الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بناء الشخصيه الوطنيه كيف؟

عبد العزيز الخاطر

2008 / 7 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


ربط المصير بدولة القانون واستقلال القضاء
القطرى وبناء الشخصيه الوطنيه كيف؟
( كاتب من قطر )
كان تشرشل زعيم الانتصار البريطانى فى الحرب العالميه الثانيه يسأل عن استقلاليه القضاء عندما يزور اويتحدث عن اى دوله او مجتمع ينوى زيارته او تقييم وضعه ومكانته بين الامم . لايسال عن اىشى اخر سوى استقلالية القضاء ليدرك بعد ذلك مصير ومستقبل تلك الدوله وذلك المجتمع. بنية المجتمع المدنى الحديث تقوم على ذلك وغياب تلك الاستقلاليه يصل تاثيرها الى بنية الشخص النفسيه والعقليه كذلك.
عندما لايواكب الاطر القانونيه والاداريه والتشريعيه بصفه عامه تطور حقيقى في بناء شخصية انسانها او مواطنها وذلك ينتج عن امور عده سوف اشير الى بعضها لاحقا يحدث خلل كبير فى عملية التنميه المرتجاه لايساعد على تطور هذه الاطر وتلك التشريعات الى الافضل او باتجاه المواطن كهدف ومبتغى من وضعها اساسا.بمعنى اخر ان الاتكون هناك تغذيه نقديه راجعه من جانب المواطن تساعد على تطويرها وتعديلها بل يغلب خصائص النفسيه المضطربه على الردود ويسود الصمت عداا ومضات من الهمس الخفى هنا وهناك. خطورة ذلك انه يعطى مؤشرات خاطئه لصاحب القرار ومصدره بان الامور جميعها على ما يرام ولاتحتاج حتى الى مراجعه فينتفى عن العمليه حتى بعدها الانسانى الخطاء وتفتقد عملية التفاعل الايجابى اللازمه بين متخذ القرار من جهه والمتأثرين به من جهه اخرى فتصبح الخساره على المجتمع ككل.
ان بناء الشخصيه الوطنيه الحقيقيه التى تجعل من الوطن ومصلحته بؤرة اهتمامها امر هام وضرورى واساسى لبناء المجتمع المترابط الفعال و المتفاعل فى نفس الوقت فالمطلوب اولا عملية تفكيك نفسيه لشخصية المواطن واعادة تركيبها بشكل اخر يستبعد منها اهم عاملين مسؤولين عن توترها وعدم تفاعلها بايجابيه وهما: الخوف وعدم الثقه ومن مظاهر هاذين العاملين ينتج تشوه حقيقى يجعل من المواطن يقول ويمارس شيئا وهو فى السلطه او المنصب وييتحدث
ويمارس نقيضه تماما بعد خروجه من المنصب او السلطه اذا جاز لنا تسميتها فالنقد لدينا ليس حاله ثقافيه وانما حاله كيديه فالخوف اثناء المنصب تحول الى نقيضه دون اتزان حتى فقد وظيفته وجرى الاستهانة به تبعا لذلك .ومن مظاهر هاذين العاملين ايضا التمسك بالمنصب حتى على حساب القناعه وهى ظاهره خطيره اى ان يعمل الانسان ويمارس دورا لاترتضيه قناعاته ولا ضميره كذلك نتيجه الخوف وهى اقرب الى الجاسوسيه وعدم الثقه فى بناء الدوله التنظيمى.ومن مظاهرها كذلك تشويه نمط العلاقات الانسانيه بين افراد المجتمع فالعلاقه مع صاحب المنصب فى منصبه شىء وبعد خروجه من ذلك شىء اخر مما يساعد على تفكيك المجتمع ويزرع الشكوك والهواجس بين افراده.
الان كيفية الخروج من هذه الحاله المرضيه تتاتى بزيادة جرعات المجتمع المدنى فى شرايين المجتمع التى من اولوياتها كما اشرت فى المقدمه استقلال القضاء وبنا هياكل مجتمع مدنى حقيقيه تنبع من داخله ومن وسطه الاجتماعى وبمحض ارادته. فالمواطن العربى اجمالا مالم يتحرر من الخوف المتوارث داخله والذى نعت بانه و صفه مطلوبه ومبتغاه خوفا من المجهول والشرور القادمه وجرى تابيده بناء على ذلك. لم يثمر امنا من الشرور ولا سلامة من المجهول بل تمظهرت اعظم انجازاته فى تأليه الزعيم والقائد حيا وانتقاده الى درجة تعريته من ثيابه ميتا
ولقد سبق للزعيم الراحل انور السادات ان وضع شعارا لمرحلته تحت مسمى " لو كان الخوف رجلا لقتلته ليأمن شعبى" ولكن مجتمع الشعارات ايضا مظهر من اخطر مظاهرغياب المجتمع المدنى الحقيقى لانه يجرى الاكتفاء بها دون العمل من اجل تحققها فعليا على ارض الواقع وهى كذلك حضن دافىء للخائفين من غياب اليات المجتمع المدنى ومؤسساته الحقيقيه. يلتحفون بها طالما هى مصدر امن وينزعونها متى اصبحت عبئا ثقيلا وخطرا ماثلا ولو كانت من صلب العقيده والمعتقد.تبدو كذلك اهمية ربط الانسان العربى بصور تاريخه الانسانيه منها امرا مطلوبا ما عدا ما يتعلق بالنظام السياسى او السلطه السياسيه فيجب العمل على تحريره من تابيدها وربطه بالحاضر لانها سلطه مدنيه متحركه ترعى مصالح الانسان المرتبطه بشرع الله.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل قانون الجنسية الجديد في ألمانيا| الأخبار


.. صحيفة العرب: -المغرب، المسعف الصامت الذي يتحرك لمساعدة غزة ب




.. المغرب.. هل يمكن التنزه دون إشعال النار لطهو الطعام؟ • فرانس


.. ما طبيعة الأجسام الطائرة المجهولة التي تم رصدها في أجواء الي




.. فرنسا: مزدوجو جنسية يشغلون مناصب عليا في الدولة يردون على با