الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الخروج من تنور الطين
سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر
(Sohel Bahjat)
2008 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية
![](https://www.ahewar.org//debat/images/fpage/art/1.jpg)
من المؤسف حقا أن نجد الإعلام العراقي لا يزال يروج للثقافة القديمة، تلك العقلية التي هيمنت و لا تزال على كل مستويات المجتمع و الطبقة الفقيرة هي التي تدفع ثمن هذه العقلية الكارثية، فقد طلعت علينا قناة العراقية بتقرير عن "خبز التنور الطيني"!! و أنه ألذ من التنور الحديث و راح المراسل يزوق خبز التنور القديم و أن خبز التنور الحديث ليس بذلك المذاق!! و لو اقتصر الأمر على الخبز لما كان هناك من مشكلة، لكن مجتمعنا يفعل ذلك في كل المجالات.
فربما تكون عربة يجرها حمار أكثر متعة من سياقة سيارة مرسيدس و بيت القصب أفضل من الشقق السكنية المكيفة و اللعب بالأحجار أكثر متعة من كل الألعاب الإلكترونية و هلم جرا..!! و كأنه مكتوب على العراقيين أن يبقوا في عصر الرقم الطينية بدلا من عصر الرقميات "الديجيتال"، و لا أستبعد أن هناك جهات متنفذة توجه الثقافة و العقلية العراقية بهذا المنحى و الاتجاه عن عمد و قصد بهدف إبقاء الإنسان العراقي مقيدا بالماضي و البالي و المتخلف ليسهل تدجينه و احتواء روحه المتمردة "و هذا التمرد لو استثمر في الجانب الإيجابي الديمقراطي فسيكون مفيدا جدا للمواطن و الدولة".
إن غالبية النظام العربي و الإسلامي ـ و العراق كان جزءا من هذه المنظومة حتى 2003 ـ تتبنى هذا النوع من الثقافة و نمط التفكير القائم على تقديس القديم و أفضليته و الحنين إلى الماضي، و النتيجة الطبيعية لهذه الثقافة هي جمود عقلي و ركود اقتصادي و مستقبل مجهول، إن شعوبنا لا تستسيغ التغيير، رغم أن هذا التغيير هو سمة ضرورية لأي مجتمع بشري، و لا ننسى هنا كلمات علي بن أبي طالب الذي قال: لا تربوا أولادكم على ما رُبيتم عليه فقد خلقوا لزمان غير زمانكم.."!!.
من هنا كان التغيير هو ضرورة عقلية منطقية و دينية قبل أي اعتبار آخر، ففي دولة غنية بالنفط و الثروات و كل أسباب الغنى الأخرى في بلد كالعراق نجد أن من الضروري أن ننمّي روح الفرد ـ و الفردية لا تعني الأنانية كما يُصوّرها البعثيون و الإسلاميون و الشيوعيون ـ بقدر ما تعني تنمية روح الحرية و مساهمة كل مواطن في بناء الدولة الحديثة عبر ممارسته حريته و تعبيره عن رأيه و دفاعه عن حقوقه الشخصية "المواطن هنا هو المرأة و الرجل على حد سواء"، عبر هذا الطريق يمكننا تجاوز مأساة العقل الحالي "الإيمان السلبي بالقناعة" و جعل الحكومة مجرد أداة بيد الشعب.
Website: http://www.sohel-writer.i8.com
Email: [email protected]
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. سيارة ليموزين فاخرة وحصان وتماثيل.. بوتين وكيم يتبادلان الهد
![](https://i4.ytimg.com/vi/pk3-fZT4vHY/default.jpg)
.. غزة: مدينة منكوبة تاريخها عريق ومستقبلها غامض
![](https://i4.ytimg.com/vi/_UxEi9-GXs8/default.jpg)
.. ما أهم ردود الفعل في إسرائيل على خطاب حسن نصر الله وتهديداته
![](https://i4.ytimg.com/vi/20rMXsYQXm8/default.jpg)
.. الولايات المتحدة.. بائعة قهوة تلقن زبونا درسا قاسيا! • فرانس
![](https://i4.ytimg.com/vi/M_RLfhfZwkk/default.jpg)
.. ممثلو الأحزاب الفرنسية يعرضون برامجهم أمام جمعية -أرباب العم
![](https://i4.ytimg.com/vi/TYkvaFAEMgQ/default.jpg)