الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيلماز جاويد وسؤال مالعمل؟

عبد العالي الحراك

2008 / 7 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


سؤال مهم .. مالعمل؟ كلمة تسبقها اداة استفهام , طرحه لينين واجاب عليه ببرنامج ومنهج عمل في سبيل نجاح الثورة الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي آنذاك. وقد نجحت الثورة واهتز العالم بالعمل الشيوعي الصحيح ودامت التجربة عشرات السنين . وعندما غاب السؤال (ما العمل ؟) فشلت التجربة . انه سؤال يجب ان يطرح ويعاد طرحه بين الفترة والاخرى , خلال المراجعة الدورية وتجاوز الاخطاء . فجر(غورباتشوف) اذيال خيبته وتفتت الاتحاد السوفييتي. مع الفارق الكبير بين الطرحين , لنفس السؤال( طرح بيلماز جاويد وطرح لينين) , ولا اعظم لينين على بيلماز جاويد او أي انسان آخرعلمي , مخلص ومواظب ان يحقق لشعبه وللانسانية , ما حققه لينين للشعوب السوفيتية وللبشرية جمعاء. اخي جاويد لم تثبت الرجعية في العراق ولا في غير العراق اية جدارة في كسب الناس , بل ان الاوضاع بقيت على حالها والناس كانواعلى حالهم , والذي تغير هو انسحاب واختفاء القوى الوطنية والتقدمية من ساحة العمل السياسي الصحيح , الذي يقود للمحافظة على حياة الناس وتطويرهم بالعمل الواعي والتثقيف المستمر . كل شيء لا ترعاه يبقى كما كان او يتدهورالى الخلف والزوال . فمات الحس الوطني وتخدر العقل وعاد الى ما كان عليه عقل الآباء والاجداد , عشائريين , تقليديين , متدينين , مذهبيين وطائفيين اخيرا بالسياسة . وسؤال (ما العمل؟) في هذه الحالة سؤال وارد وقائم , والجواب يكمن في عودة الوطني والتقدمي الى الساحة , مستخدما ذكائه وتراثه وتجربته , مجددا لها , لا طامرا , متحركا لا ساكنا , موحدا لا منقسما ومشتتا , ساخنا محتدما , لا باردا يقطر من جبهته عرق الخجل والخيبة. ان الرجعية لم تعمل شيئا في العراق سوى انها ادخلت الدين في السياسة بعد ان سيطرالخميني على السلطة في ايران , بدعم امريكي واضح , وتفضيل له ولمبادئه على الشيوعيين الايرانيين ومبادئهم , حيث بدى نظام الشاه بالضعف وقرب تلاشيه. وهي خطوة مخاباراتية امريكية , قادتها المخابرات المركزية الامريكية وكتبت عنها الصحف العالمية في حينه ونشرت بعد حين في ايران ذاتها, للتعجيل بسقوط الاتحاد السوفييتي وانسحاب قواته العسكرية من افغانستان , وجعل الاسلام وايران العدو الوهمي الجديد لشن الحروب ولأنعاش تجارة السلاح . ومهما يكون هذا العدو الوهمي الجديد , فلن يبلغ قوة وتاثيرالاتحاد السوفييتي السابق . وقد نجحت امريكا في هذا المخطط وتراجع اليسار في ايران حيث ذبحه الخميني ابشع ذبحا , وفي العالم حيث تقدمت الرجعية والدين وتنفست الحوزات الدينية في العالم الاسلامي والكنيسة في امريكا واوروبا الصعداء . ان الرجعية واليمين في العالم عموما قد ظهر من جديد وعاد يحتل المواقع في الحكم والتأثير في حياة الشعوب , وهو السبب الرئيسي في تقهقرها الاجتماعي والحضاري بعد سيطرة الخميني في ايران وتلاشي الاتحاد السوفييتي والدول الاشتراكية وتفكك الاحزاب الشيوعية في العالم وتنازل معظم قياداتها عن المباديء التقدمية الصحيحة , بدلا عن تجنب الاخطاء وتطوير النظرية والعمل بالسؤال من جديد (ما العمل؟). ان القوى التقدمية في العراق انحسر تأثيرها منذ الجبهة الوطنية في اوائل السبعينات , وتعمق الخلاف بين اطرافها الرئيسية التي توجت بالقمع والتنكيل بالحليف , وتفريغ العراق من أي نفس تقدمي . من هنا ظهرت الرجعية وقوى الاسلام السياسي بكل قوة بعد السقوط , حيث كانت مختفية في بؤسها وتخلفها , ورعاية ايران لرموزها واتباعها الذين استغلوا الغزو الامريكي للعراق واسقاط النظام السابق واحتلال العراق فتقاسموا الغنائم يين بعضهم البعض والحصة الاكبرللاحتلال . الجواب هنا على سؤال (ما العمل ؟)هو رص الصفوف وتصفية الفكر من الشوائب وعقد العزم على العمل والتطور مهما كانت الصعوبات والمعوقات , التي يفترض ان يفهمها اليساري التقدمي , الواثق من نفسه وقوة شعبه ويعرف كيف يتجاوزها. القوى التقدمية يجب ان تعمل بصبر وذكاء وان تعود الى الساحة العراقية , موقع الفعل السياسي الحقيقي . لم تعمل القوى التقدمية لحد الان في سبيل ولوج الطريق الصحيح ومعظمها تسير في طريق العملية السياسية المسدود نهائيا في طريقها , وان بدى انه مفتوح جزئيا في طريق القوى السياسية الرجعية , الا انه مسدود في طريق التقدم , ولابد من تغيير الطريق وتغييرالاتجاه. ان الدور الفعال الذي ينتظر من ينظر بأمل الى العمل التقدمي الصحيح , هو ان يشارك في الدعوة المستمرة الى توحيد القوى التقدمية المشتتة ونقد حالة البرود والسكون في طرف اليسار , وعن قرب وليس من بعيد. ان ما تعنيه من اصحاب الضمائرالحية ان يعودوا للعمل اليساري التقدمي فهم ما زالوا نيام . فصوتك وصوتي واصوات الاخرين يمكنها ان توقضهم من هذا النوم العميق. او ستظهر قوى سياسية جديدة ذات ضمائر حية. وليطمئن الاخ جاويد ومطلوب دعمه وتأييده لقوى الخير الجديدة. عبد العالي الحراك 25-6-2008











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد| اعتراض قذائف أطلقت من جنوب لبنان على مستوطنة كريات شمو


.. حصانة جزئية.. ماذا يعني قرار المحكمة العليا بالنسبة لترمب؟




.. المتحدثة باسم البيت الأبيض تتجاهل سؤال صحفية حول تلقي بايدن


.. اليابان تصدر أوراقا نقدية جديدة تحمل صورا ثلاثية الأبعاد




.. تزايد الطلب على الشوكولا في روسيا رغم ارتفاع سعرها لعدة أضعا