الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المكافأة

ضمد كاظم وسمي

2008 / 7 / 2
الادب والفن



إشرأبت الاغنام برؤوسها الى شفير الوادي .. وهي تتشوف الى خطر غشوم . غلالة كثيفة من دخان الرعب تتصاعد امام اعينها .. الوادي المعشوشب ارتدى ثوباً كأنه الشفق .. شواظ مثل اشواك العقارب تنغرز في شغاف قلوبها . ما ان عسعس الذئب بملامحه المنقبضة حتى تصارمت الضأن .. وتصدعت قلوبها ، وشغر الوادي منها .. فيما انجلت الغبرة عن كبش أقرن يعدو بأجناب تهتز من الفزع في اثر الذئب المنطلق كالسهم . الراعي اعتقل لسانه .. حملق في الهول المرعب بعينين متورمتين صعدت الدموع اليها .. وانفجرت شفتاه عن كلمات صامتة كريح عقيم .. راحت قواه تخور مثلما يحترق عود جاف من التبغ .. وعصاه التي كان يهش بها على غنمه ، صارت هشة لاتنفع حتى في المهارشة .
انطلقت رصاصة من بندقية فارس مستطرق ! .. فنكص الذئب على عقبيه هارباً .. والكبش لما يزل يهرع اليه اينما ولّى ! .. طلقة ثانية حسبها اصابت من الذئب مقتلاً .. تركته كومة بلا حراك ، لكن الخروف (( المسبوع )) لايني يجري بلا هوادة كسيل منحدر .. حتى ارتطم بجثة الذئب .. وقف واجماً كمن اعضله أمر .. جاء الراعي بعينين ستجحظان خارج رأسه في اية لحظة ! .. فيما زادت شرايين رقبته انتفاخاً واستدارة .. حط الفارس على رؤوسهم كقدر .. فتح الذئب اشفار عينيه .. ارتال من الابر المدببة تخترق صدغي الراعي المعقربتين .. اراد ان يتعاقل ، لكنهما انتفضا عدواً باتجاه الجبل المطل على الوادي .. ومـا ان حلّ الذئب بوكره حتى أومأ الى الراعي الذي جلس القرفصاء مرتعداً .. الى جنب الذئب الذي غطّ في نوم عميق بعد جهد وتعب شديدين .. ربما لم يكن الذئب جائعاً .. فيما راح الراعي يدور بعينيه دون ان ينبس ببنت شفة .. دون ان يريم مكانه كقعدد .
بهت الفارس .. ثم طفق يقلب الرأي طويلاً .. وبعد ان زالت عنه غمة الدهشة .. استعاد اتزانه .. بل نكأ جواده بمهماز .. سائقا الكبش المذهول امامه .. واعاد لقطيع الغنم روعه ونزل به في الوادي المعشوشب .. ثم عاد ادراجه صوب الجبل بحثا عن الراعي الذي اسّره الذئب !..حيث لايدري ما وطّن الذئب عليه العزم : ايهصر الراعي بين ذراعين .. ام يفتت رأسه بضربة ناب قاتلة ؟ .. وما ان صار الفارس على باب المغارة حتى اطلق في الهواء رصاصة مدوية .. نهض الذئب مكشراً .. وبدت شرايينه المنتفخة في رقبته متصلبة مثل حبل مشدود من الطرفين .. لكنه توارى في دهاليز المغارة المتشعبة .. فأبتسم الفارس في اغتباط عندما رأي الراعي في مكانه لم يبرحه .. وقد حط عليه الرعب ، وملأ عينيه النوم . ولكن ما ان جأر به حتى فزع وهرب مسابقاً للريح باتجاه الوادي .. اراد الفارس ان يودعه بعد ان اطمأن عليه وعلى قطيعه ، فثارت في نفس الراعي رغبة ملحة لمكافأة الفارس على صنيعه الجميل .. بيد انه كلما اقدم على امر كهذا اسقط بيده .. وأخيراً قرر على مضض اهداءه الكبش (( المسبوع )) .. فتمنع الفارس كثيرا في قبوله .. ثم اخذه بعد كثر الحاح وتوسل .. وسار به الى حيث موطنه .. طالعته بعد طول مسير اضواء النجوم تتلألأ على صفحة ماء النهر كسرب من الفراشات المتراقصة .. اراد الكبش ان يعب الماء فانهارت به ضفة النهر لينزلق الى الاعماق .. ترجل الفارس من جواده وردد حكمته المعهودة "
• ليس من الضروري ان يكون الفارس عبداً لسلاحه في كل مرة .
تجرد من اثوابه وبندقيته ونط الى اعماق النهر لانتشال الكبش .. وما ان صعد به الى سطح الماء حتى قفز الكبش ، وبنطحه مباغته على ام رأس الفارس .. ارسله الى قاع النهر البعيد واسدل على حياته النهاية الابدية .. خرج الكبش من الماء يرقص وينتفض مولياً وجهه شطر الوادي .. استقبله الراعي بابتهاج وانتزع من قرنيه المدماتين شوكة الموت .. وقال في نفسه :
• فما املته وانتظرته حدث بالفعل !!! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف