّة أهمها: الإنتاج المشترك الذي يستطيع أن يزيح ولو قليلاً أعباءً مالية تعاني السينما العربية وطأتها، ويساهم بفكّ عزلة الفيلم العربي، لا سيما أن المخرج العربي، ذا اللغة السينمائية، يتفلّت من الشروط التي يفرضها الإنتاج المشترك عليه أحياناً، ويحقّق حضوراً لفيلمه مستفيداً من إمكانيات الإنتاج المشترك الذي تحقّقت بفضله أفلام عربية عدّة.
يشكو العرب دائماً التهميش والإقصاء. هذا صحيح إلى حدّ ما. لكنهم لا يبحثون عن الوسائل التي تجعلهم مساهمين في الثقافة العالمية. الأنكى من هذا أنهم يُقدّمون أنفسهم ضحايا، كما أنهم يجيدون في الوقت نفسه لعب دور البطل، فيفقدون فرصة المشاركة، وتقع الثقافة العربية فريسة التصوّر المفعم بالشكوى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ


.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع




.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي


.. الأسطى عزيز عجينة المخرج العبقري????




.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ