الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الوزير الوطني-... غير مرغوب به!!

سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)

2008 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


ما الّذي نحتاجه نحن العراقيون الآن للعبور بالشعب و المواطن بالدرجة الأولى من حالة الركود و الفوضى و الديمقراطية الهشة إلى حالة الاستقرار و التطور و الديمقراطية القوية؟ الأكيد أن العراق الآن سفينة بلا مجاديف حقيقية أو سفينة ذات أشرعة قديمة و ممزقة، فالأحزاب الحالية في غالبيتها تميل إلى ثقافة "إما أن ألعب أو أخرب الملعب" بمعنى أنها أحزاب و كتل ذات بُعد طائفي و قومي عنصري يؤمن بأن العراق هو "مناطق متنازع عليها"!! و أن السلطة و المال العام هو غنيمة للطبقة و العائلة الحاكمة التي ستتوارث الحزب و الدولة و الشعب إلى يوم يبعثون و أن الشعب هم مجموعة من العبيد الذين يخدمون "سيادته" إلى الأبد.
و ما شاهدناه مؤخرا من مطالبة البعض من الرؤوس الكبيرة باستقالة الوزير علي بابان حتى تستطيع كتلة التوافق العودة إلى "حصتها"!! من الحكومة، كان مطلبا غير واقعي و يتناقض مع مبدأ الوطنية و الإيمان بالعراق، فالسيد بابان مشهود له بالحس و الموقف الوطني، فحينما كان العراقيون يعانون من ضعف الدولة و مجاميع الإرهاب الطائفي و القومي و مؤامرات أيتام البعث ضد النظام الجديد، وقف السيد علي بابان مع الحكومة التي هي رغم عيوبها كانت ضرورة لهذه المرحلة الصعبة.
بالمقابل كان أعضاء التوافق يخرجون من الحكومة تاركين الوزارات فارغة في وقت كان المواطن العراقي يعاني من كل شيء بعد سقوط الدولة و النظام البعثي (حيث أن البعث اختصر الدولة في القائد المهزوم)، و إذا كانت كتلة التوافق تسعى إلى معاقبة الوزير بابان لأنه لم يوافقها الرأي ـ و هو ما لا أعلم أنهم يسعون إليه ـ فإن ذلك سيشكل كارثة و عارا وطنيا أن نتعامل مع أبناء العراق الوطنيين و المخلصين بأسلوب العقاب، كما أن على التوافق أن تدفع ثمن أخطاءها لأن هذه الأخطاء تسببت بمشاكل جمة للعراقيين و على هذه الكتلة و كل الكتل البرلمانية و الأحزاب السياسية أن لا تتعامل مع بعضها البعض بمنطق الهيمنة و المواجهة و التنازع ـ مناطق متنازع عليها مرة أخرى ـ لأن في ذلك خيانة للمواطن العراقي الذي حمّل هؤلاء المسئولية عبر انتخابه لهم.
لا ننسى مرة أخرى أن نؤكد أن الإنسان الوطني ليس له انتماء حقيقي إلا إلى شعبه، و كنت أجهل الكتلة التي ينتمي إليها وزير التخطيط ـ علي بابان ـ إلى حين حصول أزمة انسحاب التوافق من الحكومة و رفض الوزير الانسحاب، فالإنسان الوطني حينما يُغلب مصلحة بلده و شعبه على كل الو لاءات الحزبية و القومية و حتى الدينية فهو إنما يغلب حسه الإنساني (إذ كلمة عراق ترادف ذهنيا معنى إنسان لأنها ليست ذات بُعد ديني أو قومي عنصري) على كل الانتماءات الجانبية المزيفة التي تتعارض في النهاية مع سعادة المواطن و مصلحته، قد يكون السيد بابان مخطئا في بعض الأمور التي لا نعرفها لكن موقفه الوطني ـ إذ لم يعتمد على أي كتلة للحفاظ على منصبه ـ يبرر أفضليته كوزير.
و المصيبة أن الوزراء الفاشلين من أمثال وزير الكهرباء و وزير العمل و الشؤون الاجتماعية ـ المختل عقليا للأسف ـ لم يحاسبهم أحد على إهمالهم و فسادهم المالي و تهاونهم، بينما يطلبون من وزير تكنوقراط وطني أن ينسحب!! أنه حقا موقف جدير بالتأمل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الشرق الأوسط لدفع مساعي الهدنة وإسرائيل تواصل عملي


.. إيران تعلن القائمة النهائية للمرشحين للانتخابات الرئاسية الم




.. واشنطن والرياض.. معاهدة أمنية والعين على التطبيع | #ملف_اليو


.. الحكومة الإسرائيلية تضطر لدفع فوائد أعلى على أدوات الديون بس




.. صور أقمار صناعية.. اتساع مساحة الدمار وتوغل آليات الاحتلال ف