الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموصل تحت رحمة الميليشيات !!

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2008 / 6 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مدينة الموصل الحدباء واحدة من مدن العراق الكبرى التي عانت ومازالت تعاني من الهجمات الارهابية والوضع الامني المتردي الذي أدى الى هجرة اللآلاف من العوائل كما وتم قتل الكثير من شبابها ورجالها !، وكلما تقوم الحكومة العراقية بحملة أمنية لتنظيف هذه المدينة من العصابات التي تهيمن عليها ، لكن سرعان من يعود الفلتان الامني بطريقة أسوأ ! وكانت آخر عملية قبل أيام قليلة وسميت بعملية ( أم الربيعين ) وجاءت التسمية نسبة لمدينة الموصل ، والمدهش في الامر أن حملة أم الربيعين التي قامت بها الحكومة العراقية لم تسفر عن معارك وهجومات كانت قد شنتها القوات الحكومية ضد معاقل الارهابيين او الميليشيات الحزبية التي تتحصن بتلك المدينة ! وأنتهت الحملة على لسان الناطق الرسمي لخطة فرض القانون من دون عودة المهجرين أو الامساك بالخارجين عن القانون او ضرب وتدمير معاقلهم ! وكانت الحكومة قد أعلنت عن حملة ام الربيعين في وسائل الاعلام قبل بدأها بأكثر من شهر لكي تعطي متسعاً من الوقت لأنسحاب الميليشيات الكردية من المدينة وهروب تنظيم القاعدة !!

ومن حيث لا ندري أنتقلت الحكومة الى مدينة العمارة لتقوم بعملية بشائر السلام قبل ان تفرض القانون في مدينة الموصل على الرغم من ان مدينة العمارة هادئة نسبياً قياساً لمدينة الموصل ، ولعل السبب الرئيسي الذي يكمن بعدم فرض القانون بتلك المدينة الحدباء هو سيطرة الميليشيات الكردية التابعة للحزب الوطني الكردستاني بزعامة مسعود البرزاني على المدينة ومحاولة تكريدها منذ سقوط النظام الدكتاتوري عام 2003 ، فقد زور الاكراد الانتخابات في المحافظة وجعلوا من محافظ المدينة كردياً بينما هي مدينة عربية يعرفها التاريخ جيداً وفرضت قوات البيشمركة على الكثير من قصبات واقضية المدينة أن لا ترفع العلم العراقي وبالقوة ! والعلم الكردي يرفرف فوق الكثير من الدوائر الحكومية ! وكم أعتقلت هذه القوات من العرب والتركمان والاشوريين في مدينة الموصل وأودعوا بسجون البيشمركة في مدينة أربيل ومازالوا ! والغريب في الامر ان الحكومة العراقية لا تحرك ساكناً ضد محاولات الاكراد البائسة في تكريد هذه المدينة للمساومة على مدينة كركوك فيما اذا نجحوا في عملياتهم وفرض السيطرة الكاملة في الموصل ، وقبل سنتين قامت ميليشيات البيشمركة بضرب منطقة سنجار وتفجيرها بالكامل عبر شاحنات النفط التي كانت قادمة من مدينة اربيل وتم قتل اكثر من 500 أنسان من اليزيدية بطريقة اقل ما يقال عنها خسيسة وجبانة ، وقيدت الجريمة ضد الارهاب القاعدي ! في حين كانت سنجار محمية من قبل البسشمركة ! وطبعاً كان الهدف من هذه العملية هو ضم اليزيدية في سنجار الى أقليم كردستان !!

وتقوم الميليشيات الكردية بهذه العمليات التخريبة والهدف من وراءها واضح وهو الفوضى الامنية وعدم الاستقرار للحصول على الكثير من المكاسب من الاراضي والاموال في ظل حكومة ضعيفة تعرف الجناة الحقيقيين وتسكت !!

ولعل أرتفاع حصيلة ضحايا أنفجار الشاحنة المفخخة التي قادها انتحاري في مدينة الموصل الى نحو 92 شهيدا وجريحا في الاسبوع الفائت دليلاً واضحاً على مدى تمادي عصابات الميليشيات الكردية في زرع الفتنة وتردي الاوضاع ، وإلا فبأستطاعة الحكومة معرفة هذا الانتحارية من خلال الشاحنة التي تحمل ارقام تسجيل ومن اي جهة كانت قادمة !

الناس في مدينة الموصل متذمرة من الوضع البائس داخل المدينة وسيطرة الميليشيات عليها ، ويعرف الجميع أن تنظيم القاعدة الارهابي وحثالات البعث التي عاثت بالبلاد الفساد والدمار قد أصبحت تلفظ أنفاسها الاخيرة وهي غير قادرة على عمليات قتل وتفجيرات كبيرة بعد أن تمكنت القوات الامريكية من سحقها بالكامل ومطاردتها في مدن عراقية كثيرة خاصة بواسطة الطيران الامريكي الذي تمكن من هؤلاء .

لكن المؤلم في الامر أن الحكومة العراقية التي أستطاعت تطهير مدينة البصرة من الميليشيات الشيعية التابعة لايران ومناطق كثيرة من العاصمة بغداد ، لهي عاجزة تماماً من فرض الامن وطرد الميليشيات الكردية من مدينة الموصل ، وقد أعترف الناطق بخطة فرض القانون هذا اليوم بأن الوضع الامني في الموصل عاد الى الوراء وهو أكثر سوء من ذي قبل ! !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير