الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاصرار على الخطأ

عزيز العراقي

2008 / 7 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


يستكثر البعض على الامريكان بانهم يريدون عقد الاتفاقية مع الحكومة العراقية على اساس المنتصر والمهزوم . اليس هذا حقيقة الواقع ؟ العراقيون بعد خمسة سنوات من الاطاحة بالنظام الصدامي على يد الامريكان – وهو الانتصار الاول للامريكان – لم يتمكنوا من ان يلتفوا حول مصلحتهم الوطنية , بل ازداد بعضهم ممن يمتلكون السلطة في التعنت لتوجهاته الطائفية والقومية , وهو الانتصار الثاني والاهم بالنسبة للامريكان . فما الذي يدعوهم من ان يتعاملوا متكافئين لانجاز الاتفاقية مع العراقيين ؟

فالطائفية الشيعية لاتزال ومنذ استلام السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى رئاسة مجلس الحكم في دورته الشهرية , تدافع عن المصالح الايرانية . وكلنا يتذكر كيف كان بمثابة رئيس العراق وطلب تعويض ايران بمئة مليار دولار عن خسائر حربها مع النظام الصدامي . ونحمد الله ونشكره اذ كان الحساب بسعر النفط القديم , ولو كان الآن لطالب بالف مليار دولار , اي ان العراقيين يدفعون للنظام الايراني من اليوم الى يوم القيامة .

ورغم تفسخ قائمة " الائتلاف " الشيعية , وتبرء كل الاطراف التي خرجت منها من شبهة الطائفية . الا ان البعض من زعماء حزب الدعوة – الذي لايزال مع المجلس فقط في اطار "الائتلاف" – يستمرء الشراكة مع المجلس الاعلى لضرورات حزبية وشخصية , وهذا ما تجسد في اتفاقه الستراتيجي مع المجلس وتشكيل مجموعة الاربعة مع الحزبين الكرديين الرئيسيين . لقد كان من المؤمل ان يظهر حزب الدعوة بشكل اكثر جذرية بعد الخطوات الوطنية الجريئة التي اتخذها رئيسه السيد المالكي بصفته رئيس الوزراء العراقي , من استعادة الامن, وخطوات المصالحة الوطنية , وتفجر الدفق الوطني نتيجة الصراع حول البنود المجحفة للاتفاقية مع الامريكان . وكان من المؤمل وقبل غيره من الاحزاب الشيعية ان يمايز نفسه عن الاطار الطائفي الذي ضم قائمة " الائتلاف " , لما يمتلكه من موروث نضالي وطني منح الطائفة الشيعية قبل غيره وسام شرف المقاومة للنظام الصدامي , وقبل المجلس الاعلى الذي شكلته ايران لضرورات الحرب مع النظام الصدامي .

وكان المؤمل ايضاً من التهدئة والمرونة التي ابدتها القيادة القومية الكردية في الاشهر الاخيرة , ومحاولات التفاهم مع الحكومة المركزية في الوصول للحالة الافضل التي تجسد وحدة مصالح الوطن والجماهير , وتعطي الزخم المطلوب للمشروع الوطني العراقي . الا ان التوجهات السياسية ظلت تراهن على فاعلية التحالف مع الطائفية الشيعية , خاصة بعد ان تمكنت من ضم الحزب الاسلامي السني الى تجمع الاربعة , واعتبرته نجاحاً باستكمال مقومات ( المكونات ) العراقية . ومما لاشك فيه ان الاصرار على استمرار التوجه الطائفي القومي في السيطرة على توجيه العملية السياسية, سيسلب النجاحات التي انجزتها حكومة المالكي باتجاه تثبيت الامن وتطوير خطوات المصالحة الوطنية من جوهر توجهاتها الوطنية , وتبقي الحالة العراقية في الارض الرخوة القابلة لكل الانهيارات . وفي نفس الوقت ستكون النقطة الاضعف في صراع المفاوض العراقي مع الامريكان حول مسألة الاتفاقية , وهي التي يسعى الامريكان والايرانيين لادامتها وتعميقها عند العراقيين .

ومن الغريب ان تستمرالادارة الامريكية في تمسكها بهيكلية المشروع الطائفي والقومي بعد ان ادركت من خدمته الكاملة لتوسيع وترسيخ النفوذ الايراني . وكعادتهم في الاصرار على الخطأ , سيدرك الامريكان مهما طال الزمن ان لامجال لنجاحهم في العراق بدون الاتفاق مع المشروع الوطني , وعقد اتفاقية تنصف حقوق الطرفين , وهو البديل الوحيد لانقاذ السياسة الامريكية من فشل تخبطاتها في العراق .
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اطفال الشطرة يرسمون لغزة


.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا




.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ


.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت




.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا