الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحالف حماسي ... الهدنة مع العدو اهم من الوحدة الوطنية

ابراهيم علاء الدين

2008 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


عقد في غزة مساء الاحد الماضي اجتماعا ضم ست فصائل (حماس والجبهة الشعبية القيادة العامة ومنظمة الصاعقة وجبهة النضال الشعبي وحركة الاحرار الفلسطينية والوية الناصر صلاح الدين)، وقال بيان عقب الاجتماع ان المنظمات الست "أكدت على أهمية مواصلة تنسيق المواقف و الالتزام بخطوات الإجماع الوطني الذي تحقق لما فيه مصلحة شعبنا و تخفيف معاناته، مع أهمية أن تبقى هذه التهدئة بعيدة عن كافة أشكال المناكفات و التجاذبات السياسية و المصالح الفئوية الضيقة".
وكشف البيان المقتضب الذي وصل وكالة الانباء العربية بالبريد الالكتروني النقاب عن العديد من النقاط الغامضة منها ما يتعلق بالهدنة مع العدو الصهيوني ومنها ما له علاقة بحالة الانقسام في الساحة الفلسطينية.
فللمرة الاولى يكشف البيان عن اطراف تحالف التهدئة الفلسطيني، ويظهر بوضوح ارتباطها بالنظام السوري وتتكشف عمق العلاقة التي تربط حماس تحديدا بالمحور السوري الايراني، ويوضح البيان في نفس الوقت ان حماس لا تلعب وحدها في "دولة غزة الاسلامية" فمعها خمس فصائل اخرى. في مواجهة الفصائل الوطنية الديمقراطية فتح والجبهتين الشعبية والديمقراطية ومعهم عدد من التنظيمات الاخرى .
ومما يثير الدهشة انه وبالرغم من وضوح العلاقة بين حماس وحلفائها من الفصائل المرتبطه ارتباطا وثيقا بالنظام السوري (القيادة العامة والصاعقة) الا انها ومعها هذه الفصائل تدعو حسب ما ورد بالبيان "الاشقاء المصريين إلى العمل سريعا من اجل تطوير اتفاق التهدئة ليشمل الضفة الغربية حرصا على عدم ترك المجال أمام الاحتلال في مواصلة جرائمه في الضفة تحت ستار التهدئة".
فكيف يمكن فهم هذه المعادلة علاقة جيدة مع الحكومة المصرية ، من قبل تنظيمات مرتبطه بالخط الاستراتيجي والتاكتيكي مع النظام السوري ( الصاعقة تنظيم بعثي سوري مرتبط ايديولوجيا وفكريا وتنظيميا وماليا بالنظام في سوريا والقياده العامة مرتبطة بوشائج عميقه مع الاجهزة السورية) فيما قيادة حماس تقيم في سوريا ويدعو الاشقاء المصريين الذين لا تربطهم بالنظام السوري علاقة موده بل علاقة متوترة مأزومة .
فهل يكشف البيان الذي لا تزيد عدد كلماته عن 150 كلمة عن انفراج في العلاقات المصرية السورية ؟ وعلى أي اساس ؟ هل على اساس ان المفاوضات السورية الصهيونية دخلت مراحل جادة وان النظام السوري بدأ فعليا مغادرة موقع الممانعة؟.
وبالتالي تنطلق العلاقات المتنامية بين حماس والحكومة المصرية من قاعدة التحولات في الموقف السوري، وهل نفهم من ذلك ان التهدئة على خطوط التماس في غزة ستكون طويله، وان هناك تحولا جذريا في مواقف حماس من المقاومة المسلحة لدرجة التهديد بالويل والثبور كل من يحاول تعكيرها، الى ترسيخ واطالة امد الهدنة مع العدو كما يشير البيان " اكدت الفصائل على أهمية أن تبقى التهدئة بعيدة عن كافة أشكال المناكفات والتجاذبات السياسية و المصالح الفئوية الضيقة".
انه بيان ثري للمنظمات الست ثراء البيان الشيوعي الذي شغل العالم نحو قرن من الزمان ، وما زال صداه في كثير من اصقاع الارض ، يحمل في طياته اشارات لتحولات كبرى قد تشهدها الساحة الفلسطينية والعربية ، من ابرز معالمها ان الحكومة المصرية بدلا من السورية ستصبح الطرف المؤثر في سياسات وممارسات حركة حماس التي حملت لواء الرفض المطلق لاي نوع من المساومة والتهادن والهدوء الذي كان الرئيس الشهيد ياسر عرفات يسعى لتحقيقه في بعض اوقات ذروة الوحشية الاسرائيلية التي طالت حتى مكتبه وغرفة نومه في المقاطعة برام الله ، وكانت حماس تغذي رفضها الذي تحمله بياناتها وتصريحات زعمائها بارسال من تمكنت من تضليلهم للقيام بعمليات انتحارية مقابل ضمان الجنة، لعرقلة توجهات وبرامج وسياسات الرئيس عرفات، ولكسب المزيد من الانصار والاعضاء السذج الذين تحركهم عواطف الانتقام البدوي دون أي ادراك للعواقب السياسية والامنية والاقتصادية على الشعب والوطن.
والان يا سبحان الله نجد حماس ومعها تنظيمات تابعة تبعية كاملة لنظام الممانعة السوري تدعو كما جاء في البيان "إلى استمرار تفعيل الدور المصري الضاغط على الاحتلال لإلزامه بتنفيذ بنود التهدئة و الالتزام بروحها من خلال عدم استفزاز مشاعر شعبنا و قواه المجاهدة و التعامل بجدية و ايجابية مع موضوع فتح المعابر و الإنهاء الفعلي للحصار".
كما دعت الفصائل الست الحكومة المصرية "للإسراع بالإجراءات التي تكفل إنهاء إغلاق معبر رفح و فتحه أمام حاجات شعبنا و تحركاته بشكل عام".
للتذكير فقط فان الاشقاء المصريين تربطهم بالعدو الصهيوني معاهدة كامب ديفيد ، وموقفهم من الصراع الفلسطيني الصهيوني واضح ، فهم مع السلام على قاعدة القرارات الدولية وفي مقدمتها 242 والمبادرة العربية (الارض مقابل السلام) ، ودعم اتفاق اوسلو ووتوجهات انابوليس وخارطة الطريق وكل الخطوات التي تقوم بها السلطة الوطنية.
واختتم البيان بفقرة على درجة عالية من الاهمية اتمنى على القراء الاعزاء ان تنتبهوا ويدققوا بمدى اهميتها ومغزاها، فقد نصت الفقرة على ما يلي:
"و في نهاية الاجتماع ثمنت الفصائل المجتمعة دور الحكومة الفلسطينية بقيادة دولة رئيس الوزراء الأستاذ إسماعيل هنية المتواصل في الحرص على تحقيق الإجماع الوطني و رعايته و خدمة المصالح الوطنية العليا لشعبنا المجاهد".
الا تتعارض هذه الفقرة يل تتناقض مع كل ما يشاع (كذبا على ما يبدو) عن المساعي لتسوية الخلافات بين حماس والسلطة الفلسطينية وانهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية، فرئيس الحكومة في السلطة هو السيد سلام فياض ولديه حكومة وفيها وزراء ولها دوائر ومؤسسات وهي بنظر السلطة وحركة فتح والعالم هي الحكومة الشرعية.
فيما حماس والفصائل الخمس يعتبروا ان الحكومة الشرعية هي حكومة حماس وان رئيس الحكومة هو دولة رئيس الوزراء الشيخ اسماعيل هنية.، فكيف اذن يمكن انهاء الانقسام ، من الذي سيتنازل عن حكومته ؟؟ حماس ام فتح؟؟؟
يبدو ان كل الحديث عن انهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية هو مجرد محاولة لكسب الوقت من قبل حماس متوازية مع الهدنة مع العدو الصهيوني، بهدف التمكن من احكام سيطرتها على قطاع غزة وتثبيت اركان سلطانها وهيمنتها.
والذي يعزز هذا الاعتقاد ان البيان لم يشير اطلاقا الى تعرض المنظمات الست لموضع التشرذم والانقسام الذي تعانيه الساحة الفلسطينية والذي فجرته حماس بانقلابها العسكري العام الماضي.
فالاجتماع حسب البيان خصص لموضوع الهدنة مع الكيان الصهيوني وتركز على مناشدة الاشقاء المصريين لتاكيدها وتطويرها وتوسيعها ، مع ان الانقسام احدث خللا وكوارث على الشعب الفلسطيني كان حصار غزة وتجويع اهلها احد نتائجه الماساوية.
اتمنى (مع ان الكثير من امنياتي عادة تذروها الرياح) ان تكون قرائتي خاطئة وان تصفعني حماس بتوضيح يجيب على كل التساؤلات السابق ذكرها وتبين موقفها ومدى استعدادها الحقيقي للتراجع عن انقلابها واعادة غزة للسلطة الشرعية، و تقبل الانخراط في اطر العمل الفلسطيني الموحد. وان تكف عن استغلال دماء الغلابا والمساكين من اهل غزة الطيبين لتحقيق مآرب واهداف سياسية.
وربما احتاج الامر قبل ان اختتم هذه المقالة الى التحذير من ان سياسة التكتلات والاحلاف في الساحة الفلسطينية هي سياسة مدمرة للكثير من منجزات شعبنا وهي تعمق التشتت والانقسام، ورغم المرارة والالم الذي قد تسببه الاصطفافات الفصائلية لكن ما يثير بعض الارتياح هو ان هذه التحالفات وتعزيز الهيمنة الحماسية وحلفائئها على قطاع غزة ابدا لن توقف مسيرة اقامة الدولة الفلسطينية المستقله التي لن تكون ابدا دولة خلافة اسلامية بل دولة ديمقراطية ليبرالية حرة كما قال الرئيس محمود عباس.
ابراهيم علاء الدين
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس حماس في الضفة الغربية يدعو الأردنيين لـ-مواجهة مشروع ضم


.. الموريتانيون يدلون بأصواتهم في الجولة الأولى من انتخابات الر




.. إيران.. جولة إعادة لانتخابات الرئاسة بين بزشكيان وجليلي


.. موفدنا يرصد الأوضاع في بلدة عيتا الشعب المحاذية للحدود مع إس




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات بعد عودة جيش الاحتلال لمنطقة الش