الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يضمن عدم استثمار الرموز الدينية في انتخابات مجالس المحافظات؟

رشاد الشلاه

2008 / 7 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أعلن المركز الوطني للإعلام في مجلس الوزراء خلال الأسبوع الماضي، بأن هناك أكثر من 5300 عائلة مهجرة بسبب العنف الطائفي، قد عادت إلى مناطق سكناها الأصلية في جانبي الكرخ و الرصافة من العاصمة بغداد. وهذا مؤشر على نجاح، مهما كان حجمه، على طريق التقليل من الآثار العميقة التي تركها الاحتراب الطائفي في نفسية المواطن العراقي، وكوة أمل في الاطمئنان الذي يترقبه مئات الآلاف من المهجرين بسبب الفتنة الطائفية داخل وخارج العراق ويؤثر على قرار عودتهم. لكن هذا المؤشر يحتاج إلى التعزيز عبر مزيد من الخطوات من قبل الحكومة والأطراف السياسية ومرجعيات الطائفتين الدينية، خطوات تستهدف الإطفاء التام لمنابع و بؤر وأسباب الفرقة الطائفية وإعادة اللحمة لنسيج المجتمع العراقي الذي اعتاد التآلف وتعدد انتماءات مواطنيه الطائفية أو العقائدية. ومن بين منابع توسيع الفرقة الطائفية، الزج بالمرجعيات والرموز الدينية في آتون الصراع السياسي، وهذا منحى سلبي ومعيق لهدف معافاة الوضع الاجتماعي والسياسي، الذي يمر بفترة نقاهة حرجة. إن إصرار بعض الأطراف السياسية العراقية، المجلس الإسلامي الأعلى، خصوصا، على استثمار الرموز والمراجع الدينية خلال الدعاية الانتخابية الممهدة لانتخابات أعضاء مجالس المحافظات القادمة، يعطي المسوغ للأطراف السياسية الأخرى، سنية كانت أم شيعية، في اللجوء إلى ذات الأسلوب، مما يسبب - قصد المجلس الإسلامي الأعلى بذلك أم لم يقصد-، اشتداد استعار أوار الصراع داخل الطائفة الواحدة، وهو لما يزل مستعرا، ومن ثم استثماره من قبل المتطرفين من الطائفتين، و يعني في الوقت ذاته التمهيد لفرصة إذكاء الصراع المذهبي الممقوت، و البغضاء الطائفية الكريهة، اللذين جرا ما جرا على أبناء الطائفتين وعلى عموم أبناء الشعب العراقي من الويلات والمآسي.

المجلس الإسلامي الأعلى يقول: «المجلس سينزل إلى الانتخابات بقائمة منفردة، وسيستخدم في حملته الانتخابية الأساليب المعهودة له في الانتخابات السابقة من استخدام الرموز الدينية والقادة الإسلاميين». ويضيف: «حملتنا الدعائية مستمدة من عقائدنا الثابتة، والتبرك بأسماء مراجع الدين وأهل البيت يعد من ثوابت عمل المجلس الإسلامي الأعلى، وهي أدوات تعريف بمبادئنا السياسية والعملية». لكن هل توافق المراجع الدينية وأهل البيت أن تتحول أسماؤهم إلى أدوات تعريف بمبادئ المجلس الإسلامي الأعلى السياسية والعملية؟.

لقد نُسب أكثر من مرة إلى المرجعية الدينية الشيعة العليا بأنها لا تدعم حزبا معينا، و إنها تقف على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية والشخصيات التي ستشارك في انتخابات مجالس المحافظات. وأن السيد السيستاني وعن طرق وكلائه، أكد بصريح العبارة بأنه لن يقبل أن تقوم أية جهة باستخدام اسمه أو رأيه أو صورته بأي شكل من الأشكال للترويج أثناء الانتخابات المقبلة.

إن هذه المواقف المهمة، تظل منسوبة، إذا لم تؤكدها مكاتب المرجعيات، لأن المألوف هو إعلان مواقف المرجعيات يتم غالبا عبر لسان وكلائها أو زوارها، وهذا ما يسهل على القوى السياسية والشخصيات التي ستشارك في انتخابات مجالس المحافظات القادمة، تفصيل المسافة التي توصلها بهذه المرجعيات العليا وفق مقاسات حاجتها إلى التمسك بسلطة النفوذ وامتيازاتها، ومدى قدرتها على استثمار تأثير المرجعيات الروحي على أصوات الناحبين.

إن ذاكرة الناخب العراقي لا تزال طرية عندما رُفعت صور وأسماء المرجعيات العليا في الحملة الانتخابية الممهدة لانتخابات مجلس النواب الحالي، وكيف ادعت أحزاب وكيانات عدة وصلها بالمرجعيات الدينية دون التقيد بطول أي مسافة تربطها بها، وكيف تحملت المرجعية الدينية المسؤولية في دعم كيانات وشخصيات لم تبرر ثقة ناخبيها بها.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط