الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقد قتلوا الياس!

غسان سالم

2008 / 6 / 30
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


يفترض من الشرطة أن تكون حامية للمواطنين، ويفترض من جحافل (مهزلة أم الربيعين) أن تعتقل الإرهابيين قتلة المواطنين، لا السكان البسطاء، المغلوب على أمرهم بـ(فرمان) الهي!.
من هو الياس؟
الياس مواطن ايزيدي، من مواليد شنكال المفجوعة بتراجيديا أبدية، وهذا المواطن! لا شان له بالسياسة، أو مشاهدة القنوات الإباحية، الممنوعة بأمر من السلطان، المفوض الأول للإله المحتال! وهو -أي الياس- لا يشاهد فضائية (الشرقية) المحرضة على دولة القانون، دولة ما بعد قائد الإفلاس العربي، صاحب مقولة (عليهم!).
الياس، كان يعمل في بلدية بعشيقة، لا كعضو فاسد، أو كسمسار لبطاقات (الكاز) المفقود في بلد النفط المسروق!، يعمل منظف ، كناس شوارع، بأجر زهيد، والياس إنسان بسيط جدا، لم يشغل عقله بأي قضايا، لا محلية، ولا وطنية، ولا إقليمية، حتى انه لم يميز يوما ما ، بين دولة العراق الإسلامية، أو دولة العراق الفيدرالية، فهما سيان عنده، وكل ما يعرفه من مسؤولين كبار، مسؤوله المباشر في العمل (مراقب عمال التنظيف)، وأعظم أداة يتقن استعمالها، مكنسة البلدية!.

لماذا اعتقلوا الياس؟
لأنه الياس، واسمه يطابق احد المطلوبين في قضية لا علاقة لها بالإرهاب.
لكن، الم تعلم شرطة الحمدانية (منفذة عملية الاعتقال) بان الياس مواطن بريء، وهو من طبقة المغلوب عليهم، ويعمل كناسا في بلدية بعشيقة، ولا شان له بتلك القضية، قضية دعاء، التي أصبحت مسمار جحا في جدار الايزيدية الهش أصلا بقرار من المجلس البلدي، عفوا المجلس الروحاني لعبدة الإله الساقط من مجمع الآلهة في معبد (يزدان)!.
لم يطلقوا سراحه، على الرغم من جميع التأكيدات والدلائل بأنه ليس المطلوب، وكل ما في الأمر تشابه أسماء. لماذا؟ لأنهم أرادوا عددا محددا من المعتقلين، رقما، بأمر احد رجال الأمن في زمن النظام السابق، الذي أصبح الآن برتبة عقيد، أو عميد، وربما يصبح لواءا، الله اعلم!
لأن اولئك يعرفون جيدا من أين تؤكل كتف الأبرياء.

الياس جثة هامدة
أخيرا، أعادوا الياس، لكن، بعد أن عذب حتى الموت، أعادوه لوالدته الشنكالية (عدولي)، وهي ما تزال تردد بلهجتها الشنكالية المعتادة على الحزن: ابني بريء.. ابني بريء..
لقد استصغروا حياته، لأنه ايزيدي (محتقر!)، وهم يعلمون إن لا دية للايزيدي! ولا سلطة تحاسب قتلة الايزيدي! على العكس، دائما يكافأ القتلة.
***
حقا، إننا قوم منبوذون، مصابون بداء الشقاء، أو بلعنة أبدية اسمها (الايزيدية).










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل.. تداعيات انسحاب غانتس من حكومة الحرب | #الظهيرة


.. انهيار منزل تحت الإنشاء بسبب عاصفة قوية ضربت ولاية #تكساس ال




.. تصعيد المحور الإيراني.. هل يخدم إسرائيل أم المنطقة؟ | #ملف_ا


.. عبر الخريطة التفاعلية.. معارك ضارية بين الجيش والمقاومة الفل




.. كتائب القسام: قصفنا مدينة سديروت وتحشدات للجيش الإسرائيلي